مواضيع اليوم

نطحات باقان ونفشات سيلفاكير

مصعب المشرّف

2012-03-21 16:53:38

0

نطحات باقان ونفشات سيلفاكير

باقان أموم

الجنوبي السابق باقان أموم لديه مركب نقص وإنفصام عميق تجاه عربان السودان . ويتملكه ولع غريب لجهة محاولاته المستميتة لإثبات أهميته والظهور على صفحات الجرائد السودانية وشاشات التلفاز في أمدرمان وفضائياتنا . وهو في سبيل ذلك يستغل كل الفرص، ويعمل "شافع مراسيل" مابين جوبا والخرطوم وبحري وأمدرمان ............... ولا أخاله لديه مانع من الفرحة وانتهاز السوانح للحضور إلى الخرطوم حتى إذا كان الأمر متعلق بدعوة حوّا الطقطاقة وقسمة المغـنّية وزهرة الحنـّانة لزيارة جوبا ؛ ناهيك عن التشرف بحمل دعوى رسمية لزياة جوبا من رئيسه سيلفاكير إلى رئيس الجمهورية ..
وحال حضوره يركب العفريت رأسه ؛ فيخلط باقان أموم بين إحاسيسه الشخصية المتضاربة المضطربة تجاه "العرب" و "الشماليين" ؛ وبين طبيعة المهمة التي أرسل من أجلها . فيحرص على الإستفزاز والتشدد واللجاجة والفجور في المخاصمة لغير حاجة أو مطلب . بسارع بالإنفعال بلا معنى ويطلق تصريحات نارية أكبر منه ومن منصبه ؛ ولايهم إن كانت هذه التصريحات تتبخر في الهواء أو تقع في الأرض .. المهم هو رغبته المستميتة في خطف الأضواء والظهور بمظهر البني آدم ذو المكانة الرفيعة والإعتبار المتميز وسط أحفاد تاجر الرقيق الزبير باشا رحمة ؛ وشركائه من الجلاّبة والنخاسة وتجار رقيق القرون السالفة والعقود الماضية من تاريخ السودان .
مسكين وتعبان باقان أموم ؛ فهو لا يشغل بال أحد ولا يلفت إليه نظر أحد ، ولا يهتم به ولإستفزازاته أحد من عربان وبدو السودان ؛ اللهم إلا أولئك المحررين الصحفيين الذين هم في أمس الحاجة لأداء عملهم وملء فراغات في صفحات جرائدهم اليومية حين لايجدون لها إعلانات تجارية تسد الرمق وتسدد الراتب.
عقب توقيع الإتفاق الإطاري الخاص الموقع في أديس ابابا بمنح الجنوبي الحريات الأربعة . خرج باقان أموم منفوش الريش ؛ لايكاد يصدق نفسه من الفرحة ... بل كان على رأي المصريين مزغطط آخر زغططة بحصوله على هذه الحريات الأربعة ؛ وأكثر فرحا من الجنوبيين اللاجئين في جمهورية السودان أنفسهم . بل وكأنها منحت له وحده . ولم لا ؟ ..... فهي على أقل تقدير تضمن له المجيء للخرطوم متى شاء وأراد . وستكفيه شر وذل سؤال تأشيرة الدخول للسودان لنفسه قبل غيره ... وليتني كنت رئيس الجمهورية لكنت فصلت له ولأمثاله قانونا خاصا يمنع منحه تأشيرة دخول السودان حتى لو وقف يستجديها أمام أبواب سفاراتنا وتحت نوافذ قنصلياتنا طوال 1000 عام.
...........
كان ذاك ولا يزال حال باقان أموم كوم .. فماذا عن حال سيلفاكير؟ حال سيلفاكير ميار ديت هو الآخر كوم آخر ......

