نساء ضد الذكورية
منذ أزمة حرب الخليج الثانية برز النشاط الحقوقي النسوي في السعودية التي لم تكن بمنأى عن تنامي النشاط الحقوقي في المنطقة فهي جزء من جغرافية العالم وتفاعل مواطنيها مع المتغيرات والمتطلبات طبيعة بشرية وإن كان هناك من يقف من ذلك التفاعل موقف الضد ؟
النشاط الحقوقي الوطني يجب ألا يٌفرق بين ذكراً وأنثى , والمطالبات النوعية طبيعية شرط أن تكون تحت سقف واحد وهو سقف المساواة والحقوق الإنسانية للإنسان الخالية من التمييز ومناهضة حقوق الآخر أياً كان ذلك الآخر , في الحالة السعودية هناك أمرٌ مختلف وهو طغيان النشاط النسوي المناهض للذكورية ؟
المرأة السعودية وعلى مدى أعوام تٌناضل خاصة الطبقة المثقفة منها ضد الاضطهاد الذي تمارسه و تفرضه الثقافة الذكورية بشتى الوسائل والطرق تلك الطبقة تحاول إيصال صوت الفئة المسحوقة خلف الجدران عبر تبنيها خطاب الحقوق ومحاولات كسر القيود المفروضة بسلطة العادات والتقاليد وسلطة الرأي الفقهي الأوحد .
سلطة الرأي الفقهي الضيق خاصة الرأي ذو المدرسة السلفية التقليدية من أكثر الأسباب التي أعاقت المرأة السعودية وجعلتها تحت رحمة تقطير الحقوق وتنميطها بما يٌسمى الضوابط الشرعية ؟
الشخصيات الدينية تقف في الغالب موقف الضد من الحقوق الإنسانية بشكلٍ عام رغم تكرارهم لمقولة الإسلام حفظ الحقوق فأين تطبيقات الإسلام الحقوقية للذكر وللأنثى على حدٍ سواء بغض النظر عن أي انتماء مناطقي أو عرقي أو ديني أو مذهبي , الحقوق الإنسانية تختلف عن الحقوق الضيقة لطائفة معينة فمثلاً من حق أي شخص أداء عبادته وفق طقوسه المعينة وهذا حقٌ ضيق يٌحترم أم الحق العام فمن حق أي فرد كإنسان التعليم والصحة والسكن وحرية التنقل والاختيار والعيش بكرامة والحماية دون النظر في الحقوق الضيقة أو التمييز على ضوءها هذه جملة من الحقوق العامة التي تشترك فيها البشرية جمعاء .
لا خلاف أن الإسلام حفظ الحقوق العامة والخاصة للجميع وبلا تمييز لكن التيارات الدينية تحاول تمييع الحقوق ووأدها ليبقى الجميع تحت سطوة نفوذها لأنها تخشى من فقدان وجاهتها بعدما تنال الفئات الاجتماعية حقوقها .
التيارات الدينية وعلى مر العصور تستفيد من خطابات الحقوق لتشرعن مكانتها والتيار الديني في السعودية استفاد من المطالبات الحقوقية للمرأة السعودية فضرب الحراك الحقوقي عبر تصويره على أنه مؤامرة وتغريب فصدق السذج تلك المقولة وعلت مباسمهم عبارة سبحان الله ؟
التيار الديني بشقية الرسمي " الوهابية – هيئة كبار العلماء " والغير رسمي بمختلف المدارس والانتماءات يقف ضد الحقوق الإنسانية للمرأة بدعوى أن الإسلام حفظ الحقوق والمرأة السعودية لا تٌريد أكثر من حقوقها التي ضمنها الشرع الإسلامي لكن هل يعي ذلك التيار أنه يٌغيب بالقوة أراء فقهية ويختزل أخرى تتعلق بالمرأة بداءً من حجابها وحتى خروجها من بيتها فقاعدة سد الذرائع جعلت من المرأة كائن مضطهد يفتن الذكور ويسحب حقوقها ويجرها لمنطقة الا تنفيذ سداً للذريعة العبارة التي حولت المرأة من إنسان إلى شيطان يفتن الذكور منزوعي الرجولة !
النشاط النسائي الحقوقي وطني وليس تغريب وحقٌ مشروع نشاط يستهدف الذكورية الممتزجة بالعادات والتقاليد والمخلوطة بقوالب تٌسمى دينية وهي في الحقيقة ليست ديناً مقدساً وإنما جملة من الآراء والتفسيرات يقابلها الكثير والكثير من الآراء والتفسيرات المضادة لها فالنشاط النسوي يجب أن يٌركز على الآراء المتعددة ليكسر احتكار رأي واحد يظن صاحبة أنه الأصلح والأقوم ؟
التعليقات (0)