مواضيع اليوم

نشرة أخبار الفرح !

علي جبار عطية

2011-12-17 08:29:22

0

علي جبار عطية
الأربعاء 14-12-2011

تبتدئ نشرات الأخبار في تلفزيونات العالم بالفواجع والكوارث وما يسمى بالأحداث الساخنة التي تقبض الصدر .
وفي بلدان الأنظمة الشمولية تبتدئ الأخبار بنشاطات القائد وتفقداته لرعيته وكلماته القيمة !
لماذا تستهل النشرة بالاخبار الرديئة ؟ هل هو عرف إعلامي ؟ ومن اوجد هذا العرف ؟ وهل هناك من سبيل الى تغييره ؟ اسئلة كثيرة يحق للمرء ان يطرحها ومنها مثلاً لماذا لا يكون مستهل النشرة الرئيسة خبر فوز المنتخب الوطني لكرة القدم او افتتاح معرض للفنون او الاحتفاء بمبدع في جلسة ادبية او فكرية او فنية لكن المظنون ان من وضع هذا العرف الاعلامي كان يعيش في بلدان هادئة ومستقرة ويريد اثارة انتباه المشاهد او المستمع بفجيعة ونحن ميالون للتقليد بمحاسنه ومساؤئه لكن الامر تجاوز الحد بالفعل فلا يمكنك ان تتابع أية نشرة اخبارية وانت على المائدة لئلا تنسد شهيتك خاصة مع تكرار السبتاتيل الملغوم بالاغتيال والتفجير وملخصات الانحدار البشري الى وحشية لا مثيل لها في التاريخ.
ان اشاعة ثقافة الموت والقتل المجاني بهذا الحجم الكبير من التكرار يمكن ان يعد ايذاءً متعمداً وازعاجاً مستمراً قد يؤدي بالمشاهد مستقبلاً الى العزوف عن متابعة نشرات الاخبار بوصفها وجبة سامة تولد الكثير من الامراض النفسية ويكون من المناسب عندها ابتكار نشرة اخبار تشيع الفرح في النفوس من خلال التأكيد على اخبار المشاريع المنجزة والمعارض المفتوحة والفعاليات الشعبية التي تعطي مؤشرات على وجود قيم انسانية عالية بين الناس المحتاجين الى الراحة والاسترخاء لا الى الاحساس بالرعب وفقدان الامان ! اقول وهذا مع العلم ان الدراسات تؤكد ان هناك رغبة دفينة عند الكثير من الناس لرؤية مشاهد العنف والدم ولعل هذا هو سر من اسرار نجاح افلام الرعب في بلاد ربما لا ترى الرعب الا في الافلام او في متابعة الفواجع العراقية المستمرة!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !