نصائح مغترب تعبان لكل من يركض ورا النسوان!
من المعروف ان غالبية احكامنا ازاء مجتمعاتنا الشرقية، تستند اساسا على المقارنة مع الجتمعات الغربية. فعندما نقول بأننا متخلفين او متعصبين او دكتاوريين او فقراء.. او.. او.. فأننا في كل هذه الامور، نقوم بصورة واعية او غير واعية بعملية مقارنة مع المجتمعات الغربية التي تعودنا ان نعتبرها هي المقياس لكل شيء.
لكن المشكلة ان تصوراتنا عن المجتمعات الغربية في غالبيتها سطحية ومكبرة اكثر من اللازم لأنها تعتمد بالأساس على البهرجة الاعلامية والانبهار الخارجي.
من اجل ان تكون احكامنا وتصوراتنا عن انفسنا وعن مجتمعاتنا وعن حكوماتنا واقعية وعقلانية، يتوجب ان تكون تصوراتنا واحكامنا عن المجتمعات والتجارب الغربية ايضا واقعية وعقلانية. لهذا فأننا فعلا بحاجة ماسة الى تخصصات ثقافية وجامعية لترجمة وتقديم الشهادات والتفاصيل التي تتحدث عن دواخل وخفايا المجتمعات الغربية، خارج هذه البهرجة الاعلامية والسينمائية الخداعة. ان مثقفينا المقيمين في الغرب، هم افضل من يستطيع ان ينقل الينا بعض الصور والشهادات النابعة من تجاربهم الشخصية. نعم ان اعظم خدمة نقدمها لشعوبنا ولأجيالنا الشابة الحائرة امام النموذج الحضاري الغربي، ان نحدثهم بكل بساطة وصدق وصراحة عما عشناه نحن في هذه المجتمعات، دون بهرجات ومبالغات وبطولات زائفة.
صورة المرأة الغربية
موضوعنا الحالي يبتغي توضيح جزء هام من هذه الوقائع المشوهة التي نحملها عن الغرب، الا وهي(وضعية المرأة الغربية)!
من المعروف ان الصورة الاكثر شهرة وتطرفا وحضورا في ذهن الانسان الشرقي والعالم الثالثي، هي التالية:
((ان المرأة الاوربية سهلة في العلاقة العاطفية والجنسية مع الرجل. وان المجتمعات الغربية قد تجاوزت مشكلة الاشباع الجنسي والعاطفي وتفرغت لأمور علمية وحضارية هي اسمى وارقى من الجنس والعواطف التي لا زالت تشغلنا نحن ابناء المجتمعات المتخلفة))!
ويتمم هذا التصور باعتقاد شائع بأن الشاب الشرقي(الاسمر) المقيم في اروبا، يعيش في اجواء دائمة من الف ليلة وليلة.. يعني (شقرة طالعة وسمرة داخلة)، بحيث ان المسكين يستنزف قواه ويصاب بالتعب!
وعموما تبدو اوربا في عيون الشرقي مثل انثى جميلة شبقة بانتظار الفحل الشرقي!
قبل ان اتعبكم بالتفلسف والحذلقة والتحليل، اكشف لكم بكل صراحة وتواضع الحقيقة التي اقتنعت بها، انا ومعظم اخوتي المغتربين، وبعد حوالي 30 عام من الاقامة الدائمة في اوربا:
((الغالبية الساحقة من االحكايات التي تسمعونها عن البطولات والانتصارات الجنسية للرجل الشرقي، هي محظ اوهام وخرافات واكاذيب غايتها التعويض عن الخيبة المريرة، وتغطية مشاعر الهزيمة وحفظ ماء الوجه الذي اريق آلاف المرات منذ الاسابيع الاولى على الاقامة في اوربا))!
قبل ان تستغربوا وتعتبروني مغاليا، تعالوا معي يا اخواني(واخواتي طبعا) اطلعكم على بعض من تجاربنا نحن اخوتكم (فحول الشرق) كيف رفعنا رايات الانتصارات الجبارة في سوح العشق الاوربية!
