مواضيع اليوم

نصيحة لوجه الله تعالى, إتقوا الله في أطفالكم

إيهاب العمري

2013-02-01 00:00:00

0

 قد يكون هذا الموضوع مختلفا عما أكتب فيه بالعادة ولكن دفعني إليه دفعا توالي الأخبار من العراق والإمارات وبلدان اخرى في بشكل عام بخصوص إزدياد العنف الجسدي ضد الأطفال من قبل آبائهم وعدم وجود تشريعات وقوانين رادعة لتلك الظاهرة التي يتم تبريرها في بعض الأحيان بمسوغات شرعية. ثلاثة حوادث في السعودية والعراق والإمارات ضحاياها أطفال في عمر الزهور وقعوا للأسف بإيدي لا تخاف الله ولا ترحم وهم من المفترض أنهم آبائهم. طبعا هذا ماوصل للإعلام وما خفي كان أعظم.

الحادثة الأولى في السعودية بطلها الداعية الإسلامي المختل عقليا فيحان الغامدي الذي قام بهتك عرض طفلته من فرجها ودبرها وقام بكي الجروح بمكواة حتى أن مؤخرة الطفلة تمزقت وحاول من قام بذلك إحراقها لكي يلتئم الجرح لكي يخفي جريمته وذالك لشكه في سلوكها. الداعية فيحان الغامدي هو نجم من نجوم الفضائيات المتأسلمة والتي تخصصت في إبراز أمثاله من المختلين عقليا حيث يحاضر في تلك الفضائيات علة الفضيلة والعفة. تقارير المستشفى أكدت أن الطفلة مصابة بكسور مختلفة في الجمجمة والإضلاع ورضوض وحروق مختلفة كما تم اقتلاع احد أظافرها. هناك من شكك بالموضوع وأنه من فبركات الفضائيات للإسائة للدعاة ولو كان مرتكب هذا الفعل أحد رموز الأحزاب اليسارية أو التي تدعو للعلمانية لتم التشهير به في كل الفضائيات وتخصيص حلقات يتم فيها إستضافة الداعية الفلاني والداعية العلتاني والمتاجرة بالدين كعادتهم والتذكير بالطفولة في الإسلام وان الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يصعدان على ظهره عليه أفضل الصلاة والسلام وهو ساجد فيطيل سجوده لأجل ذالك حتى ينزلا عن ظهره.

الحادثة الثانية بطلها أب عراقي همام شجاع قام بتعذيب طفله (سجاد علاء) بمختلف أنواع العذاب من ضمنها الكي وذالك من أجل زوجته الثانية والتي قامت أيضا بتعذيب الطفل وضربه بالخاشوقة(ملعقة خشبية غليظة تستخدم في المطبخ), الطفل يتيم الأم. الطفل العراقي يسكن مع والده في محافظة الديوانية وقد أغمي عليه أثناء إحدى الإمتحانات فتم نقله من قبل إدارة المدرسة إلى المستشفى حيث حضر الأب هناك وزاد في الطين بلة بأن قام بتهديد الطفل أمام جميع الأطباء والممرضين والمراجعين مما ترك الجميع في حالة من الصدمة وقام بتبرير فعلته بأنه ضبط الطفل متلبسا ينظر إلى زوجته(زوجة الأب). ملاحظة: الطفل عمره لا يتعدى ستة سنين وقد يتم توجيه تهمة الشروع بالقتل للأب وعقوبتها 15 عاما حيث أن هناك إصابات مميتة في جسد الطفل وخصوصا في المنطقة المحيطة بالقلب.

