تناقلت وكلات الانباء والمواقع الالكترونيه نباء الاعتداء الذي وقع على فريق المحققين الدوليين في قضية مقتل رفيق الحريري..حيث اوردت العربيه ان مايقارب ال١٥٠ امراءه تعرضوا بالضرب للمحققين اللذين تمكنا من الهرب من عيادة الدكتوره شراره في الضاحيه الجنوبيه ببيروت. وذكر الخبر ان النسوة وصلن الى المنطقه التي تقع فيها عيادة الطبيبه ايمان شراره بواسطات باصات صغيره(فان). الى هنا ينتهي الخبر علما ان حزب الله اعلن عن عدم مسوليته عما حدث وان نائب عن حركة امل عقب على ماحدث بقوله ان المحققين ربما قد يكونوا غير مرغوب بهم في ذلك المكان --او كما قال.
كنت اظن وبعض الظن اثم- ان السيد نصرالله اذكى من صدام حسين فيما كنت اتصور من ان طريقة حزبه في التعامل مع ملف لجنة التحقيق الدوليه والتي تنظر في قضية اغتيال الحريري ستكون على قدر عال من التكتيك. لكن حركة حزب الله التي نسجت على منوال دول الحزب الواحد ودكتاتوريات المنطقة في تعاملها مع ملفات شبيهه مرت على المنطقه. من حشد مجموعة من النساء بلغت ال ١٥٠والمواجهه او الاعتداء الذي قمن به على عضوي لجنة التحقيق في عيادة الطبيبه ايمان شراره في الضاحيه الجنوبيه ببيروت ماهو الا تكرار لسيناريو قديم كانت حكومة العراق في عهد صدام حسين قد حازت من جراء تمثيل ذلك السيناريو على اعلى درجات الامتياز في افتعال الازمات مع مفتشي الامم المتحده(بغض النظر عن موقفنا من قضية المحققين الدوليين ولجان التفتيش من حيث المبداء)
المراقب للشان اللبناني لايجد صعوبه في ادراك ان حزب الله لاتنقصه القوه للحفاظ على موقعه على الساحه اللبنانيه لابل يخطئ من يظن ان اي حزب اخر في لبنان يمكنه ازاحة حزب الله من موقعه او التاثير عليه بمفرده او بمعية حليف. ان ما يحجم حزب الله حاليا هوه خط احمر يدرك معه تماما انه لن يتمكن من تجاوزه مدامت الظروف الراهنه سارية المفعول ومادامت الاطراف الاقليميه تنادي بالحفاظ على توازن القوى في لبنان. ومع هذه الدعوه وهذا التوازن الذي يحافظ على حزب الله قويا موثرا وصاحب كلمه في الشارع والرواق السياسي اللبناني ومع حماية شديده لمصالحه من الحليف الايراني. يجد حزب الله نفسه في موقف يصعب تعريفه على الاقل بالنسبة لي. فحزب الله قوي وموثر في لبنان وهو الان عاجز عن الاندفاع قدما لزيادة نفوذه فهل هذه النقطه هي بداية سقوط او تداعي قوة حزب الله ؟
ان اعداء حزب الله يدركون معنى ان يحتفظ حزب الله بقوته. وكيف يمكن لحزب الله وهو يحتفظ بهذه القوه ان يكون سكين في خاصرة الاحزاب الاخرى وبرامجها. كما ان دول المنطقه تعي حجم مشكلة حزب الله . فحزب الله موشر مهم لكفاءة القياده الايرانيه في ادارة الازمه مع امريكا واسرائيل. وصحة حزب الله ووجوده وفعاليته موشر على نجاح او فشل مخطط ايران في المنطقه بل ان ايران تعتبر تجربة حزب الله نموذجا لتسويق تجارب مشابه في العراق والبحرين واليمن على سبيل المثال لا الحصر. ولايخفى على القاريء حاجة دول المنطقه الى مقاومة المشروع الايراني واجهاض المحاولات الايرانيه في الدول الانفة الذكر قبل ان لاينفع الندم.
وها هو القدر يعود بنفس المشيئه وهاهو التاريخ يعيد نفسه على استحياء. لتتوافق مصالح دول المنطقه مع عدو مقيم في المنطقه وهو اسرائيل وهاهي ايران وحليفها الاستراتيجي حزب الله في المعسكر المقابل وهاي لجنة تفتيش اخرى ومجموعة قرارات يصدرها مجلس الامن وهاهي القرارت تنفذ بانتقائيه وها هي قيادة عربيه اخرى تجعل من التاريخ اسطوانة مشروخه وهاي ازمات تفتعل مع لجان تفتيش دوليه وهاهو نجم عربي اخر يستقدم موعد افوله....حزب الله في خطر ربما ولكن كل المنطقه في خطر اكبر
التعليقات (0)