بغايا وغجريات وشيوعيات
كما تدرون ان العراقيين شعب غير مسافر ولا مهاجر، مقارنة بالشاميين مثلا. فلهذا حتى اعوام السبعينات من القرن الماضي، فقط ابناء الطبقات العليا كانوا يسافرون الى اوربا. وكان العراقي المفرفش يسوح الى لبنان وسوريا، واذا ابتعد فنحو مصر، بل ان السفر الى تركيا كان بالنسبة للعراقي نوعا من بلوغ اوربا.
لكن في اعوام السبعينات ومع الفورة النفطية بفضل البعث والرئيس القائد (حفظه الله ورعاه)، بدأ العراقيون يشدون الرحال الى اوربا، وبالذات الى اوربا الشرقية، مثل بلغاريا وهنغاريا ورومانيا ويوغسلافيا. فكان العراقي الشعبي يجمع بضعة مئات من الدورلارات ويحملة عليجته ويسافر لاسبوع او اسبوعين. وكان غالبية هؤلاء عندما يعودون من زياراتهم، يبدون محملين بصور فتيات، يطلعونا عليها وهم يرددون حكايات غرام عجيبة غريبة:
(( ياعيني.. بنات عذروات جامعيات شيوعيات، مثل حوريات الجنة، وقعن بحبنا وعزمنا في بيوتهن وانطنا قلوبهن واجسامهن، وحتى فلوسهن.. يا ويلي لما ودعناهن، ذرفن دموع ودموع حتى نؤجل سفرنا ونبقى يمهن... يا عيني عليهن...))..
وعندما تسألهم من اين حصلوا على مثل هذه الفتيات.. كانوا يمسدون شواربهم ويقولون بكل ثقة:
((اخي المسألة بسيطة، يكفيك تقعد في مقهى يالطا ـ في صوفيا عاصمة بلغارياـ ، وخلي قدامك علك(ابوالسهم) وعلبة سيكاير (كريفن او دنهل او روثمان)، حتى تشوف احدى البنات التقدميات، او اكثر، تجيك ترفرف مثل الحمامة وتحط عليك وتقدم لك نفسها بكل طيبة وبراءة. واذا عرفت انت شيوعي او حتى لو ابن خالتك شيوعي، راح اكيد تضيفك عند اهلها وتفتح لك قلبها وغير قلبها وتعتني بيك ليل ونهار. تطبخ لك وتداريك وتنطيك كل اللي تريد.. يابا هم اوربيين شيوعيين مثقفين، مو مثلنا معقدين مجعمرين))!
وبعد مداولات طويلة عريضة مع هؤلاء السواح، نحن اللذين نعيش في اجواء العراق المفعمة بالكبت والحرمان، كنا نفهم من كلامهم، بأن غالبية نسوان اوربا، وخصوصا في البلدان الاشتراكية، يعانين من برودة رجالهن:
ـ (اخي، رجالهم مو مثلنا، هم باردين لأنهم شبعانين جنسيا من الطفولة)!
لهذا كنا نتخيل كيف ان المرأة الاوربية المسكينة تمضي ليلها ونهارها جالسة امام الشباك وعيونها على الحدود الشرقية تحلم بلقاء الفحل الشرقي الاسمر الذي يمنحها(حرارة الشرق) ويخلصها من الضجر والجوع!
ولم يخطر في بالنا حينها، ان نطرح السؤال المنطقي التالي:
ـ طيب كيف حصل ان الرجال الاوربيين شبعوا عاطفيا وجنسيا، بينما نسائهم لم يشبعن؟!