الحالة الثالثة هي حكم صدر بإعدام مواطن إماراتي يدعى حمد سعود جمعة الشيراوي عمره 29 عاما ومن المنتسبين للشرطة وذالك بتهمة تعذيب وقتل إحدى إبنتيه ودونما شفقة وإصابة الأخرى بحروق وكدمات, كما تم الحكم على خليلته التي كان يساكنها من دون زواج العنود محمد العامري بالسجن المؤبد. التفاصيل التي وردت في ملف القضية بخصوص وفاة الفتاة تشبه فيلم رعب فقد تضمنت حلق الشعر والركل بالأرجل وسكب الماء الساخن على الجسد وتم إغلاق باب الحمام على الطفلة وتركها حتى توفت ثم تم دفنها في الصحراء حتى إكتشاف الجريمة. المصيبة أن هذا المنتسب للشرطة صاحب سوابق ويتعاطى المخدرات بحسب ما أفادت والدة الطفلتين حيث آلت إليه حضانة الطفلتين بعد إنفصالهما وهو بدون زوجة فمن يرعى الطفلتين؟ عشيقته مثلا!!!! ولست أدري كيفية تنسيبه للشرطة وهو صاحب ماضي جرمي وكيفية تمكنه من ان يكسب حكما بحضانة الطفلتين.

مما لا شك فيه أن هناك خللا كبيرا في التشريعات القانونية المتعلقة بحماية فرد من الأسرة سواء كان طفلا أو زوجة أو أم أو أخ أو أخت من العنف الذي يمارسه فرد من أفراد الأسرة ضد فرد آخر من أفراد الأسرة وحتى إن وجد طرف مذنبا فالعقوبات ليست رادعة ولنا في قضية الداعية السعودي فيحان الغامدي نموذجا حيث تم الحكم عليه بدفع دية والإكتفاء بالفترة التي قضاها في السجن والزعم بأن تلك هي الشريعة وهذا كذب لأن هذه قضية زنا محارم وعقوبتها القتل حدا إلا أن تكون داعية معروف ونجم من نجوم الفضائيات فهذه نقرة وتلك نقرة والله اعلم.

علينا أن نعترف بهذا الخلل وعلينا أن نضغط لإصلاحه فالطفولة في عالمنا العربي تعيش دوامة مستمرة من العنف تبدأ منذ عمر 6 سنين وقد تبدأ قبل ذالك في المدرسة وفي المنزل وفي الشارع, فالمدرس يستخدم العنف وفي المنزل يكون الطفل ضحية العنف أو شاهدا على عنف أحد أبويه ضد الآخر فينتهي به الأمر إلى أن يتغلغل ذالك السلوك في نفسه ويؤمن به طريقا وحيدا لحل المشاكل ويتم التنفيس عن غضبه ونفسيته العنيفة بمشاجرات بالشارع قد تنتهي به إلى الأذى أو عاهة مستديمة أو حتى السجن في دار إيداع القاصرين. حتى في الحروب فالأطفال هم أول الضحايا والموضة هذه الأيام إغتصاب البنات القاصرات(الأطفال) تحت مسمى عقد نكاح وأن تزويج البنت في سن التاسعة هو من الشرع وذهب شيخ معتوه من شيوخ السلفية في مصر في أنه لا يشترط بلوغ الفتاة شرطا لتزويجها فتنافس حضرته وهو مسلم سني سلفي مع الخميني في مايزعم عنه فتوى تفخيد الرضيعة غيرة وحسدا في أن لا يكون لأهل السنة والجماعة فتوى مماثلة تتيح إغتصاب القاصرات الأطفال. وبعيدا عن أي حسابات سياسية فكم آلمني منظر طفل سوري في أحد كخيمات اللاجئين وأظنه مخيم الزعتري في الأردن وهو نائم يتوسط الثلج لحافا له وخيم لاجئين تغرق في الثلج فكيف تسمح بذالك السلطات المسؤولة عن المخيم وأين الأموال التي تجمع بإسم اللاجئين وتسرق وتنهب وتبعثر هنا وهناك وتصرف إلا على اللاجئين فلا يرون منها مليما واحدا. وكم آلمني منظر طفل سوري وهو يحمل سيفا ويقطع الرقاب وطفل آخر يبكي صديقه الطفل الذي قتل في إحدى المعارك وطفل آخر يركب وراء أحد المقاتلين المعارضين على دراجة نارية ويحمل سلاحا وهو قادم من جبهة رباط ضد الجيش النظامي فعندما يقتل مثل هذا الطفل يزعمون أن الجيش قتل الأطفال وهذا خطأ فمن قتله هو من أدخله في آتون الحرب المستعرة وقوانين التجنيد في الجيش العربي السوري واضحة تمنع تجنيد من يقل سنه عن 18 عاما. وهناك أيضا في فلسطين ومنذ عشرات السنين مناظر تقشعر لها الأبدان لأطفال تبكي أبا أو أما يعتقلهم جيش إخوان القردة والخنازير وأطفال يعتدي عليهم هذا الجيش أو قطعان مستوطنيه ويضربونهم أو يفتشونهم بطريقة مهينة ولم تتحرك نخوة العرب فأين هي تلك النخوة التي طبلت وزمرت وهللت وبكت ولطمت أطفال درعا الذين لم نرى لهم صورا ولم نعرف لهم إسما وكلها كانت قصة تهريج في تهريج وكذب في كذب؟