سيلفاكير ميار ديت

فبحسب ما نشره موقع سودانيز أون لاين بتاريخ 16/3/2012م بقلم مراسله "عمار عوض" من لندن عن مقتطفات من كلمة ألقاها سيلفاكير في مدينة واو . قوله دون أن يتمكن من إخفاء فرحته بتوقيع أتفاق الحريات الأربعة:
[ نحن ماعندنا مع الشعب السوداني أي عداء . و مشكلتنا الاساسية مع العصابة الحاكمة في الخرطوم ].....
وهو يقصد هنا حكومة الإنقاذ بقيادة المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية ضمنا .....

إذا كان هناك عصابة حاكمة في الخرطوم ؛ فهناك حتما قطّاع طرق يحكمون في جوبا.....

منتهى الإستفزاز أن يصف سيلفاكير حكومة الخرطوم بأنها (عصابة). ودليل على مدى التناقض ما بين كل جملة وأخرى يتفوه بها قطاع الطرق في جوبا.

إذا كان سيلفاكير مشكلته الأساسية مع العصابة الحاكمة في الخرطوم . فلماذا يبعث بالمراسيل والمراسلة باقان أموم لدعوة رئيس (هذه العصابة) لزيارة جوبا؟

ولكن ماذا نقول سوى أنه هانت على البعض أنفسهم فهانوا على الناس .. وأيتها ناس؟

إن الله لا يحب الفرحين ... وعلى باقان أموم وسيلفاكير وغيرهم أن لا يفرحوا كثيرا بحصولهم لأنفسهم – بل وسرقتهم – لأتفاق الحريات الأربعة غصباً عن إرادة الشعب السوداني . ودون موافقته ورضاه ؛ ويرونه فتحاً مبينا .... الدنيا دبنقا وما دوّامة .. ولن ينعموا بثمار جنة جمهورية السودان وفردوس العاصمة المثلثة إلى الأبد ؛ مهما حاولوا من محال لصياغة بنود إتفاقية الحريات الأربعة على نحو يظنون أنه يضمن لهم عدم إلغاء العمل بها وإنعدام أثرها .. فكل ما بني على باطل فهو باطل . وهذه إتفاقية لم يستشار فيها الشعب السوداني عبر إستفتاء حتى يضمن الشعب السوداني والحكومات المتعاقبة مستقبلا تنفيذها ....... إنك يا سيلفاكير وباقان أموم تنفخون في قربة مخرومة.
كل ما تم التوقيع عليه وإقراره بجرة قلم مصيره إلى الشطب والإلغاء بجرة قلم .....

ووفقا لهذه الحقيقة من حقائق ووقائع العالم الثالث ؛ فعلى الجنوبي هو الآخر المتمتع بالحريات الأربع في جمهورية السودان أن لا يفرح كثيرا وأن لا يتعب نفسه قليلا ويضيع أمواله في التملك. فقديما قيل "يا باني في غير أرضك يا مربِّي في غير ولدك" ........ عاجلا أو آجلا سيتم إلغاء العمل بهذا الإتفاق وتضيع أملاككم بعد أن تضطرون إلى بيعها برخص التراب إلى نهّازي الفرص من شطار تجار وسماسرة العاصمة المثلثة والأقاليم والقرى والحلال.

والطريف بين أعلاه وأدناه أن سيلفاكير تكرم علينا من مدينة واو معلنا منحه لنا نحن مواطنو جمهورية السودان جنسية دولة جنوب السودان ..... ومن جانبنا لاتعليق .. أو على رأي حبوباتنا "أخـيـر نسكت ونقفل نخرينا ونسدسد إضنينا وندمدم وشوشنا ونرقـد ننوم".

والأطرف من بين الكل هو ماجاء في الخبر من القول :- [اشار سلفاكير في خطابه الى ان دولة جنوب السودان أبدت استعدادها لدعم الاقتصاد في السودان بمبلغ 1.7 بليون دولار وضاعفت المبلغ الى قرابة 3 بليون دولار حرصا منهم على العلاقات والصلات التى جمعتهم بشعب السودان لكن الخرطوم رفضت كل هذه العروض ]

حال الجنوبيين في عاصمة بلادهم جوبا.... فاقد الشيء لا يعطيه

كلام مشبع بالتناقضات والأكاذيب .. فإذا كان باقان أموم يقول أن حكومة الخرطوم تسرق أموال بترول الجنوب. فلماذا ترفض مِنحة تأتيها حلال شرعا قدرها 3 مليار دولار ؟
إذا كان ثلاثة ارباع الناس يذهبون للرأي بأن حكومة الخرطوم لم تندفع وتوقع رغما عنها على إتفاقية منح الجنوبي الحريات الأربعة ؛ إلا طمعا في الوصول إلى الحل الذي يرضيها بشأن البترول فلماذا تتردد الخرطوم في منحة مجانية قدرها 3 مليار دولار؟

وإذا كانت دولة جنوب السودان تمنح 3 مليار دولار لدولة أخرى أجنبية . فلماذا تبوس الأيادي وتتوسل العالم ولجنة خبثاء أفريقيا لكي تحصل لمواطنيها على الحريات الأربع في داخل أراضي هذه الدولة؟
ثم لماذا يضطر مواطني ووزراء وحكام وقادة دولة جنوب السودان للهرولة والركض والزحف على البطون تجاه جمهورية السودان، للتنعم برخاء العيش وضمان الأمن والأمان وسط شعبها إذا كانت دولتهم بهذا القدر من الرخاء والثروة؟

حقاً وعلى رأي الراحلة ليلى نظمي: [ما أشربش الشاي أشرب كازوزه أنا ].......

نعلم أن تمثال الحرية لم يتم تركيبه على مدخل الرنك ؛ وأن ناطحات السحاب لم تتسلق سماء جوبا حتى تاريخه . وأن رواد الفضاء في دولة جنوب السودان لم يصعدوا للقمر بعد ...... وأنّ وأنّ .... ولكن من المضحك أن يشطح سيلفاكير ، فيعمد إلى تقليد الرئيس الأمريكي أوباما بمحاولته إذلال حسني مبارك خلال إعتصامات ميدان التحرير ضمن فعاليات ثورة 25 يناير المصرية . فيلوح له بورقة المساعدات والمنح التي تقدمها أمريكا لنظام حكمه . والتي كان قدرها 3 مليار دولار تماما مثل منحة سيلفاكير إياها التي يحاول إذلال حكومة الخرطوم وحندقتها بها في الفراغ والضلال والتيه الدغلي.

غريب أمر الساسة وأكاذيبهم وشطحاتهم وطفراتهم العقلية .... إذا كان الرئيس أوباما يتحدث عن مبلغ 3 مليار من داخل البيت الأبيض وأمريكا هي من هي . ولايق عليها القول والفعل وكذا على رئيسها أوباما .... فإن الذي نستغرب له أن سيلفاكير ساكن الغابة ورئيس أحدث دولة منعدمة التنمية بنسبة صفر% . وعديمة البنية الأساسية . ومجموع طول الشوارع المسفلتة في طول بلاده وعرضها لا يبلغ 100 كيلومتر .. ومن مدينة واو التي يضطر أهلها لإحراق روث الأبقار الجاف حتى يقيهم من لسعات الباعوض ويطرد عنهم ذبابة التسي تسي ..... إذا كان سيلفاكير وسط كل هذه الركام والسخام والأبخرة وروائح المايقوما ، ومن خلال مايكرفون يدوي يعمل بأحجار البطارية الصينية الجافة ؛ يتحدث عن منح إعانة مالية لدولة خارجية بمبلغ 3 مليار دولار فحريّ بنا أن نظن أن سيلفاكير لا يعرف عملة الدولار ولا قيمتها ؛ ويحسب أنها ملاليم.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات