قيل في نكتة سياسية تعبر عن واقع الحال ، ان الرئيس علي عبدالله صالح اتصل بالرئيس الامريكي الاسبق (جورج دبليو بوش ) اثناء اشتعال ما تسمى الفتنة الحوثية في 2004م شرح له اسباب الفتنة ومسببات الحرب فنصحه الرئيس الامريكي بأن يقطع عليهم الكهرباء فقال له الرئيس صالح ليس لديهم كهرباء ، قال : اذن اقطع عليهم الماء فرد عليه ليس لديهم ماء ايضا .. ولم يتبقى للرئيس الامركي الا ان ينصحه بقطع الهاتف لمنعهم من التواصل فيما بينهم فرد سريعا بأنه لم يتم توصيل أسلاك الهاتف أيضا ، ليس لدى الحوثيين شيء من هذا ، فما كان من الرئيس الامريكي إلا ان همس في اذن صاحبه فقال : عليك أن تحمد الله انهم لم يهجموا عليك في القصر الجمهوري .
هذه نكتة سياسية من عديد النكت التي يؤخذ منها مهما كانت ساخرة وهازئة ، بالفعل تحيرنا هذه الحرب الملعونة ، رغم مرور خمس حروب سابقة واستمرار الحرب السادسة في حصد الارواح اليمنية اليمنية ، الا ان الغالبية من افراد الشعب لا يعلمون سببا لها ، من الذي بدأ هذه الحرب ، ما هي مسببات البداية ، ومن المستفيد منها / لا قراءة واضحة لها ، لا قراء يلتزمون الحياد ايضا ..الأرض تحترق والناس تقتل والسلطة تتغنى بأن القتال في صعدة اجبرت عليها ، ولنا ان نسأل لماذا لم تجبر السلطة نفسها على السلم ، ليس في صعدة فقط وانما السلم مع كل ابناء الوطن ..
مهما كان نوع الفعل الذي يقوم به أتباع عبدالملك الحوثي فهم يمنيون اولا وأخيرا لا يجب ان يشرد رجالهم ولا ان تنتهك عرض نساؤهم ، للجيش مكانة عليا يجب ان تحترم من كل افراد الشعب ، الجيش ليس ملكا لقائد دموي يحركه اينما شاء..يجب ان نعي ان هذه الحرب احرقت سمعة الجيش اليمني وأصابته بمقتل الانهزام النفسي من اول شرارة لها حتى الحرب الاخيرة التي تدور رحاها وتتغلغل في ارض صعدة وابناءها ..
وكأن قيادة البلد قد فطنت هذه المرة ان أمور اليمن بخير وما ينقصها فقط حرب ضروس في صعدة وقتل أبرياء في عدن وطحن ابناء القوات المسلحة ضد اخوانهم وابناءهم اليمنيين ..ليتها تعي ايضا ان ستة حروب يدفع ضريبتها اليمنيين من قوتهم اليومي ، من راحتهم واستقرارهم المفترض .
الحديث عن الحرب السعودية الايرانية في أرض اليمن بدماء اليمنيين فلا شك من هذا ، فاليمن يدفع ضريبة الخنوع في اتفاقياته مع جيرانه ، ليت هذه الضريبة سهلة ويمكن سدادها بسهولة ، بل ان الثمن من دماء وحياة ابناء اليمن الابرياء ..وقود الخير والمستقبل لبلدهم ..
الحوثية ليست دخيلة على المجتمع اليمني ومكوناته الاجتماعية ، بل هي متأصلة في أغلب معتنقي المذهب الزيدي ، وتوسيع الشرخ بين ابناء هذا المذهب وخلق هوة بين الزيدية والمذاهب الاخرى في البلد سيؤدي حتما الى صراع مذهبي رغما عن انف الجميع ..
السلطة تدعو ابناء القبائل للمحاربة معها وهو ما يمكن قراءته ضعف القدرة المعنوية للجيش في مناوئة (التمرد) كما يطلقون عليه ، أو ان السلطة ذاهبة الى خلق الصراعات القبلية والمذهبية وتأصيل القاعدة التي تحكم بها حاليا وهي سياسة (فرق تسد) لمنحها مزيدا من العمر مستغلة الجهل المركب في غالبية سكان شمال الشمال ..
الجيش اليمني منخور من الداخل ، ويحاول النخارون ان يصلون الى غايتهم للاستفادة من استمرار هذه الحرب وللأسف ان الحاكم اليمني يعلم بذلك ويزيد من كارثة الحرب حين ينادي اليمنيين للمشاركة في قتل اخوانهم ..
لن نسمي الحوثية تمردا الا بعد ان تعترف السطلة وتقوم بتعريف الحوثية كرجل كان عاملا في القصر الجمهوري ، ما الذي ادى بهم لأن يسكلوا هذا المسلك القذر ، الطريق التي أحرقت صعدة وجعلتها هناك تنوء بما لا تحتمله من صراع مذهبي وتشرد ابناءها في الاودية ، وإفراغها من محتواها المؤسسي ، ولم يكترث هذا النظام لصرخات المنظمات الحقوقية ولا لأنات الضحايا انفسهم ..
بربكم اوقفوا هذه الحرب ، اخرجوا الحكمة اليمانية من مخبئها واستحضروها للمشاركة في بناء هذا الوطن ، الوطن الذي يرزح تحت طائلة الفقر والجهل والامية ، يشكو من الفساد السياسي للحاكم اليمني ، يصرخ لعدم الإكتراث لما اوصلته سياسة النظام الفردي ، والديكتاتورية الممكيجة ..فيزيده الجلاد حربا قذرة كهذه التي تحدث الآن ..
التعليقات (0)