منذ تحرير العراق من قبضة الدكتاتورية البعثية وحتى اليوم لم تتوقف الدول الشقيقة العربية والأسلامية عن وضع العقبات والعراقيل أمام نهضة العراق فهذا يرسل المتفجرات والصواريخ وذاك يرسل الأرهابيين وآخر يدربهم وغيرهم يمولون ويخططون.بالطبع كنا نعذر هذه الدول كون النظام الجديد في العراق سيشكل تهديدا لها قد يجعلها تضطر للرضوخ أمام شعوبها ومنح تلك الشعوب المزيد من الحريات وهو ماسيعني بالنهاية السقوط الحتمي لهذه الأنظمة التي لايحميها إلا الأستبداد والأرهاب لكن الغريب أن تنجر الى هذه الموجة الكويت التي تعتبر من الرابحين الأساسيين من التخلص من نظام البعث حيث تم أزالة التهديد الجاثم على حدودها الشمالية وتم الأنتقام لضحاياها كما أنتقم لضحايا الشعب العراق من رموز هذا النظام وأركانه وبالتالي كان منتظرا من الكويت أن تمد يد المساعدة (أو أن تكف يدها عن العراق على الأقل) من أجل كسب الجار الشمالي كصديق بدلا من أستعدائه مجددا.للأسف لم يحصل هذا وسرعان ما بدأت الكويت بأستفزاز العراق مستغلة محنته وظروفه الصعبة وكأن القصد هو الأنتقام من العراقيين وليس من البعث ونظامه.
الغريب أن هذه التصرفات لم تقتصر على الأوساط السياسية الكويتية بل أمتدت لتشمل منارة من منارات الثقافة في الكويت وهي مجلة العربي فمجلة العربي الكويتية وفي صفحتها الثالثة والتي تشير فيها الى أسعار البيع تشير الى أن السعر في العراق (50 سنتا)..هل أدت سنوات القطيعة بين البلدين الى أن ينسى الكويتيون أسم عملة العراق؟؟
أم أن موسوعات مثل الويكيبيديا والبريتانيكا أو كتاب الحقائق العالمي والمتوفرة كلها على الأنترنت لم تسعف الأخوة الكويتيين في معرفة العملة العراقية؟؟
هل ستبرر المجلة الأمر بخطأ مطبعي غير مقصود؟؟
إذن لماذا تكرر في عدة أعداد؟؟
أم تراها ستبرر الأمر بعدم معرفة المعدين بالعملة العراقية وهو ما يجعل المصيبة أكبر فكيف بفريق عمل في أحدى المجلات العربية الثقافية لايعرف عملة جيرانه القريبين وأي ثقافة يملكها هؤلاء أن كانوا حقا لايعرفون؟؟
اليس من المعيب أن تصدر مثل هذه التصرفات الطفولية عن مجلة ثقافية رصينة يفترض أن تنأى بنفسها عن هكذا سجالات سياسية عقيمة؟؟
أم أن العربي في النهاية هي أداة من أدوات وزارة الأعلام الكويتية التي لازال تلفزيونها يصر حتى اليوم على عدم الأشارة الى بغداد في نشرته الجوية عند ذكر درجات الحرارة لعواصم البلدان(وكأن عدم ذكرها سيقلل من شأنها!!!)؟؟
بالطبع الأمر لن يكون غريبا أن نظرنا للأمر كجزء من السلوكيات الكويتية تجاه العراق والتي تتجه يوما بعد الآخر نحو أستعداء العراقيين فمنذ الأيام الأولى للتحرير بدء الكويتيون بالتعدي على العراق تارة من خلال التجاوز على حدوده البحرية وأخرى بمهاجمة صياديه وأعتقالهم أو أطلاق النار عليهم في عمليات أقرب للقرصنة منها الى حماية السواحل..وأستمر الموقف السلبي الكويتي تجاه العراق بل وتصاعد عندما بدأت البلدان الصديقة بأسقاط ديونها على العراق الواحدة تلو الأخرى لتتزعم الكويت جبهة الرافضين للأسقاط (وكلهم من البدان العربية بأستثناء أيران!!!) ناسية أو متناسية أن هذه الأموال التي تسميها ديونا هي هبات وقروض منحت للعراق أيام حربه الطويلة مع أيران لاحبا بالعراق بل رغبة في أطالة الحرب وأضعاف أيران التي كانت الكويت ترى فيها خطرا عليها وهي بالتالي كانت من المستفيدين من هذه الحرب ومن المتسببين بأطالة أمدها أما بخصوص التعويضات فقد نالت مايزيد عن خسائرها حتى الآن وكلنا على دراية بالمبالغات بهذه التعويضات(بما فيها تعويضات عن الضرر الذي سببه العراق للبيئة الكويتية!!!!) والتعويضات عن الطائات الكويتية التي تسببت بأعلان أفلاس الخطوط الجوية العراقية رغم أن الكويت أستلمت تعويضات عن طائراتها فيما أسترجعت الطائرات الباقية من أيران التي نقلت اليها قبيل الحرب ورغم ذلك فهي لازالت تطالب بأثمانها!!!!
أما قصة الكويت ومياه دجلة فتلك قصة أخرى تعدد أبطالها وتوزعت فيها الأحداث على أكثر من مسرح...فالكويت أعلنت عن تمويل مشروع سوري لـ(شفط) مياه نهر دجلة من أجل أستصلاح الأراضي الزراعية في سوريا وكأن دجلة يصب في البحر بعد أن يجتاز سوريا!!!
الغريب أن سوريا تطالب تركيا بضرورة أحترام الأتفاقيات الدولية لتقاسم المياه حول نهر الفرات الفرات لكنها في نفس الوقت لاتظهر أي خجل في فرض حصة لنفسها في نهر لايمر بأراضيها الا لكيلومترات معدودة قبل أن يدخل الأراضي العراقية وبالتالي فحقها في هذا النهر(قانونيا)قد لايتجاوز حمولة شاحنة حوضية واحدة لاغير!!!!!
صندوق التنمية الكويتي الذي يمول المشروع في سوريا من أجل زيادة المساحات المزروعة يتناسى حجم الضرر الذي سيلحق بالزراعة في العراق بسبب هذا المشروع..
بالطبع هذا المشروع ليس إلا خنجرا كويتيا آخر يوجه الى ظهور العراقيين ولكن بتعاون من الشقيقة سوريا التي أحترفت طعن العراق خلال السنوات السبع الماضية بخناجر القاعدة تارة وأخرى بخناجر البعث..
النظام الكويتي ومن خلال هذه السلوكيات يتسبب من حيث لايدري بأستحضار للبعث ولصدام آخر...فهذه السلوكيات تخلق مشاعر عداء وكراهية بين العراقيين تجاه الكويت وهو ما قد يؤدي مستقبلا الى 2/8 جديد وهو ما لانريده للكويت ولا للعراق فنحن نريد أن نركز أهتماماتنا داخل حدودنا فقط ونبتعد قدر الأمكان عن المشاكل مع الآخرين لكن هذا بالطبع لايعني أن يقف العراق مكتوف الأيدي تجاه مثل هذه التجاوزات.
الحكومة العراقية المنشغلة بالصراع على المناصب مطالبة بأتخاذ دور حقيقي تجاه هذه المواقف العدوانية بالطرق الدبلوماسية على الأقل..فليس من المعقول أن يرسل الرعاق سفيرا الى الكويت في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الكويت عن المشروع الكويتي السوري المشترك وفي الوقت ذاته الذي تسببت فيه بأعلان أفلاس الخطوط الجوية العراقية.إذ لايفهم من هذا الموقف إلا ضعفا وتهاونا من الحكومة تجاه حقوق العراق وسيادته.
أرجو أن ينتبه الأخوة في الكويت الى مايقومون به قبل فوات الأوان وليعلموا أن الهرب من المشكلة بأفتعال مشاكل أخرى ليس حلا..كما أرجو أن تصحح العربي خطأها الجسيم الذي لايسئ إلا الى سمعتها ومكانتها..
التعليقات (0)