أفلتَتْ من الإشارات وكانت تقول،
كلّ شُجيرة تسلّقت قطرات النّدى
يضُجّ فيها جُنون الثّمر .
والنّسغ المحرور بألق الإنتظار
يرفُل فيه الزّهر والإخضرار .
ها أنتَ مأخوذا بالعـزف
يُفزعكَ البياض،
تحاول الدّخول في نغمة يُلاحقها بوح الأمكنة .
أول الشيء ينضج في الإحتمال .
أغمضتَ عينيكَ المكدودتين،
لكن هذا الأرق المُتسلطن فوق سقوف منازلنا
يُخرّب سيل أرواحنا،
يفجؤنا بالعويل،
وميلاد معنى يُخالجه الشّك لحظة الإبتداء .
كم لك من الوقت لتنضو عنكَ هذا التّعثر
والتّعب ؟
يتّشح القلب بأغصان الرّيح،
فيفلت منك الضّوء السّاقط على حنين يلد
الأشواق .
إنتظرته أن يجيء وكل هذا المدى فيه هذا
الحزن المُتكئ على حلمٍ باغتته لعنةَ
مَن أتلفوا الوطـن .
وأمضي في ذاكرتي :
كان ليلا غريبا جسدي،
أضاءت له الطّرقات يدٌ راعشة
ووجهٌ آنست فيه نارا تختدم،
كان مزهوا بخرافة الإبتلاءات .
شرّدني فيه ماء الشّعر،
حرّضتني عيناه لبلوغ حقل المسرّات،
كان جذلا بأسراري،
لكنه كان كلّما أوغل في التّيه، ملأ الأرض
فصاحة وضوضاء، وكان يوصل الأشياء بكل
المطر المُتلفّع بالسّكينة، فيمتدّ العالمُ لُغويا
إلى خالق الأسرار .
كان حبّكَ قدري،
وكانت الأرض مُدهشة تحت قدمي،
وكنتُ لُعبتك وجحيمك المُتوقّد بالشكوك
والتّوجّسات .
يضيع منك الصّمت، فترحل نحو أصص النوافذ
تبحث عن إختراقات القلب،
تتسلّق الأحلام لتصل إلى عتبات الأسئلة .
أنتَ رجلٌ تتكئ على الأنثى
لتقترب من نفسكَ فينمو فيك الوطن،
وبين الضّلوع تُزهر الأمنيات .
أنتَ لاتطلبُ المُستحيل :
وطنا يعترف بالصّداقات
وروحا تعشقُ ورقا للبوح والنّدم .
وكنتَ يتلعثمُ فيكَ الصّمت أيّاما
ثم تُطل من خلف عينين أحرق سحرهُما السُّهادُ
تأتي،
لتُلقي فوضاكَ على صدري المُتفتّح للرّغبات،
فيلتفتُ إليك القلب،
ويعتري الليل إغمـاض .
أنتَ أيها الرّجل
أيها الوجع،
يتقطّرُ منكَ اللّهاث
يتفصّدُ صحوكَ بالأصداء،
فترحلُ جُرحا يُعانق الغيمَ
أو جسدا مُثخنا بالأصفادِ
أو حرفا بالقوافي الخجلى يتذرذر .
أنتَ ظلّي بهذا البلد
وأنتَ لاكنتَ أنتَ،
مَن ضحِكَت بين يديه أبعادي،
قد خادعكَ الإهتراء
فأتلفتَ حُقولي
وصار القلبُ حجرا منزوفا
صباحَ .. مساءْ .
ـــــــــــــــــــــــــــ
كورات الجيلالــي
التعليقات (0)