مواضيع اليوم

نصف سعادة!!

علي جبار عطية

2009-03-03 16:43:37

0


علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي

 قرأت خلاصة لاستطلاع بشأن السعادة نشرت يوم الاثنين 24-11-2008 في احدى صحفنا نقلاً عن مركزي المعلومات والاستطلاع في مصر.. تقول الخلاصة ان مصر احتلت المرتبة السادسة في معدل السعادة من بين (55) دولة مشاركة وان الغالبية العظمى من المصريين سعداء بل ان 82% من المصريين المستطلعين سعداء و10% يشعرون بالسعادة الطاغية اما التعساء فلا تتجاوز نسبتهم 16%!
الطريف في الامر ان نتيجة هذا الاستطلاع قوبلت بسخرية وتشكيك في المصداقية من مختصين وكتاب حتى ان رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي الدكتور احمد عكاشة وصف النتائج بانها غير منطقية وقال: (ما دام كل هؤلاء المواطنين سعداء في مصر فلماذا يقبل الشباب على الهجرة)!
لكن الذي يقرأ هذه النتيجة بامعان يجد ان عينة الاستطلاع ضمت ثلاثة الاف مشارك اي انها لا تمثل الا شرائح محدودة من شرائح الشعب المصري الذي يزيد على ثمانين مليون نسمة فضلا عن انها تركز على الجانب المادي وتغفل الجانب النفسي والابعاد المعنوية للسعادة لهذا يجد المشككون ضالتهم في التشكيك بمصداقيتها كون المصريين يواجهون تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة ثم هل ان ازدياد اعداد الشباب المهاجرين يدل على وجود تعاسة في بلدهم او انهم يريدون تحسين واقعهم او تحقيق بعض احلامهم ولايبقون اسيري الفول والطعمية مثلما يطمح بعض شبابنا الى التخلص من اليابسة والتمن!! والمظنون ان سر سعادة المستطلعة اراؤهم يكمن في روح النكتة التي يتميز بها الشعب المصري وهي اكبر سلاح يواجه به شعب من الشعوب عوامل القهر والظلم والاستبداد وان ازدياد النكت في شعب مؤشر واضح على حجم الكبت والقمع الذي يمارس ضده وهو علاج فاعل للتعاسة!
وعلى هذا المنظور يتبين ان الشعب الذي يمارس النكتة هو شعب حي مقاوم لعوامل تهديمه ويمكن ان تكون سعادته تتجدد كلما يتغلب على مشكلة ما بالنكتة طبعاً ! وهي فرصة نادرة للعراق ليكون في صدارة السعداء طالما توجد عندنا مجموعة من العقد تقابل بمجموعة من الطرائف! على طريقة (ولكنه ضحك كالبكاء)!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !