نزهة فى التاريخ والحاضر
2- غزو المغول للدولة العباسية
بعد مائة عام من توقيع صلاح الدين الأيوبى على معاهدة الرمله والتى أنهت فصلاَ مهماَ فى الحروب الصليبية ، وأعادت سيطرت الصلييبين على امارات الساحل الفلسطينى وإدارة بيت المقدس ، أجتاحت جيوش المحارب المغولى جنكيز خان حدود الدولة الأسلامية الشرقيه ، التى أنقسمت فى هذا الوقت إلى دويلات ، وأنفرط عقد الأمبراطورية العباسية إلى عدد كبير من الدويلات شرقاَ وغربا ،
وحكمت دولة الخوارزميين أقليم بلاد فارس وما وراء النهرين، وكانت أول خط لمواجهة الجيوش القادمة من الشرق ـ حيث أكتسحت جيوش جنكيز خان دولة الخوارزمين ودمروا عدد كبير من مدنها وكان التدمير مهولاَ حيث أمتزجت دماء القتلى بدمار تلك المدن ،
وانطلق بعدها المغول بجيش ضخم قوامه 120 ألف مقاتل نحو العراق والشام بقيادة هولاكو ومن العجيب أن أمراء جورجيا وأرمينيا تحالفوا مع الجيوش القادمة من الشرق ضد بقايا الدولة الأيوبية ، التى أبلى أميرها الكامل محمد بلاءَ حسناَ فى الزود عن مدينة ميافارقين بديار بكر والتي حاولت صد هجمة المغول والتى ضربت بدورها حولها حصاراَ استمر عامين حتى استسلم أهلها بعد نفاذ المؤن و موت معظم السكان وعدم وصول الدعم من المسلمين فدخلوها وارتكبوا مجازرا تقشعر منه الجلود حيث قبضوا على الكامل محمد الأيوبي و قطعوا جلده و أعطوه له ليأكله إلى أن مات فقطعوا رأسه وحملوه على أسنة رماحهم تشفيا وانتقاما منه لصموده وبطولته.
وكانت بغداد حاضرة الخلاقة العباسية تحت حكم الخليفة العباسي المستعصم باللة , عندما أقترب منها جيش هولاكو والذى ضم شرذمة منوعة المللل ، حيث دفعت مشاعر العداوة للخلافة العباسية ، والحروب الأقليمية الكثيرين للأنضمام إلى الجيش الزاحف نحو بغدا حتى أن أقرب مساعدى هولاكو كان القائد الصيني جو خان أضافة إلى مقاتلين من جورجيا وأرمينيا ومن العجيب أنه فى الوقت الذى مزقت فيه الخلافات والمطامع الشخصية الدولة العباسية وجيوشها ، وحد الغزو بين ديانات متعددة وأعراق متضادة ، وأنطلق هولاكو بعد ولاية منكو خان بتلك الجموع نحو بغداد ، وقبل أن يصل إليها أرسل كتاباَ إلى الخليفة المستعصم مطالباَ أياه بالاستسلام له ، مع الوعد بالآمان ، ولكن الخليفة العباسي سطر رداَ بلاغياَ ركيكاَ عبر فيه عن أنه خليفة المسلمين وأميرهم وأن الله سيصب جام غضبه على المغول إن هم هاجموا الخلافة وأميرها ،
ورغم الخطر المحدق ، واخبار الفظائع التى سبقت وصول جيوش هولاكو إلى مشارف بغداد ألا أن الخليفة لم يهتم بالإعداد لمقابلة هذا الهجوم ، وخضع الخليفة لسيطرة كاملة من قبل وزيره ابن العلقمي الذى ينسب إليه المؤرخين مسئولية السقوط المدوى لحاضرة الخلافه العباسية " بغداد" .
