علي جبار عطية
طفت في اليوم الثاني للعيد على عدد من الحلاقين في مدينتي مصطحباً ولدي ذا الأعوام الثمانية من دون أن افلح في اقناع حلاق بحلاقة رأسه ! كانت ذرائع الرفض شتى .. بعضهم قال : ان الدور لايصل اليك وبعضهم قال ان وقتي لا يسمح .. في احد المحال علقت لافتة صريحة تقول : نعتذر عن حلاقة الأطفال ! قفزت الى ذهني لافتة في سنوات العنف الطائفي علقها أصحاب محال الحلاقة تقول : ( نعتذر عن حلق اللحى .!(
تذكرت قول الشاعر : من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته أفزعتني بركة الدم التي لم تغادر ذاكرتي بعد أن اردى ملثمون بكل دناءات البشر حلاقاً وسيماً لانه خالف اوامر دولتهم الوهمية في عقولهم الموبوءة !
كل هذا الشريط السينمائي مر امام عيني وأنا أجابه برفض حلاقي مدة الأمن النسبي في العراق الخارج تواً من نفق ازمة تشكيل الحكومة في الطريق الى البيت كنت مكسور الوجدان ومما زاد في الطين بلة أن شاباً معافى انهال على طفل نحيل بـ ( الراشديات العراقية ) بحجة انه عمه ويريد تأديبه قلت في نفسي : هكذا نعامل الطفولة في بلدي بـ( الراشديات ) وبالاعتذار عن حلاقة الرأس لأن كلفة حلاقة الطفل نصف حلاقة الكبير في عالم الكبار الذين أخرجوا فتوى تجيز للكبير أن يرضع ليقضوا بذلك على آخر معاقل البراءة! هممت ان اشتري احد انواع الجبس لطفلي ففاجأتني طفلة لم تخش البائع وقالت : عمو لا تشتر هذا يقولون يسبب السرطان !
سرني وعيها فككفت يدي عن الشراء وشكرتها وجاملت البائع وانصرفت . خطرت لي فكرة ان الكبار مهما حاولوا ان يسرقوا الطفولة فان الغد للطفل والمستقبل له فهو صانع الحياة وان معيار احترام حقوق الانسان في الدول المتقدمة يتجسد في احترام الطفل قبل ان يكون شيئاً مذكوراً مروراً بمراحل التكوين واكتماله وولادته حتى يبلغ الحلم وخلال هذه المراحل يمنع قمع الطفولة . وليس تطبيق سياسة (الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط للفشل)!!.
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)