سيد عادل وعذروات بودابست
اتذكر عام 1980 في (دمشق) كان صاحبنا البغدادي (سيد عادل) الله يرحمه، قد سبقنا بالتجوال في اوربا. كان يشتغل بنقل السيارات من المانيا وبيعها في سوريا. كان اسمرا جميلا انيقا بملامح حالمة كأنه ممثل هندي. لكنه كان بنفس الوقت بسيطا وشبه امي. كنا نلتقيه في احدى مقاهي دمشق فيسرد لنا الحكايا عن مغامراته العجاب مع نسوان اوربا:
((يا اخوان، في بودابست، عندي سيارة مارسيدس حمرة آخر موديل. داعيكم قبل الساعة اربعة بعد الظهر، اصف السيارة جنب احدى اعداديات البنات. يعني قبل نهاية الدوام. اترك الباب الوراني مفتوح، واروح اشرب كاس في بار قريب. بعد ربع ساعة ارجع الى سيارتي. وبصورة اكيدة لا تقبل الجدل، القى بنتين او ثلاثة او حتى اربعة جالسات ينتظرن في داخل السيارة. عيني شلون بنات هنغاريات يخبلن تخبل. ومثل ما تدرون آني ما اعرف حتى كلمة هنغاري. من دون كلام، اقفل الباب واطلع بالسيارة مباشرة على الشقة. عيني ومن دون كلام افتح باب السيارة واخليهن ينزلن وراي. ومن دون كلام افتح باب الشقة وهن وياي. ومن دون كلام مباشرة على غرفة النوم. ومن دون كلام افتح الهن قنينة فودكا، ونبدأ نشرب ونشتغل الليل كله.. يعني افهموها بقى، على قولة المصريين..))!
ونحن طبعنا كنا نفهمنا تمام التمام. ونصدق كلامه حرفيا، وننظر حولنا في المقهى الدمشقي العاج بدخان النرگيلة والعطاس والقحاح والوجوه المتعبة والشوارب المنتعضة والبصاق واصوات مغنية المذياع الباكية، فنحس بالويل الذي ما بعده ويل، افضع من عذابات جهنم، فلا نمتلك حينها غير ان نجر الحسرات الحارقة ونكبت صرخات متفجرة:
ـ (( يا من ياخذنا على هنغاريا.. يا عالم، الله خليكم ويخلصكم، خلصونا من هذا الشرق التعيس وخذونا على هنغاربا.. يا ويلي على هنغاريا وبنات هنغاريا))..
صدمة الاكتشاف
كل هذه الصور السياحية الجنسية الخلابة كانت في أذهاننا عندما بلغنا نحن الشباب الثوریین (صوفيا) عاصمة (بلغاريا). صحيح اننا كنا نعتبر انفسنا مناضلين نرطن بالثورة والاشتراكية، الا اننا في اعماقنا كنا ننتظر بلهفة الحصول على بعض مغانم اوربا الشيوعية التي اتخمنا رفاقنا والسياح بحكاياتها الخلابة. قلنا لنجرب اولا (مقهى يالطا) الشهيرة بعذرواتها المثقفات الشيوعيات. بعد سؤال وجواب بلغنا قلعة الحب الأممي الموعود، في قلب العاصمة. كل واحد منا قد جهز نفسه بعدة الغزل المنصوح بها، فملأنا جيوبنا بعلب(علك ابو السهم) وسكائر (الروثمن والدنهل والكريفن). كنا متيقنين بأننا سنجد المقهى عامرا بالطالبات الجامعيات الرفيقات الوديعات بنظاراتهن الطبية واسمائهمن التقدمية. دخلنا المقهى وجلسنا بكل ادب واستعلاء مصطنع، لكي نبعد عنا شبهات (التخلف الجنسي)، فنحن كما تعرفون، اناس تقدميين وبطبعنا شبعانين ولا نفكر بمثل هذه الحاجات البشرية الغريزية المنافية لروح المناضل الاممي الحقيقي!
بعد ساعات من الانتظار وإتخاذ "البوزات" الرومانسية الحالمة بإنتظار العصفورات الشقروات الحمروات اللواتي سيرفرفن علينا، بدأنا بالتدريج ننتبه من حولنا ونكتشف الحقيقة المرعبة التي لم نكن ابدا نتوقعها:
أن هذا المقهى الملائكي الشهير، لا فيه طالبات عذروات ولا هم يحزنون، بل هو عبارة عن حانة بائسة تعتبر مقرا لكل من هب ودب من (سقط المتاع)، من مهربين وتجار عملة وسوق سوداء ومخابرات بلغارية وعملاء السفارات العربية التقدمية آنذاك(ليبيا والعراق وسوريا والسودان، طبعا مع فلسطين!). اما الفتيات، فكن من اتعس البغايا الغجريات اللواتي يحفظن عن ظهر قلب كل العبارات البذيئة بلهجات الدول العربية التقدمية المذكورة. فكانت البغي تأتي الى الزبون لتصرف له الدولارات بالسوق السوداء وتحصل منه على بنطلونات الكاوبوي وغيرها من البضائع التي كانت تعتبر نادرة في الدول الاشتراكية.
اما بالنسبة لصاحبنا(سيد عادل)، فلا نحتاج ان نخبركم بأننا بعد سنوات وبعد العيش في اوربا، اكتشفنا حقيقته المحزنة. كان المسكين يعيش مع اوروبية بائسة خرساء شبه مقعدة يمضي معها الوقت بالسكر والتحشيش حتى مات من المرض والخيبة في عز شبابه.
حقيقة المرأة الاوربية
نعم لقد احتجنا الى سنوات طويلة من الاقامة في اوربا مليئة بالخيبات والصدمات لكي نقتنع بالحقيقة البسيطة التالية:
(( ان المرأة الاوربية،رغم كل الاغلفة السينمائية الخداعة التي تحيط بها، فأنها تبقى في حقيقتها مثل كل نساء الارض، لا تمنح الجنس الا لقاء ثمن، وعادة يكون لقاء الحب والاخلاص وثبات العلاقة وتحقيق حلم الامومة، وهن الغالبية الساحقة... وهنالك اقلية من النساء يمنحن انفسهن لقاء المال والمصلحة، وهن من اطلق عليهن في كل مكان وزمان تسمية البغايا واشباه البغايا..))!
إذن المرأة الاوربية ليست سهلة ابدا، لأنها بكل بساطة تبقى (إمرأة) تحمل نفس البدن وتعيش نفس العادة الشهرية وتحمل وتنجب وتخشى عضلات الرجل. بل هي تكاد ان تكون اصعب امرأة في العالم، لأنها بكل بساطة ((تحاول)) ان تكون مسترجلة وتعمل على ان تفرض مزاجها على اقوى الرجال. ليس لأنها بطبعها قوية، لكن القوانين ووسائل الاعلام والتثقيف كلها معها، وتضخ في رأسها ليل نهار :
((يا إمرأة انت قوية.. انت حرة.. انت دائما وابدا تمتلكين الحق ازاء الرجال الذين استعبدوك واهانوك خلال عشرات الآف من السنين. عليك ان تلبسي وتمارسي وتظهري كل خلاعاتك وتفاهاتك بحرية مطلقة ولا تهتمي ابدا لمشاعر الرجل. واذا ابدى رجل اعتراضا على سلوكك المثير الوقح فأنه لا بد ان يكون معقدا وبعقلية فحولية مشوهة ومعادية للمرأة. واذا اكتشفت ان هذا الرجل الرافض لخلاعتك، شرقي عربي مسلم، فهو بكل يقين من اولئك الاسلاميين المتعصبين من انصار القاعدة والارهاب))!
اعرفوا، انه هنا في اوربا حضورا مرعبا للخلاعة والجنس والعشق في الشوارع وواجهات المحلات وبوسترات الدعاية والصحافة والتلفزيون والسينمات والغناء والحفلات، نعم في كل مكان هنالك طغيان جبار لمشاهد الخلاعة.. ولكن ولكن ولكن.. كل هذا ليس تعبيرا عن حضوره الفعلي في الحياة الحقيقية، بل على العكس تماما، انه نوع من التعويض المصطنع الزائف عن نقص مرعب في الحياة العاطفية والجنسية!!
