أذكر أنني كنت جالساً أتجاذب أطراف الحديث مع صديقي العربي صاحب الجنسية الروسية عن حياتنا العربية وهموم وقضايا المجتمع العربي حالياً وثورات أصحاب الثورة الدائمين الذين لاتجد لثوراتهم نهاية ولا لحكاياهم بداية
وفجأة دخلت علينا زوجته الروسية الأصل والمنبت والجنسية وهي تبتسم وتقول : يقولون لديكم في السعودية المرأة كالأميرة والزوج ينفذ لها كل ماتتمناه ؟!!!!!
ضحك صاحبي من تقاطع الحديث ....... وأشار برأسه وهو الثوري الإشتراكي القديم ..... قائلاً بنبرة ساخرة تسبق الكلام : ( عندهم .... لاحرية للمرأة )
فإستغللت فتح الموضوع لأدلوا بدلوي و أوصل فكرتي فقلت : لدينا المرأة تحدد المواعيد المناسبة لينطلق بها الزوج في كافة أعمالها اليومية وهو المرافق الدائم لها وصاحب الشأن في تدبير قضاياها ....
هل تعلمي لو كان لدى زوجتي موعد في المستشفى وكان أثناء وقت الدوام أنني أستطيع الإستئذان لأنطلق بالسيارة للمنزل وأصطحب زوجتي في مراجعة روتينية قد تكون لحمل أو لأسنان أو ربما لكآبة تعتريها وهكذا في المساء فأنا سائق وهي مصاحبة وكلانا يسعد بذلك .
لزوجتي الحق في طلب كل شيء لتجد أن الأمر فقط يحتاج منها أن تدونه عبر رسالة جوال - حالياً - لأحضره من مراكز التسوق دون أن تشاركني دفعه من مرتبها ......
ضحك صاحبي وهو يهمس لي بالعربية الملحونة بلهجته القديمة في بلده الأم : ( تعال وشوف من الشباك من هنا معي ..... )
نظرت وإذا الكثير من النساء الروسيات صاحبات الشخصية الأقوى في المنزل كرب المنزل بعكس الرجل الشرقي المسيطر يحملن أكياس التسوق للحاجيات اليومية ويتبعهن أزواجهن - أو ربما أشباه الأزواج - وقد تدلت أياديهم الفارغة علامة على الإنهاك وربما على وصول المسكر إلى الطبقة الداخلية وخاصة مع تغلغل ( الفودكا )
بادلته الضحكات فأثار الأمر حفيظة ( لودميلا ) زوجة الصديق لتشاركنا المتابعة والتلصص من شباك آخر النظرة
نظرت إليّ وقالت .............. ( ربما في يوم قد أصبح إمرأة سعودية ؟!!!! )
لم أعرف ماقصدته ولكنني علمت أنها معجبة بعدم المساواة لدينا بين الرجل والمرأة ......
ضحكنا ...... ونحن نرقب الطريق لعل نساؤنا يصدقون النعمة التي هم فيها ..... ولو حرموا من الكثير إلا أن الأكثروالأفضل حضوا به
التعليقات (0)