نزيهه وانتخابات مجلس الشعب ..
باقي من الزمن أقل من خمسه أشهر علي إجراء أول إنتخابات برلمانيه لتشكيل أول مجلس شعب بعد الثوره أو بمعني أدق مجلس شعب الجمهوريه الثانيه ..
أو بمعني أكثر دقه هو المجلس المنوط به بناء الجمهوريه الثانيه وهو البوصله التي من خلالها سيتحدد مستقبل مصر , هل ستكون رياحها شرقيه أو غربيه أو مصريه ..
مجلس الشعب القادم سيكون هو الممثل الشرعي لكل الشعب المصري وسيحمل تلك الصفه بناءا علي التفويض الشعبي المباشر بالطريق الديمقراطي من خلال صناديق الإقتراع وبناءا علي هذا التفويض ..
سيكون منوطا به وضع دستور جديد للبلاد ..
تنقيه وتصفيه كافه القوانين سيئه السمعه ..
محاسبه الفاسدين من مسئولي النظام السابق ..
مطارده كافه الأموال المصريه المنهوبه والمهربه للخارج ..
القيام بدور الرقيب والحسيب علي أعمال الحكومه والجهاز الإداري للدوله ..
مراقبه المشروعات التنمويه والحيويه ومتابعه تنفيذها وأدائها وجدواها ..
إقرار المعاهدات والإتفاقيات والعقود المستقبليه لمصر مع مختلف دول العالم ومنظماته وشركاته بالإضافه الي مراجعه الإتفاقيات السابقه وخاصه فيما يتعلق بثروات مصر الطبيعيه وتنقيتها وتقنينها ..
إقرار الموازنه العامه للدوله ومعرفه البنود السريه بها وكيفيه إنفاقها ..
رفع الظلم عن كاهل المواطن المصري والمتمثل في عدد لا يحصي من الضرائب والرسوم والتمغات والتي لا يعرف أحد أين تذهب حصيلتها والتي لا تعود علي الشعب الآن بأي صوره من الصور ..
القضاء علي الرشوه والمحسوبيه والفساد المالي والإداري وتحديث مصر وجعلها تلحق بالركاب العالمي الذي تخلفت عنه كثيرا ..
إجمالا إنتخابات مجلس الشعب القادمه هي التي ستحدد مصير مصر القادم ..
وهنا يتوجب أن نضع ألف خط أحمر أسفل هذه الجمله , فلا أحد اليوم يُبصِّر المواطن البسيط الذي يشكل التعداد الغالب لشعب مصر بكل تلك الأشياء , بل نجد عمليه تعتيم وإلهاء لهذا المواطن بالعديد من القضايا الجانبيه التي تُشغل وقته وتُشتت فكره وتمر الأيام سريعا وتأتي الإنتخابات بغته ..
وقد تناقلت وسائل الإعلام تصريحات لمسؤولين مصريين عن أن الإنتخابات القادمه ستكون نزيهه لا أكثر ولا أقل ..
وهنا يجب التوقف عند محطه "الست نزيهه" ..
لم يقدم أحد من المسؤولين سواءا من المجلس العسكري أو من حكومه شرف للمواطن المصري البسيط تفسيرا أو توضيحا أو شرحا للست نزيهه بصفتها بطله الإنتخابات القادمه والمُهيمنه عليها ..
ونتساءل في بلاهه منقطعه النظير ..
من سيضمن تواجد "نزيهه" في الإنتخابات وما هي الضمانات لذلك ..؟
فالعمليه الإنتخابيه بالرغم من بساطتها إلا أنها شديده التعقيد , فهي تبدأ من الدعايه الإنتخابيه للمرشحين لحشد الناخبين ..
فما هو السقف المادي للإنفاق علي الدعايه الإنتخابيه .. وما هو المسموح به وما هو المحظور في الدعايه .. ثم ما هي عقوبه هذا "المحظور ..؟
ثم .. مندوبي المرشحين , عددهم وتواجدهم داخل اللجان وخارجها والتجمهر خارج اللجان لإرهاب الناخبين .. هل من توضيح ..؟
ثم .. شفافيه العمليه الانتخابيه والآليه التي ستضمن تلك الشفافيه وسرعه إجراء التصويت ليتسع الوقت لكل الناخبين للإدلاء بأصواتهم , وما هي عقوبه تعطيل اللجان وإضاعه الوقت وعدم تمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم ..؟
ثم .. آليه وشفافيه إغلاق الصناديق وتشميعها ونقلها من لجان الإنتخاب الي اللجنه العامه بمرافقه القاضي المشرف علي اللجنه لضمان عدم تبديلها أو العبث بمحتوياتها ..؟
ثم .. آليه وشفافيه عمليه الفرز , ثم المراجعه الشامله لما تم فرزه للتأكد من صحه أعمال الفرز وإعلان نتيجه كل صندوق أولا بأول والإستجابه لطلب إعاده فرز الصندوق ..؟
ثم .. مراقبه العمليه الإنتخابيه ومن سيسمح له بتلك المراقبه من جهات وهيئات محليه ودوليه وكيفيه الإبلاغ عن أي تجاوزات أو مخالفات تشوب العمليه الإنتخابيه في حينها للمستشار رئيس اللجنه العامه بالدائره , والتصرف الفوري الرادع المتوجب إتخاذه حتي لا نتفاجأ بطعون تماثل طعون الإنتخابات الماضيه ويفقد المجلس الجديد شرعيته
ثم .. هل ستجري الإنتخابات في عموم مصر كلها في يوم واحد مع هذا العدد الهائل من الناخبين الذي أتاحه التصويت بالرقم القومي والذي يربو علي الأربعين مليونا مع صعوبه السيطره الأمنيه علي جميع اللجان في وقت واحد أم سيتم تقسيمها الي عده أيام ..؟
ثم .. هل سيتم تسجيل أسماء الناخبين في كل دائره في كشوف كما كان في السابق وكلها أخطاء إملائيه تمنع صاحبها من التصويت , أم سيتم الإستعانه بأجهزه الحاسب الآلي لضمان سرعه التصويت وعدم حدوث أخطاء إملائيه ؟
ثم .. هل سيتم الاستعانه بنفس موظفي الوحدات المحليه السابق الإستعانه بهم في الإنتخابات الماضيه واللذين كانوا يتلقون تعليمات الحزب الوطني بالتغاضي عن التزوير وتقفيل الصناديق أم سيتم تغييرهم ..؟
وأخيرا هل ستكون هناك غزوه صناديق أخري ..؟
كل هذا حتي لا يكتشف الملايين من البسطاء من الشعب المصري أن الثوره المصريه كانت مجرد "زوبعه في فنجان" وأن "ريما عادت الي عادتها القديمه" وأن الست نزيهه إتخطفت ..
مجدي المصري
التعليقات (0)