أن الثقافة الحداثية والبهرجة الاعلامية المزيفة قد فرضت على المرأة الغربية دورا استبداديا وقحا وخلاعيا، هو ضد طبيعتها الانثوية الحقيقية. تلاحظ مثلا، انه من الطبيعي جدا ان تظهر المرأة امام الرجل شبه عارية او حتى عارية تماما، في الحياة العامة وفي الشواطئ والحمامات. لكن الرجل المسكين امام هذا الجو الخلاعي الارهابي الذي يجعل الكون كله يصرخ بالشبق الجنسي، هيهات هيهات ان يتجرأ بابداء اية حركة بل حتى كلمة غزل واحدة او حتى كلمة سلام. فاذا كانت حضرة السيدة مؤدبة ورائقة البال فأنها قد تتفضل على الرجل بتجاهله، والاّ فأنها إن كانت منزعجة وعليها العادة مثلا، فأنها يمكن ان ترد على المسكين برفض واحتقار وكأنه تجرأ وتحارش بقديسة طاهرة محجبة بألف والف حجاب!
معانات الكبت والحرمان
لا تتصوروا ان هذه الوضعية المتطرفة التي تفرض الاسترجال على المرأة والاستخناث على الرجل، نافعة حقا للمرأة وتمنحها امتيازات التمتع بالحياة. لا ابدا ابدا، بل العكس تماما. فهذه الوضعية المفتعلة المتطرفة زادت من الشقة بين المرأة والرجل وعقدت علاقتهما وصعبت حياتهما وجعلتها مليئة بالمحاذير والمشاكل التي لا تنتهي. وان غالبية النساء والرجال في اوربا يعيشون حياة عزابية وحرمان دائم من العلاقة العاطفية والجنسية، وانتشار كبير لظاهرة الطلاق الى اكثر من نصف الازواج. وكذلك انتشار عجيب لظاهرة البغايا القادمات من اصقاع العالم، وخصوصا من اوربا الشرقية والبرازيل وآسيا وافريقيا. وكذلك ظاهرة السياحة الجنسية حيث يستفيد الرجال الاوربيون من ارتفاع قيمة العملة الاوربية لكي يمارسوا شعوذاتهم الجنسية الطفلية واللواطية في البلدان السياحية الفقيرة، بصورة اكثر ابتذالا ولا انسانية مما يمارسه السائح الشرقي الغني في اوربا.
تصوروا ان الكثير من رجال القانون في اوربا صرحوا وحتى كتبوا الكتب التي يدعون فيها الى مراجعة القوانين وسلوكيات البوليس ازاء ما يسمى بـ (شكاوي الاغتصاب)، التي تؤدي عادة الى احكام قاسية ومدمرة ضد الرجال تكلفهم السنين الطويلة من السجن والتشويه. فكثيرا ما يحدث ان الفتاة تمضي الليلة مع شاب او عدة شباب وتسكر وتحشش معهم وتمارس كل حركات الاغراء والاثارة والابتذال، وعندما يفقد الشاب او الشباب صبرهم ويمارسوا معها الجنس، تبدأ بالبكاء والعويل على طهارتها المغتصبة!!
