نصيحة مصرية: أيها الجزائريون لا تطمئنوا على سلامة قواربكم وغامروا•• |
السبت, 19 يونيو 2010 18:37 | ||
قبل مباراتنا أمام إنجلترا بحوالي ساعة، فتحت بريدي الالكتروني فوجدت عشرات الرسائل من صديقات وأصدقاء من كل البلاد العربية، يتمنى أغلبهم الحظّ السعيد للجزائر، وكان من بين تلك الرسائل رسالة واحدة وصلتني من مصر، كتبتها شاعرة مغمورة تقطن الإسكندرية وقد احتوت رسالتها عبارات باللهجة المصرية تعمدتُ تعريبها·· وهذا نص الرسالة... (((صديقي ع·م/ كيف حالك؟ أرجو أن تكون بخير، أنا بصراحة خائفة على قلبك من هذه المباراة الملعونة ·· إن الإنجليز ليسوا هينيين، سيبذلون ما بوسعهم ليفوزوا عليكم، أنا سأشجع الجزائر، وسأشاهد المباراة في غرفتي، ذلك أن زوجي ومعه الأولاد أيضا سيشجعون الإنجليز نكاية فيكم، لهذا سأتركهم في الصالة ·· هههههه، إنني أخفي قناعاتي كما يفعل الخارجون من الظلمات إلى النور. لقد سألت زوجي وهو من المغرمين بـ الحلم العربي لماذا تشجع أعداء بلدنا السابقين وتتخلى عن أشقائك، فقال لي: إنك لا تفهمين في الكرة، لقد انهزمنا أمام الإنجليز في مباراة ودية قبل أشهر قليلة، ويجب أن ينهزم الجزائريون حتى لا نبدو أقل منهم شأنا· واستغربت أن يربط هذا الأمر بذاك ويعقّد المسألة إلى هذا الحد. دعني أخبرك صديقي، أنني لا أحب الكرة مطلقا، وأنني أشاهدها لأندمج أكثـر مع عائلتي الصغيرة، إنه نوع من المشاركة لا أكثر، لكنني، بالفعل هذه المرة، متحمسة لمتابعة مباراتكم، وقلبي يحدثني أنكم لن تخسروا هذه المعركة، أنا متحمسة لأراكم تلعبون أمام منتخب قوي يخيف الجميع، وسأرى جماهيركم تشجع على المدرجات، وتطلق تلك الأغاني الغريبة عنا، أظن أننا لا نكرهكم، بل ننزعج لأنكم لا تشبهوننا، أنتم تتكلمون بسرعة وتغنّون بسرعة وتلعبون بسرعة، أما نحن فشيء آخر تماما، إننا شعب متعلق بتلابيب الحكومة ومثلنا الأكثـر انتشارا، إذا فاتك الميري تمرغ في ترابه، وهو يحيل إلى فكرة مفادها أن المصريين لا يحبون المغامرة، إن أقصى أحلامهم تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وهذا ما يفسر خططنا الدفاعية المحكمة، ندافع وندافع بأعداد كبيرة ·· حتى لا تتلقى شباكنا أهدافا، وإذا ما أتيحت لنا فرصة التسجيل فهذا أمر جيد، أي أن الهجوم لدينا هو وظيفة ما بعد الظهر، الوظيفة غير الأساسية، التي نسعى إليها لنحدث تغييرا في مسار حياتنا ونجعل الأمور أفضل، بينما أنتم لا تفكرون هكذا، مجانين، ترمون بكل ثقلكم وتهاجرون إلى منطقة الخصم، كما يهاجر أبناؤكم عبر البحر إلى أوروبا، ويسكنون هناك ويتزوجون، لكن أولادهم يعودون في آخر الأمر ليفعلوا شيئا جميلا من أجل بلادهم، أتمنى أن يحب المصريون إخوانهم في الجزائر ويتعلّموا منهم بعض روح المغامرة، كما أتمنى أن يتعلّم الجزائريون من المصريين الحرص والصبر ·· مثلا ، أن يتعلّموا كيف يطمئنّون على سلامة قواربهم قبل أن يبحروا إلى المجهول تقبل محبتي ·· صديقتك· ر ))). بعد المباراة كتبت لي الشاعرة ر ما يلي: (((كان بوسعكم أن تفوزوا على الانجليز لكنكم أخطأتم عندما تعلمتم من المصريين أن تطمئنوا على قواربكم قبل أن تغامروا، أرجوكم ظلوا مجانين، لا تتعلموا منا شيئا ولا نتعلم منكم شيئا، هكذا ينتصر عالمنا العربي على الفراغ ·· أخبرك فقط أنني قلت لزوجي إن الجزائريين انتقموا لهزيمتنا أمام الإنجليز، وهذا يخدم حلمك العربي أليس كذلك...)))· بقلم: علي مغازي
|
التعليقات (0)