نظام العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
الدرس الثالث:
نظام العقود التبرعية الخصائص والمقاصد
أهداف الدرس:
- تعرف مفهوم العقود التبرعية.
- تصنيف مقاصد العقود التبرعية وخصائصها
- تثمين الأعمال التطوعية والاستجابة لها.
الاشكالية :
تعاني اليوم فئات عريضة من الناس من مشكلة الفقر التي تتزايد يوما بعد يوم ، هذا بالرغم من
ان الاسلام حث على التعاون والتكافل للتخفيف من معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية
تحقيقا للتنمية الشاملة يقول صلى الله عليه وسلم : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه ) اخرجه مسلم .
- فما مفهوم العقود التبرعية ؟ وما هي انواعها ؟
- وما ابرز مقاصدها في الاسلام ؟
- وما خصائصها ؟
- وكيف يمكن للعقود التبرعية ان تسهم في التنمية البشرية ؟
أولا:أفهم وأستنبط
النصوص الشرعية المؤطرة تدليل الصعوبات المستفاد من النص
قال الله تعالى: ﴿مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبثت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم﴾البقرة/ 261.
- الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والدعوة إلى الإقبال عليه ، ووعد المنفق بمضاعفة الأجر.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أصاب أرضاً بخيبر، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يا رسول الله! أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط أنفس عندي منه، فما تأمر به؟ قال : « إن شئت حبست أصلها، وتصدقت بها » البخاري
أصاب أرضا:ملكها.
حبست:جعلتها وقفا.
لا توهب:لا تملك لأحد.
وليها المكلف برعاية الوقف.
- في الحديث دليل على مشروعية الوقف مع بيان شروطه ومميزاته.
تحليل عناصر الدرس :
المحور الأول: مفهوم العقود التبرعية وأنواعها :
ا- مفهوم العقود التبرعية :
هي عقود تنظم كل أنواع المعاملات المالية الاحسانية غير العوضية التي يجريها المتبرع بإرادته الحرة تقربا إلى الله وطمعا في مرضاته وأجره.
وهي ملزمة للمتبرع بعد انعقادها لقوله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} .
ب- أنواع العقود التبرعية
أنواع العقود التبرعية :
الوصية هي العهد بالنظر في شيئ او التبرع بالمال يمضى بعد الوفاة .
الهبة هي تبرع الرشيد بجزئ مما يملك من مال او متاع حال الحياة .
الوقف هو تحبيس الاصل وتسبيل منفعته فلا يورث ولا يوهب ولا يباع .
العارية هي تبرع بمنفعة عين لجهة ما حال الحياة على وجه مؤقت مع استرداد العين.
القرض هو دفع مال لمن يستفيد منه لمدة معلومة مع استرداد بدله عند حلول اجل التسديد دون زيادة.
المحور الثاني: مقاصد العقود التبرعية
1)- المقصد العقدي التعبدي: وهدفه : – تكفير الذنوب – صلة الأرحام – التقرب إلى الله – تحصيل الأجر والثواب – تربية النفس على البذل والعطاء – تدارك ما فرط فيه الإنسان في حياته من أعمال الخير- وهذا المقصد يعتبر الدافع الأساسي والمحرك للمسلم من أجل التبرع والتطوع ولذلك فهو يختلف حسب درجة إيمان الشخص.
2) – المقصد الاجتماعي التكافلي: وهدفه : – تحقيق التعاون والتكافل والتضامن في المجتمع المسلم – تثبيت وترسيخ قيم الأخوة والمحبة والتراحم بين مختلف أفراد المجتمع – حفظ حق الفقراء والمهمشين في العيش الكريم
3) – المقصد التنموي: وهدفه : – إقامة وإنجاز المشاريع التي يعود نفعها على أفراد المجتمع – توفير البنيات والوسائل المحققة للخدمات العامة
4) – المقصد الاقتصادي : يهدف الى : - توسيع دائرة الانتفاع بالمال وإعادة توزيع الثروات ومنع تكدسها في أيد قليلة من الناس – الإسهام في الرفع من القدرة الشرائية للفئات الفقيرة والمعوزة – تحرير المعاملات المالية من الاستغلال الربوي كالقرض الحسن مثلا .
المحور الثالث: خصائص العقود التبرعية
للعقود التبرعية خصائص مميزة منها :
ا)- عقود اختيارية: ليست واجبة شرعا تعود إلى قوة إيمان الأشخاص ورغبتهم في الخير والأجر.
ب)- عقود غير نفعية: لا يقصد من ورائها تحصيل نفع مادي أو معنوي بل هي لوجه الله تعالى وطلب مرضاته .
ج)- عقود إلزامية : خاضعة لإرادة المتبرع وشرطه لاغير.ويجب تنفيذ شروطه ما دامت موافقة للشرع لحديث(المسلمون على شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما)) .أما الجهة المتبرع لها فإرادتها محصورة في القبول أو الرفض للتبرع .
د) –عقود توثيقية: يجب توثيقها بنص القرآن والسنة حفاظا وصيانة للحقوق المالية لجميع الأطراف. وقد رغب الشرع في تعجيل ذلك دفعا للآفات كما في الحديث الصحيح ((ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به يبيت ليلة أو ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)).
المحور الرابع : كيف يمكن تطوير إسهام العقود التبرعية في التنمية ؟
يلاحظ في عصرنا:
-1- قصور الاسهام التنموي للعقود التبرعية بحيث لم يعد لها الدور المطلوب منها في تنمية المجتمع وأصبح دورها محدودا في قضايا محددة ومحدودة في أثرها التنموي. ...
لذلك ينبغي :
-2- تطوير الإسهام التنموي للعقود التبرعية. وهذا مرهون بمشاركة المواطن في الشأن الاجتماعي وتنمية وعيه بهذا الأمر.لذلك إذا أريد لهذه العقود أن تعود لدورها الفعال كما كانت لابد من تطوير أدائها وبرامجها لتصبح مشاركا فعالا في التنمية والإنتاج على جميع المستويات .وأن تتوسع برامجها لتشمل كل مناحي الحياة (منح دراسية- مؤسسات البحث العلمي- دور إيواء الطلبة – المؤسسات الصحية – إنشاء مؤسسات القرض الحسن – التغطية الصحية – بناء المؤسسات التعليمية – التشغيل – التزويج ...
ahmedii2
التعليقات (0)