لو تعرفون كم نسبة الرجال والنساء الذي يعيشون وحيدين بلا عائلة. لو تعرفون كم نسبة حالات الاغتصاب التي تعاني منها النساء، ففي فرنسا وحدها تبلغ سنويا اكثر 50 الف حالة اغتصاب تقدم فيها شكوى. هنالك سنويا حوالي الف أمرأة يقتلن من قبل ازاوجهن في فرنسا، مع اكثر من مليونين يتعرض للعنف. هنالك آلاف وآلاف البغايا العلنيات والسريات، المتفرغات وغير المتفرغات. بالاضافة الى البغايا الذكور. وهنالك آلاف الرجال الذين يضطرون بسبب الحرمان الجنسي والعاطفي ان يجدوا متعتهم فقط بالحوار الهاتفي مع إمرأة قد تكون عجوزا او ربة بيت تعبانة، لكنها تصطنع التغنج والشبق الزائف في الهاتف لتربح اضعاف الاجرة المعتادة للعامل. (لمن يرغب بمعلومات رسمية وتفصيلية، ما عليه الا ان يبحث في الانترنت عن العبارات المعنية بهذه المشاكل بأية لغة اوربية: الاغتصاب ـ العنف العائلي ـ العنف ضد المرأة ـ البغاء).
اما حكاية مواقع الانترنت المتخصصة بالتعارف، فهي غالبيتها زائفة غايتها سرقة الرجال خصوصا. هنالك فضيحة حدثت في سويسرا عندما اكتشفوا ان الاجوبة التي يتلقائها الرجال على رسائلهم التي يبعثنوها للنساء الطالبات للتعارف، تأتي بالحقيقة من مستخدمين يعيشون في افريقيا، مكلفين من قبل الموقع بالاجابة على الرسائل، لأن النساء المعلنات هن بالحقيقة افتراضيات ليس لهن أي وجود.
نفس الحال بالنسبة لمكاتب الزواج، فهنالك فضائح كثيرة تؤكد زيفها بل ان الكثير منها بالحقيقة مكاتب للبغاء الغالي الثمن.
العودة الى المجتمع الشرقي(المتخلف)!
قد تستغربون يا اخوتي، واخواتي، ان اخبرتكم بالحقيقة الطريفة التالية:
نعم ان حال المهاجر الاجنبي تقريبا افضل من حال المواطن الاوربي، في الحصول على زوجة. ليس لأن المرأة الاوربية تفضل الاجنبي، لا ابدا، بل لأن هذا الاجنبي ربما يمتلك امكانية أخرى للزواج بأمرأة من بلاده الاصلية!! نعم ان الكثير من الشرقيين باتوا مقتنعين بأن الحصول على زوجة في المجتمع الشرقي اسهل بكثير، فعملية تكليف المعارف بالبحث عن زوجة، اكثر صراحة ونزاهة وصدق من تلك الوسائل الغربية التجارية المبهرجة والخداعة.
فيا اخوتي من ابناء الشرق الحالمين بالمرأة، ارجوكم انسوا اوربا ونسوان اوربا، ونظموا حياتكم ومشاريعكم على اساس امكانياتكم الحقيقية. وحتى لو رغبتم بالسفر الى اوربا، فليكن موضوع الغزل آخر ما تبتغونه، فغزل اوربا ليس افضل من غزل بلادكم، لأنه في كل الاحوال يعتمد على (حال)الشخص نفسه وليس المجتمع.
تخلصوا الى الابد من هذا التقديس الحداثي العلماني لنمط الحياة الغربية. انه نمط اثبت ويثبت يوما بعد فشله وسطحيته ونتائجه الكارثية. لا نقول ان النمط الشرقي هو الافضل، بل نقول علينا ان نطور نمطنا الشرقي بما يناسب ظروفنا وتقاليدنا وحاجاتنا المتطورة.
لا تغشنكم افلام اوربا وخلاعتها الزائفة، ولا تلك الحكايات الخيالية التي تسمعونها من بعض اخوتكم الذي زاروا أو عاشوا في اوربا. فلو صدقتموها فلن تجنوا منها غير الخيبة التي عانينا نحن منها قبلكم. وسوف تضيعون الكثير من الوقت والطاقات وراء اكذوبة كبرى اسمها: نسوان اوربا!
بقلم:سليم مطر/ جنيف
مواضيع اليوم
التعليقات (0)