نصف كلمة يوميا
لبنان بلد تحكمه السفارات
بقلم محسن الصفار
المتابع للشان اللبناني يدرك ان هذا البلد لايكاد يخرج من ازمة حتى يدخل في ازمة اخرى اشد منها فبعد السجال الذي حصل حول انتخاب شخص رئيس الجمهورية الذي لم ينتهي الا بعد معارك عسكرية شهدتها العاصمة بيروت وبعد السجال الانتخابي والشراء العلني للاصوات واستئجار الطائرات الخاصة لنقل الناخبين لمصلحة فئة معينة , بدات ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية التي انتهت باعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري ثم اعادة تكليفه مجددا .
اللافت في الامر ان كل هذه المراحل الحساسة من حياة لبنان كوطن وشعب كانت مرفقة دائما بتصريحات لسفراء دول اجنبية في لبنان تعطي تعليمات واضحة لفرق معينة من الفرق السياسية دون اي مراعاة للعرف الديبلوماسي فبين تصريحات السفير الاميركي حول عدم مشروعية اي دولة اذا شكلتها المعارضة ايام الانتخابات وتصريحات السفير الفرنسي حول تركيبة الحكومة وتصريحات السفير الايراني حول سلاح حزب الله نرى وبكل وضوح ان لبنان عمليا تحكمه السفارات الاجنبية التي على ارضه مما يجعل هؤلاء السفراء هم من يقرر وجهة كل شيئ ومن يتوافق مع من وماهي تشكيلة الحكومة القادمة وماهي حدود صلاحية كل فريق فيها والمؤسف ان جميع الاطراف اللبنانية تتحدث عن الوطنية بينما جميعها تتلقى تعليماتها من سفارات دول اخرى .
الشعب اللبناني لم يعد يتحمل اكثر الازمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها وحجم البطالة خصوصا بعد عودة الالاف من مغتربي لبان الى بلدهم بسبب الازمة الاقتصادية العالمية وهو مايضيف عبئا اكبر على اقتصاد لبنان فهل سيعود سياسيه الى ضميرهم ويجدوا حلول لمشاكلهم قبل ان تتحول الى مصائب يدفع ثمنها الشعب اللبناني ؟
التعليقات (0)