ونحن على اعتاب الذكرى الـ 1244 للجريمة النكراء القبيحة ذكرى اغتيال الامام موسى ابن الامام جعفر بن الامام محمد الباقر ابن الإمام علي السجاد ابن الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام - سماً وفي داخل معتقل الحكومة الحاكمة والسلطة الجائرة التي تتمتع بكامل الصلاحية وادارة دفة القانون والقضاء اليس من المفروض والثابت عقلا وشرعاً واخلاقاً ان نربط الحدث ونستذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام (( لَتَسْلُكُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَلَتَأْخُذُنَّ مِثْلَ أَخْذِهِمْ ، إِنْ شِبْرٌ بِشِبْرٍ وَإِنْ ذِرَاعٌ فَذِرَاعٌ ، وَإِنْ بَاعٌ فَبَاعٌ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ فِيهِ )) وهذا القانون الالهي في سير الامم مسيرة من قبلها فلننظر قليلاً بتفحص وهل نحن نعيش الان ذلك الزمن الذي تكمم فيه افواه الشرفاء وتتم تصفيتهم لو تصور الحاكم انهم يشكلون خطر عليه ؟
هل نعيش زمن الحاكم المتطاول على المال والارواح ويغطي ويتستر على الجرائم من الارهاب الاكبر والارهاب الاصغر - الفساد الاداري والمالي ويلفق التهم ضد الشرفاء والناطقين والمعبرين عن ارادتهم كما كان يوصف الامام موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام بانه يهدد كيان الدولة ( والعملية السياسية ) فيعطى المبرر بايداعه في السجون ثم السم والقتل ؟
امور نستحضرها ونفكر فيها ونحكيها ونناقش فيها لنسجل صدقا وعدلا في سجل المواسين للنبي الخاتم واله وصحبه الميامين بهذه الذكرى الأليمة التي وجدت لناخذ العبر منها .
لقد ذكر سماحة المرجع العراقي العربي السيد محمود الصرخي الحسني دام ظله في كتابه ( نزيل السجون هذه الحقيقة فقال في مقدمته بذكرى استشهاد الامام موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام :
:::::::::::::
لم يكن سياسياً ... بالسياسة الدنيوية
ولم يكن قائداً عسكرياً كقادة الجهاز الحاكم الظالم
ولم يكن مسؤولاً أو زعيماً لجناح مسلح ... كعصابات السلب والنهب وسفك الدماء والإرهاب
ولم يكن منتهزاً وصولياً عابداً للمناصب والواجهات ... كالمنتفعين الوصوليين العملاء الاذلاء في كل زمان .
بالتأكيد فإنه لا يمثل جهة وحزباً معارضاً ... كالاحزاب المتصارعة على الدنيا والمنافع الشخصية الخاصة .
كان إماماً تقياً نقياً زاهداً عابداً ناسكاً مخلصاً عالماً عاملاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، كان أماناً حجة شافعاً رحمة للعالمين .
أذن ... لماذا هذا العداء والنصب والبغضاء ، ...
ولماذا التجسس والمراقبة والتضييق والمداهمة فالترويع والاعتقال فالحبس والسجن والطامورات مع انواع العذاب ثم السم والقتل والشهادة ... ؟
نعم الحق معه والإمام الكاظم(عليه السلام) مع الحق وله انعقدت الولاية والسلطة التكوينية والتشريعية فهو الإمام والامان والحجة والبرهان ...
لكن هل يلتفت رئيس الدولة المنحرف المنشغل بخموره ونسائه وقبحه وضلاله واضلاله ... ؟ كيف يلتفت الى هذه الامور الشرعية العقائدية خاصة
وان السيرة الذاتية والعامة للإمام(عليه السلام) كما بينّا لا تثير الحاكم المخمور الظالم ولا تشكل عليه تهديداً وفق حساباته المادية السياسية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية ؟
لا تستغرب هذا الطرح ، لنلفت انفسنا الى وقائع عبر التاريخ ونسأل مَن بقي مع الزهراء(عليها السلام) وأمير المؤمنين(عليه السلام) من المؤمنين المخلصين الصادقين، ستة أو ثمانية أو اثنا عشر أو اكثر من هذا بقليل ، وماذا يفعل هذا العدد والكم الهائل المطلق الذي انقاد للسقيفة ورموزها ؟ ومن نتائجها السب والشتم لأمير المؤمنين(عليه السلام) على منابر الأمة الإسلامية . ومَن بقي مع الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) ، والمسألة اوضح واجلى في واقعة الطف المروّعة ، أَلَم تُسفك دماء العترة الطاهرة وقائدها المقدس الإمام الحسين{صلوات الله وسلامه عليهم} وهم ثلة قليلة وقليلة وفي المقابل تحتفل (الأمة الاسلامية) بيوم النصر يوم الخليفة المخمور يوم العاشر من محرّم ؟!!
انتهى كلام سماحته
وبعد هذا هل يبقى ادنى شك ان المواساة الحقيقية والسير الحقيقي ان نتخذ من هذه الوقائع عبراً لحياة اليوم ومصيبة الساعة وضيم اللحظة ؟
فيا ايها السائرون ان المؤامرة كبيرة وعظيمة على تراب هذا البلد ومقدساته وشعبه بكل اطيافهم وان الخصم بعيد وآمن ويتلبس بلباسنا وينتحل منصب الشرف والعفة والكرامة ويتحايل على رعيته ويخدعهم .
ان اللحظة التي نعيشها اكبر من تلك المظلوميات في زمانها وان الحزن الذي تمر به الامة الأسلامية اكبر من الحزن الذي عاشه اصحاب الامام وشعبه ومحبيه .
وان التراب مغصوب والعرض مغصوب والكرامة منتهكة ولنكن موضوعين في الطرح والحكم ولا نكن وعاضاً لسلاطين وساسة اليوم ولتكن قلوبنا ( سنة وشيعة وعرب وكرد وتركمان وغيرهم من اطياف هذا الشعب خارطة للعراق الحبيب ولنعرف ان الخصم يستهدف الوطن ويستهدف الكرامة والوحدة والمواطنة باسم الدين والطائفة والمذهب وان الشيعة ليسوا هم المتنازعين على سلطة ولا السنة ولا الكرد ولا التركمان ولا اي طائفة انما الجميع يروم العيش الهنيئ والكريم ولايفكر في حدود اواقليم وليس هم من يؤسس الرعب والارهاب والحقيقى تقول ان العراقي طبعه مسالم وطيب القلب .
انما اولئك المتصارعين على مصالحهم والذين يريدون البقاء فوق الرقاب الذين همهم اشباع احزابهم واتباعهم ودولهم وتوجهاتهم واسيادهم لننطلق من وحدة واحدة وهدف واحد وهو وطننا العراق الذي كان يقول فيه ائمة الهدى انها تربة نحبها وتحبنا
التعليقات (0)