لست فقيها ولست عالما شرعيا ولا باحثا إسلاميا ولكن هذا ليس الإسلام وهذه ليست أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام الذي كان يطيل سجوده عليه أفضل الصلاة والسلام حين كان الحسن والحسين رضي الله عنهما يصعدان على ظهره الشريف ولم يكن يؤنبهما ولا يضربهما ولا يقوم بشبحهما على السلم ولا ضربهما فلقة بعصا خشبية غليظة ولا كيهما بالنار وجاء ذكر الأطفال والطفولة وحقوقهم في القرآن مرات عديدة في سورة الأنعام 115 حيث أقر القرآن للطفل حق الوجود { ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم} وكفل له حق التسمية وحق الرضاعة كما في سورة البقرة 233 { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}. والقرآن أيضا كفل للطفل حق الأمن فلا يكون مسرحا للنزاع بين والديه كما جاء في سورة البقرة 233{ لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده} ولنا مثال في قضية الطفلتين في الإمارات. ولم ينسى القرآن الكريم حق الطفل اليتيم كما في سورة الضحى 9 { فأما اليتيم فلا تقهر} والسيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم مليئة بالمواقف المشرفة التعليمية والتربوية التي يستفاد منها خصوصا في المساواة بين الأولاد في تخصيص مال أو ملك يسجل بإسم أحد من الأولاد دون الآخرين وهو مالا يجوز ومحرم شرعا ومن يكفل يتيما فهو في الجنة مع رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الشريف حين أشار عليه الصلاة والسلام بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري وجاء في فضل تربية البنات قول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجابا من النار) وأيضا (من كان له ابنتان فأحسن إليهما كن له سترا من النار) الذي لو قرأه وعمل به المحكوم بالإعدام في الإمارات لما والله آذى إبنتيه بكلمة وكان في الجنة بدلا من جهنم وبئس المصير قتل إبنته وكاد يهلك الأخرى وكل ذالك من أجل عشيقته.

وأحب أن أختم موضوعي بتشبيه قد يرى البعض أن لا علاقة له بالموضوع ولكني قد شاهدت  وله عدة أجزاء.  saw على الإنترنت فيلما من أفلام الرعب (سو) وباللغة الإنجليزية

لم اتابع أجزاء الفيلم الأخرى فلست مغرما بمتابعة أفالم الرعب ويكفي الرعب الذي نعيشه واقعا حيا كل يوم على شاشات التلفاز ونقرأ عنه على صفحات الجرائد وكأن الله نزع الرحمة من قلوبنا نزعا حتى لم يبقى فيها ذرة رحمة ولكني لم أتخيل في يوم من الأيام أن أشاهد هذا الفيلم على أرض الواقع وأن الأطفال في الوطن العربي يعيشون وقائعه وتفاصيله يتعذبون ويموتون وسط صمت رسمي وعجز قانوني وتجاهل شعبي.

يا مسلمين أتقوا الله في أطفالكم فهم والله امانة. اللهم هل بلغت الله فإشهد.

تحية ثورة فلسطين

الوطن أو الموت




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !