مواضيع اليوم

نساء... و نساء.

محمد مغوتي

2011-03-08 23:37:40

0

    أن يخصص يوم عالمي للمرأة، فذلك يعني اعترافا بدورها و مكانتها التي تؤهلها لأن تكون النصف الثاني للرجل. لكنه يعني أيضا إقرارا بأنها مازالت في مقام أدنى من هذا الرجل. و لذلك فهي تحتاج إلى يوم للذكرى... مجرد يوم لترديد لازمة : عيد سعيد يا سيدتي أو آنستي...
    في الإحتفال بيوم عالمي للمرأة تكريس للذكورة بامتياز. و للذكورة في مجتمعاتنا مساحة واسعة تفرضها سلطة الثقافة السائدة. و الرجل مدعو في هذا اليوم للإحتفال بهذا الكائن الذي يلازمه كل يوم، لكنه لا يسمح لنفسه بالإنصات إليه بوصفه إنسانا قبل أي تصنيف جنسي. هو يوم عالمي طبعا. لكن واقع المرأة في الغرب لا يمكن قياسه بما تعيشه في مجتمعاتنا. هناك أسقطت المرأة كل حواجز الحجر الذكوري. لكنها هنا مازالت تنوء تحت تراكمات الثقافة الإجتماعية التي تتغذى على العادات و التقاليد حينا، و على سلطة الخطاب الديني المؤدلج حينا آخر. إنها " ناقصة عقل و دين "، و هي لا ترقى بذلك إلى مستوى الرجل. هكذا يتم توجيه الموروث الديني لخدمة ثقافة الذكورة التي تعيد إنتاج نفسها جيلا بعد آخر، و تمنح للمرأة حق " الإمتاع و المؤانسة "...
    أية امرأة هذه التي يقف لها الرجل إجلالا كل 8 مارس من كل عام؟. هي حتما ليست تلك التي تعيش تحت سطوته غير مبالية بما يجري حولها، و تؤمن بأنها خلقت لواجبات محددة اختارها لها هذا الرجل بعناية. تلك التي تتشابه عندها الأيام و الفصول لأنها تعيش فصلا طويلا من الخضوع و الحرمان. و هي لا تعرف مناسبة اسمها " يوم عالمي للمرأة ". و حتى و إن عرفت فإن ذلك لن يغير من واقعها شيئا... 8 مارس هو عيد للنساء. لكنه ليس لكل النساء. إنه احتفاء بنساء المجتمع المخملي اللائي ينصبن أنفسهن مدافعات عن حقوق المرأة، ويحرصن على حضور مثل هذه المناسبة التي تتنافس فيها أزياء دور الموضة، وترتفع فيها آيات الإعجاب و خطابات الثناء و التكريم، كما ترتفع فيها أسهم أكثر الجمعيات النسائية حظا... أما النساء المنسيات في أقاصي الجبال و في متاهات التخلف و الجهل و الأمية فلا عيد لهن و لا يوم لهن و لا حظ لهن...
    تاريخ الثامن من مارس هو يوم للذكرى. لكن المرأة ليست مجرد ذكرى. إنها إنسان قبل كل شيء. هي الماضي و الحاضر و المستقبل، غير أنها فاقدة لمعاني هذا المستقبل لأنها ما زالت ترفل في أوحال الماضي، و تدفع في حاضرها ضريبة تصنيف جنسي يجعلها " مجرد أنثى"...
           محمد مغوتي.08/03/2011.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !