نصر أكتوبر مادي أم معنوي؟
بقلم د صديق الحكيم
نحتفل هذه الأيام بالذكري 39 لنصر أكتوبر العظيم الذي سمع به جيلي المولود بعد الحرب من خلال الأفلام والمسلسلات والحوارات الإذاعية والتلفزيونية وبعد مضي هذه الفترة الطويلة نسبيا علي هذا النصر الذي اعتبره نصرا معنويا أكثر منه ماديا أقصد علي الأرض بمعني أخر نصر أرض الطرفين السادات وبيجين وهذا الراي كونته من القراءة الحرة غير الموجهة اعلاميا في كتب كثيرة منها كتب الفريق سعد الدين الشاذلي الذي يري أن السادات ضيع علينا فرصة نصر حقيقي مادي ومعنوي وقوة في التفاوض عندما طالب بتطوير الهجوم نحو المضايق وهو يعلم أنه لايوجد غطاء دفاع جوي تحرك ورفض المناورة بالقوات لسد الثغرة وجلس ليتفاوض وقد سلم ذقنه للأمريكان كل هذه الأمور تجعلنا نتسأل هل كان فعلا نصر أكتوبر ماديا ملموسا علي الأرض أم معنويا يتغني به عبد الحليم حافظ في رائعته الغنائية عاش اللي قال للرجال عدو القنال وغيرها من الأغنيات الوطنية التي نقلتنا من مرارة الهزيمة إلي حلاوة النصر العظيم
يقول د أحمد أبومطر إن حرب أكتوبر المجيدة هي الحرب الرابعة التي بدأت صباح السادس من أكتوبر لعام 1973 بعبور مفاجىء للجيش المصري لقناة السويس حيث يتواجد الجيش الإسرائيلي في سيناء منذ حزيران 1967 ، وتم تدمير ما كان يسمى اسرائيليا خط بارليف ، وتقدم الجيش المصري موقعا خسائر جسيمة في الجانب الإسرائيلي عبر بطولات وتضحيات اعترف بها العدو قبل الصديق ، وفجأة تمكنت قوة اسرائيلية ليلة الخامس عشر من أكتوبر باجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية حيث حاصرت الجيش المصري الثالث ،
وكان هذا العبور الإسرائيلي قد عرف باسم ( ثغرة الدفرسوار ) ، وكانت النتيجة أن وافقت مصر في الثالث والعشرين من أكتوبر على وقف القتال، رغم استمراره في الجبهة السورية التي أبدى فيها الجيش السوري بطولات عظيمة للغاية موقعا خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي البرية والجوية ، حيث تم تحرير مدينة القنيطرة وأجزاء من هضبة الجولان .
والسؤال هل نصر أكتوبر حرر الأراضي المحتلة بعد نكسة 67 ؟
يجيب د أبومطر قائلا استمرت حرب استنزاف بين الطرفين حتى تمكنت الجولات المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر من توقيع اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا و إسرائيل في حزيران عام 1974 حيث وافقت إسرائيل على الانسحاب من مدينة القنيطرة التي كان الجيش السوري قد حررها وأجزاء أخرى من هضبة الجولان ، وقام الرئيس السوري حافظ الأسد برفع العلم السوري في مدينة القنيطرة المدمرة تماما يوم الرابع والعشرين من حزيران 1974 .
بطولات وتضحيات عظيمة ،ولكن سيناء المصرية ظلت محتلة حتى انسحبت منها إسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في مارس 1979 التي أعقبت زيارة السادات لإسرائيل في نوفمبر 1977 واتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر 1978 بين السادات ومناحم بيجن برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، مع ضرورة التذكر أن من بنود معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منع تواجد الجيش المصري المسلح في كامل سيناء المصرية و عبور السفن الإسرائيلية لقناة السويس بحرية كاملة واعتبار مضائق تيران وخليج العقبة مياه دولية .
وما زال حتى اليوم الجزء الأكبر من هضبة الجولان السورية محتلا ، كذلك مزارع شبعا اللبنانية ، وأيضا قطاع غزة والضفة الغربية رغم الانسحابات الشكلية لجيش الاحتلال الإسرائيلي ، وللعلم فإن الدولة الفلسطينية المستقلة كان يجب أن تكون معلنة وقائمة حسب اتفاقية أوسلو في نهاية عام 2005 ، إلا أنها ما زالت بعيدة المنال حتى اليوم ولأعوام طويلة قادمة. فهل النتيجة لحرب أكتوبر 1973 بناءا على هذه النتائج نصر أم هزيمة أم نكسة ؟
وسؤال أخير هل لحرب أكتوبر جزء ثان أو ثالث نحقق به النصر بشقيه المادي والمعنوي ونستكمل به سيادتنا علي سيناء المنزوعة السيادة ؟ أتوقع ذلك
التعليقات (0)