كان العمدة في مجلسه وقد جمع الوجهاء يخبرهم بزيارة الملك خالد بن عبدالعزيز إلى المنطقة الشرقية، بينما هم على هذه الجلسة إذ دخل عليهم الشاب جاسم بن عروان، وكان والده من ضمن الجالسين، فجلس بين يديه، ثم نظر لهم، وتوجه بكلامه إلى العمدة والوجهاء.
قال لهم “إن هذا أبي كما ترون، إنه كبير السن، ورقيق الجلد، ونحن نحتاجه كثيراً، فهو بركتنا، وعزوتنا.
إني أشير عليه بشيء أمامكم يا وجهاء الخير، لعله يستجيب، لأني ذكرت ذلك له مراراً ولم يطعني، فأريدكم أن تسعفوني بطلبي هذا”. قالوا “نبشرك بالخير”.
ثم حاصروا والده بالعتاب حتى رضي وهو ساكت. فركله برجله ثم قال “قولوا لهذا الخبيث المخبوث فليقل ما يريد، إنه بلية ابتليت بها”.
فقالوا له “قل ما لديك”.
قال “يا عمدتنا ويا وجهاء الخير إن أبي يحب الجماع ويكثر من النكاح، وهو كما ترون لم يعد بيده حيلة لهذا الأمر، فعاونوني على أن نخصيه، فلن يمنعه عن ذلك غير الخصي، بعدها ستعود صحته بالتعافي، ويطول عمره، ويبقى قويا”.
فعجبوا من ذلك وعلموا أنه أراد أن يمازحهم ويعبث بأبيه.
فابتسم العمدة وقال “ما رأيك يا أبا جاسم فيما يقوله ابنك.. قل ما عندك؟”.
قال “إنه رأي سديد، فلنبدأ به، فإذا رأينا أنه استصح وعوفي وأثر عليه، فسأعمل بما يقول”.
فقاموا ليمسكوا بالشاب فولى هارباً، وتفلت منهم بصعوبة، حتى أن أزرار قميصه تقطعت من شدة محاولته الفرار.
التعليقات (0)