ولم تصمد الأعداد القليله من بقايا الجند والمتطوعين أمام القوات المغولية التى انقسمت قسمين لإحكام الحصار شرقى وغربى دجله ثم شرعت فى تدمير الجسور وأغرقت الأرض خلف جيوش المسلمين ومات الكثيرين غرقاً. وطوق القائد الصينى جوخان وأتباعه من الجيوش الصينية بغداد وأحاطوا المدينة بالعديد من المناجيق والمقالع واحاطوا بكل أسوار المدينة, وحاول الخليفة المستعصم المفاوضة ولكن الوقت قد تأخر على المفاوضة فبغداد محاصرة, ودخل المغول المدينة التى شهدت أبشع مذابح التاريخ وأصعب مشاهد النهب والإبادة وقبض على الخليفة المستعصم وأجبر على رؤية الدمار الحاصل للمدينة والقتل للناس قبل أن يُقتل دهسا بالخيل, حيث وضع داخل لفافة من السجاد وجعلوا الخيل تدوسه حتى الموت, حيث كان المغول لديهم أعتقاد بأن الأرض تغضب كثيرا إن سالت عليها دماء الملوك . وقتل جميع أبنائه ماعدا واحد منهم أبقوه حياً وأرسلوه إلى منغوليا ويروى بعض المؤرخين أن مياه دجله أضحت ذات لون غريب حيث اختلط أحبار كتب " دار الحكمة" بدماء القتلى ، وأضطر هولاكو أن ينقل مخيمه عكس الريح عن المدينة بسبب رائحة الموت والدمار الذي ينبعث منها.
اتجه المغول بعد ذلك نحو أمارة حلب التى لم تصمد كثيراَ ودخلها المغول بعد حصار لم يمتد كثيراَ ، وأوسعوا أهلهاَ قتلاَ ، وشهدت مثل غيرها تدميراَ ونهاباَ أستمر قرابة الأسبوع ، ثم توجهوا نحو دمشق ، وعلى ابواب دمشق توقف القتال والزحف حيث حدثت حادثة غريبة إذ توفى الخاقان منكو خان واستدعي القاده لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية وأضطر هولاكو كأحد المستحقين لولاية هذا العرش إلى العودة شرقاَ (إلى بلاد ما وراء النهرين فى هذا الوقت) بمعظم المقاتلين ، و ترك جيشاَ قوامة لا يزيد على عشرين ألف جندي بقيادة كتبغا نوين النسطوري وهو من أفضل قواد الجيش المغولى المقربين من هولاكو،
وأعطى كتبغا الآمان لأهل دمشق فما لبث أن دخلها وكان حاكمها الناصر يوسف الأيوبي الذى حاول التودد إلى المغول بأرسال أبنة محملاَ بالهدايا ، غير أن كتبغا غضب غضباَ شديداَ وتوعدة حيث أعتبر أن عدم حضور الناصر إليه أستهانة وأهانة ، وسارع الناصر إلى أرسال أهله إلى مصر وحث أهلها على مؤازرتة ، والأستعداد لغزو المغول لهم وذلك قبل أن يلحق بهم لاحقاَ فراراَ وهرباَ من مصير محتوم ، ودخل كتبغا دمشق بعدها ونكث بوعده لآهلها بالآمان وأوسعهم قتلاَ وتدميراَ وزحف جنوباَ . وأستولى على بيت المقدس وغزة و الكرك والشوبك وكلها امارات ضعيفه أنشغل حكامها من الأسرة الأيوبية بمحاربة بعضهم بعضاَ.
وكانت مصر فى هذا الوقت تحت حكم السلطان الصالح نجم الدين الفاتح إبن الكامل ناصر الدين محمد بن أيوب والذى أمضى سنوات فى خلاف مع أخية العادل قبل أن يحسم صراعه لتستقر له ولاية مصر فى وقت عصيب حيث بدأ أنهيار الخلافة العباسية ، وغزو المغول ،
وعزز السلطان الصالح ايوب سيطرتة بدعم من القادة والجند " المماليك" واعتمد عليهم أعتماداَ كاملاَ حتى قويت شوكتهم ، وأضحى لهم الكلمة العليا والشورى للسلطان ، وبينما أجتاح المغول الشرق قادمين فى موجات تدمير وقتل وأبادة ، وعبروا بلاد ما وراء النهرين ، وأقتربوا من بغداد ، وصلت الحملة الصليبية السابعة التي قادها لويس التاسع ملك فرنسا ، إلى شواطىء مصر من جهة دمياط عند مصب النيل ، ومرض السلطان الصالح أيوب مرضاَ شديداَ ، واستولى الصليبين على دمياط ، وأنسحبت جيوش السلطان إلى مدينة المنصوره جنوب دمياط ، وتحصنوا بها ،
و بينما كانت رحى الحرب تدور بين المسلمين والصليبيين، توفى السلطان الصالح أيوب وقامت زوجتة شجر الدر بنقل جثمانة سراً في تابوت إلى قلعة جزيرة الروضة وأخفت خبر وفاته ، بالاتفاق مع الأمير فخر الدين يوسف أتابك العسكر والطواشي جمال الدين محسن رئيس القصر .
