م/الحكومة العراقية تحكم قبضتها والسيطرة على انتخابات اتحاد الكرة العراقية
عزيزي السيد بورجا والسيد اورس كوسلا
ان هذه الرسالة الالكترونية كتبت بناءاً على طلب ونيابة عن اتحاد الكرة العراقية (IFA) وكذلك مجلس الكرة العراقي والهدف من ذلك لفت كامل انتباهكم الى الاحداث والتطورات الاخيرة التي حدثت في غضون الاسابيع الثلاث الماضية والتي قامت الحكومة العراقية من خلالها بفرض نوع من السلطة والنفوذ القضائي على انتخابات اتحاد الكرة العراقي والتي كان من المفترض ان تحدث في 20 / اب / 2009 لقد قامت الحكومة العراقية بتجميد كافة فعاليات والتزامات ومسؤوليات وواجبات مجلس اتحاد الكرة العراقي وكذلك التدخل بالعمل ووضع لوائح واعادة كتابة قانون اتحاد الكرة العراقي.
ان مثل هذا العمل الذي قامت به الحكومة العراقية يتعارض تماماً مع لوائح وقوانين اتحاد الكرة العالمي (الفيفا) والذي يحمي بان تكون مسيسة وتهتم باستقلالية الاتحادات الوطنية. في رأيي ان مثل هذه الاحداث والتطورات تتطلب العمل الفوري والاستجابة السريعة من الفيفا تماشياً مع الالتزامات والتصرفات في حماية الرياضة من عملية تسييسها من قبل مختلف الحكومات، وكما حدث في اتحادات الكرة (نيجيريا، اثيوبيا، بولندا، الكويت، لبنان، سوريا، وايران) وقبل الخوض في غمار توضيح اكثر للامر وللاحداث ارجو السماح لي اولاً لان ازودكم بخلفية مختصرة والتي ادت بمجملها الى مختلف الاحداث الحالية والتطورات المهمة جداً.
كما تعلمون ان الخارطة السياسية العراقية تتألف ملامحها بان العراق هو وطن لثلاثة مكونات عرقية رئيسية وهي الاكراد (في شمال العراق) والعرب السنة (في وسط وغرب العراق) والعرب الشيعة (في جنوب العراق وفي عاصمته بغداد). وفي غضون الخمس سنوات الاخيرة قامت الحكومة المتكونة من الغالبية الشيعية في الخوض في غمار عملية وكما هو معروف بالهيمنة العرقية والتطهير العرقي لغرض نكران حق الاخرين من المجموعات العرقية من المشاركة في الشؤون العراقية الاعتيادية والعامة. ان مثل هذا التمييز العرقي وتهميش الاخر هو الدافع الرئيسي في استمرار العنف وعدم الاستقرار في العراق والذي من شأنه ان قام بتقسيم العراق وشرذمته ولم تكن الياضة بمنأى عن ذلك من هذه السياسة في التطهير. في حقيقة الامر ان ساحة الرياضة كانت هي المركز الرئيسي والبؤرة الاساسية لمثل هذه السياسة. ففي غضون السنوات الخمسة المنصرمة كانت الرؤيا غامضة نوعاً ما حول الاهداف العامة للحكومة العراقية وهيئتها المسؤولة عن الرياضة والتي تتمثل في وزارة الشباب والرياضة وان خططها تمثلت باستبدال كافة اللجان التنفيذية للرياضة في العراق واتحادات الرياضة الوطنية باشخاص لهم ارتباطات عرقية وطائفية ممن يمتلكون ايديولوجية واجندة سياسية خاصة بالحكومة المركزية. ان مثل هذه السياسة قد قامت بتصعيد عمليات الاغتيال والتفجيرات والخطف للعديد من اللجان التنفيذية للرياضة وتنحية اولئك الذين لا تريدهم الحكومة العراقية برؤية مشاركتهم في عملية ادارة الرياضة في العراق وكذلك اقصائهم.
اذا ما تذكرتم الاحداث في ايار 2008 وقد قامت في حينها الحكومة العراقية باصدار امر حكومي يتضمن حل اللجنة الوطنية الاولمبية العراقية واتحاداتها الرياضة المختلفة وبضمنها اتحاد كرة القدم ان مثل هذا العمل الحكومي ادى الى قيام الفيفا ولجنتها التنفيذية بالطلب الى تأجيل ذلك لسنة واحدة في العراق على اية حال وبعد قيام الحكومة العراقية بتزويد الفيفا بتوكيدات وتعهدات مكتوبة بانها لم تقم بحل اتحاد الكرة العراقي فقد وافق الفيفا في رفع الحظر عن العراق. وبالرغم من استلام هذه التوكيدات من قبل الفيفا فقد عبرت الفيفا عن اهتمامها البالغ حول محاولات الحكومة العراقية للسيطرة على الاتحادات الرياضية المختلفة. كذلك اذا ما تذكرتم فان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية السيد علي الدباغ قد زار الفيفا في السنة المنصرمة في محاولة منه لحل اتحاد الكرة العراقي واحتضان انتخابات مبكرة متحكم بها من قبل القانون العراقي وليس لوائح الفيفا وقوانينها وكذلك القيام بادارة هذه الانتخابات تحت اشراف قانون الحكومة وهذا الطلب من قبل السيد الدباغ قد تم رفضه من قبل الفيفا.
اما بالنسبة للاحداث الحالية فان لوائح مسودة قانون اتحاد الكرة العراقي والتي تتماشى مع لوائح الفيفا والتي تمت المصادقة عليها من قبل مجلس الكرة العراقي. ان مجلس اتحاد الكرة العراقي المنتخب مؤخراً قد حدد بتاريخ 20 / اب / 2009 للقيام بعملية الانتخابات والغاية منها القيام باختيار اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة العراقي وبضمنها اختيار رئيس للاتحاد ونائبين له بالاضافة الى اختيار سكرتيراً عاماً وسكرتيراً اخر للامور المالية مع سبعة اعضاء اخرين. وفي عمل منافياً للوائح وقوانين الفيفا قامت الحكومة العراقية بتجميد كافة الفعاليات مجلس اتحاد الكرة العراقي وتعيين ناطقها الرسمي السيد علي الدباغ للقيام بالاشراف وادارة كافة الامور التي تؤدي الى مثل هذه الانتخابات. ومن خلال سير الاحداث لمثل هذه الامور فقد قام السيد علي الدباغ بتأليف لجنة من ثلاث اشخاص هو احد الاعضاء وممثل عن الجانب الحكومي من وزارة الشباب والرياضة واحد اعضاء البرلمان العراقي ان مثل هذه اللجنة المؤلفة حكوميا انيط بها امر انجاز ما يلي في غضون شهرين:
1- اعداد مسودة لوائح وقوانين خاصة بأتحاد الكرة
اخيرا الحمد لله بركات المولى المقدس حسين سعيد حلت على الرياضة العراقية الي يغار عليها وتمت الموافقة على تجميد مشاركة العراق بالفيفا
التعليقات (0)