مواضيع اليوم

نسماتُ قايد السبسي على "نسمة"

جمعة الشاوش

2012-03-12 19:03:11

0


تابعت مساء يوم 11 مارس 2012 البرنامج التلفزي لقناة "نسمة" الذي روَّج بالخصوص لاستضافة الشخصية السياسية التونسية المخضرمة والمثيرة للجدل الباجي قايد السبسي الذي شاءت أقداره أن يكون فاعلا في المشهد السياسي لتونس الأمس واليوم:كان في أوج فتوّته مسهما في بناء دولة الاستقلال ثمّ بصَم بخبرته،وفي سنّ متقدّمة،المرحلة الانتقالية الأولى للثورة التونسية بكلّ اهتزازاتها العنيفة والمخيفة نتيجة اكتشاف الشعب لذاته المُحرَّرة بإرادة شبابه.تلك المرحلة التي أثبتت أنّ التونسيين وهم في أوج الهيجان والاندفاع والتدافع قادرون على أن يُحَكّموا صوت العقل متى ساد الاعتقاد أنّ السفينة/الوطن مهدَّدَة بالغرق وبالتالي أنّه لا سبيل لغير التوافق حلاّ،حتى إنْ شعر كلّ طرف أنه لم يُحَقّق لحسابه الشخصي ما كان يُؤمَّل.
مرّت المرحلة الانتقالية الأولى،في حياة الثورة التونسية بسلام بفضل توفّقها إلى نقل شرعية الحكم إلى مجلس تأسيسي منتخَب ليتحمّل أعباء مسؤولية تاريخية جسيمة تستوجب التحلّي بأكبر قدر من الحكمة وبعد النظر والتواضع والصبر...
لكن لماذا يُعاود الباجي قايد السبسي الظهور بعد شكره وتكريمه من الجميع،وهو في هذه السّنّ المتقدّمة من عمره المديد ؟...
إجابة الرّجل بسيطة وواضحة مفادها أنّ التكريم لا يعني التأبين لمن هو حيٌّ يُرزَق...وأنّ نبض الحياة هبة من السماء يستوجب شكر صاحب الفضل بخدمة الوطن بما تبقّى من حشاشة،كلما كان ذلك ممكنا.وعليه فهو لا يرى مبرِّرا لعدم تثمين مسعاه،بل هو يحتجّ،في استياء غير مبطّن،على مَنْ يرى فيها تنغيصا أو إرباكا أو مؤامرة تستهدف "الخلف الشرعي" الذي يشكو ما يعتبر أنه تشكيك في قدراته القيادية وتشويه لنبل مقاصده.
غير أنّ اللافت في استضافة قناة "نسمة" للباجي قايد السبسي ليس هذه المعاني التي تمّ تمريرها في البثّ،إذ أنها لم تأت بجديد،بل كانت تكرارا لما هو متداوَل ومعروف،دون أن تقدّم إضافة جديرة بالوقوف عندها من حيث الأهمّيّة التي تصنع حدثا أو سبقا إعلاميا...ولعلّ القائمين على البرنامج التلفزي أدركوا ذلك،فراحوا يُلِحّون إلحاحا على انتزاع "خبرٍ حصريّ" يُعلنه الضيف الأبرز للرّأي العام خصوصا أنّ معلومات ما فتئت تتواتر مفادها أنّ قطبا سياسيا وسطيا يُنْتَظَرُ أن يكون مهندسه الباجي قايد السبسي،إن لم يكن رئيسه...
بصرف النّظر،عن برنامج تلفزي يخفق أو ينجح في تقديم مادّة إعلامية ثرية وذات وقع،فإنّ السؤال الذي وجب طرحه في ذات الحال هو:كيف يقبل الباجي قايد السبسي أن ينقاد للتواصل مع الرّأي العام،عبر بث الشاشة الصغيرة، دون أن تكون له رسالة قوية ذات مضمون جدّي وجديد غير متداول يروم تمريرها ؟
إنْ كان لا بدّ من البحث عمّا وراء ما قيل –رغم أهميته فيما يضيفه من جدل،فقد لا نجد له من تفسير إلا في الوجوه التي أثثت المشهد في لقاء إعلامي رُوِّج على أنّ "نجمه" الباجي قايد السبسي  في حين أنه كان أقرب ما يكون لتقديمِ مرشّحين للعب دور سياسي مستقبلي بمشاركتهم في إثراء الحوار تحت مظلة الدفاع عن مكاسب الفريق الحكومي السابق،وأعني بهم بالخصوص الوزراء الثلاث السابقين الذين كانوا في حكومة الباجي قايد السبسي، وتحديدا- الطيب البكوش ومحمد الأزهر العكرمي ورضا بلحاج...ومن يقرأ في السيرة الذاتية لهذه الشخصيات يدرك،جيدا،أنه أمام عيّنة ذات دلالات مهمة لطاقم متكامل قد يكون قادرا على الإسهام البارز في بلورة تلك الحكاية التي بدأت بالحديث عن تأسيس قطب وسطي مؤثر في المشهد السياسي المستقبلي في البلاد...وللحديث بقية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !