نشاطات فنية
جدل كبير اثارته إضافة حصة إضافية للنشاط بالمدارس فوزارة التعليم تحاول الدمج بين النشاط الصفي والا صفي بشكلِ يجعل من العملية التربوية والتعليمية ممتعة لدى المُتعلم ، الجدل الذي رافق حصة النشاط مفتعل فالتجهيزات المدرسية والمباني المستأجرة كانتا الحجة التي أنطلق منها البعض في جدله الغير منطقي ، الطلبة والطالبات يقضون ساعاتِ طويلة داخل المدرسة يتلقون فيها كمية هائلة من المعلومات المُفيدة والغير مُفيدة يستمعون أكثر مما يتحدثون يحفظون أكثر مما يفكرون هذه ركائز تعليمنا الذي ما يزال تحت وطأة الأيديولوجيا الدينية رغم عمليات الترقيع والتجميل التي لم تنتهي بحلِ واضح وسليم يضع حداً لتغيب العقل والمعرفة والتنوير ، النشاط المدرسي عامل من عوامل اكتشاف المواهب وتنميتها ووسيلة زرع ثقه بنفوس الطلبة والطالبات فضلاً عن كونه محطة ترفيه مؤقتة باليوم الدراسي ، لاحظ المجتمع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بعضاً من النشاطات التي اقامتها بعض مدارس البنين نشاطات قاتلة للإبداع بها كمية هدر كبيرة للطاقات ، نشاطات يُقال عنها إنها ذات فائدة ولا يجد فيها الملاحظ أي فائدة تُذكر فما هي الفائدة المرجوءة من جمع الطلبة بفناء المدرسة وإعطائهم مساحة لممارسة الرقصات الشعبية أو مشاهدة سباق للسيارات المتحركة بواسطة الريموت كنترول ، جميل جداً أن تحضر الفنون الشعبية لكن أليس من الأولى الأتيان بما هو أجمل وأكمل !
مدارس الفتيات نفذت حصة النشاط لكن المجتمع لم يرى شيئاً مما نُفذ واذا عرف السبب بطل العجب فالأشياء المتعلقة بالأنثى مناطق محرمة لا يجروء احد على الإقتراب منها بأي شكلِ من الأشكال ، في ظني أن نشاطات مدارس الفتيات لا تقل مكارثية عن مدارس البنين فالعقلية واحدة والتذمر سيد الموقف ، النشاط في مفهومة الواسع هو كل عملِ أو سلوك يقوم به الفرد لتحقيق مصلحة معنوية أو مادية ،هذا في مفهومة الواسع لكن إجتهادات وزارة التعليم وعدم وضوح الخطط جعل من ذلك النشاط محطة مؤقتة الهدف منها تنفيذ قرار الوزارة بغض النظر عن النتائج ، من حق الطالب/ه وجود بيئة محفزة ومن حقهما وجود خيارات متعددة لا تخضع للإجتهادات الفردية والجماعية ولا تخضع للإيديولوجيا مهما كانت المبررات ، النشاط المدرسي الحديث لا يحتمل الإجتهادات فيكفي اجتهاداتِ ماضية بزمن الصحوة كان عنوانها الترويج للجهاد بحصص النشاط والتي ألقت بضلالها على العقل والمجتمع ، نحن بحاجة لخطط مدروسة لتصبح نتائجها ملموسة على أرض الواقع ، من المفترض أن يكون النشاط المدرسي ذو خياراتِ متنوعة للطلبه والطالبات نشاط لا يخضع للإيديولوجيا والتزمت الديني ولا يتضعضع أمام غضب العاملين وبعض الأسر نشاط يكون في اعتباره الطالب /ه أولاً وأخراً ، نشاط يُشجع العقل على التفكير ينفض غُبار التلقين ويطرح التساؤلات نشاط يغرس بالنفس مبادئ وقيم الإنسانية والسلام نشاط يكو فيه حق الاختلاف حاضراً وواضح للعيان وهنا لا مناص من إتاحة الخيارات وتعددها بأي شكلِ من الأشكال ، لكي تتحرك العقول وتطمئن النفوس وتُبدع الطاقات يجب البدء من حيث أنتهى الأخرون فالعالم جعل من الموسيقى والفنون والمهارات اليدوية مواد أساسية تُدرس للطلبة والطالبات فلماذا لا تجعلها وزارة التعليم انشطة طلابية تقام وتُفعل بحصص النشاط ويقوم على تنفيذها والإشراف عليها نخبة من المختصين الذين يترقبون الفرصة لتقديم مالديهم من إبداعات وبرامج وهذا أضعف الإيمان ، لو تحقق ذلك الحلم وتم إدخال الموسيقى والفنون والمهارات اليدوية بحصص النشاط فإن العوائد التي ستجلبها كثيرة ولعل من أهمها رُقيّ النفس وإخراج العقل من الصناديق المُغلقة بأمر العادات والتقاليد والفتاوى الشاذة .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)