وبعثت شجر الدر الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار زعيم المماليك البحرية إلى حصن كيفا لأخطار ابنه توران شاه لتسلم عرش البلاد ، وتحمست مصر لدعوة سلطانها الراحل بالجهاد ، وتجمع المتطوعين حول مدينة دمياط التى سيطر عليها لويس التاسع وجنوده بينما واصلت قوات الصليبين تقدمها نحو الجنوب إلى المنصورة ، وقتل أتابك العسكر الأمير فخر الدين وتولى فارس الدين أقطاي الجمدار قيادة الجيش ولما حاول الصليبيون دخول المنصورة خرج عليهم المماليك والأهالى من كل جانب وأنهزم الصليبيون وتحصنوا داخل معسكرهم ثمانية أسابيع على أمل معاودة الكرة، إلا أن توران شاه وصل إلى مصر، وأعلنت شجر الدر رسمياً، نبأ وفاة زوجها السلطان الصالح أيوب وفر لويس التاسع وقواته نحو الشمال إلى دمياط فتبعهم المماليك ووالأهالى وقضوا عليهم عند فارسكور، وأسروا ملكهم لويس التاسع مع عدد كبير من أمراءه وقواده.،
وأنتهت الحمله الصليبية التاسعه إلى فشل كبير ، كما أنتهت إلى نتيجة أخرى هى نهاية الدولة الأيوبية إذ أن السلطان توران شاه توعد زوجة أبية ، وأهان قواده من المماليك ، فأتفقوا على قتله.
وقال أحد المؤرخين عن تلك الواقعه " ثم أنه قد احتجب عن الناس أكثر من أبيه وكان إذا سكر يجمع الشموع ويضرب رؤوسها بالسيف فيقطعها ويقول كذا أفعل بالبحرية يعني مماليك أبيه الذين كان جعلهم بقلعة البحر بجزيرة الروضة ثم يسمي مماليك أبيه بأسمائهم وأهانهم وقدم الأراذل وأبعد الأماثل. ووعد الفارس أقطاي أن يؤمره ولم يف له فاستوحش منه. ولما وصل إلى القاهرة بعث إلى زوجة أبية شجر الدر يهددها ويطلب المال والجواهر منها فخافت منه فكاتبت فيه فاتفق الجميع عند ذلك على قتله. فلما كان يوم الاثنين سابع عشرين المحرم جلس المعظم على السماط فضربه بعض مماليك أبيه البحرية بالسيف فتلقاه بيده فقطع بعض أصابعه وقام من وقته ودخل البرج الخشب الذي نصب له بفارسكور وصاح: من جرحني. قالوا: الحشيشية. فقال : لا والله إلا البحرية والله لا واستدعى المزين فخيط يده وهو يتوعدهم فقال بعضهم لبعض: تمموه وإلا أبادكم! فدخلوا عليه فانهزم إلى أعلى البرج فأوقدوا النيران حول البرج ورموه بالنشاب فرمى بنفسه وهرب نحو البرج وهو يقول ما أريد ملكًا دعوني أرجع إلى الحصن يا مسلمون ما فيكم من يصطنعني ويجيرني! والعساكر واقفة فما أجابه أحد والنشاب تأخذه فتعلق بذيل الفارس أقطاي فما أجاره فقطعوه قطعًا وبقي على جانب البحر ثلاثة أيام منتفخًا لا يجسر أحد أن يدفنه حتى شفع فيه رسول الخليفة فحمل إلى ذلك الجانب فدفن به. "
ونصب المماليك شجر الدر سلطانة على مصر ، فى ظروف أستحكمت فيها أزمة الخلاقة الأسلامية فى بغداد حيث حاصرها المغول ، ثم اضطرت شجر الدر تحت ضغوط عديدة إلى الزواج من عز الدين أيبك والتنازل له عن عرش مصر، فانتقلت بذلك السلطة في مصر من الأيوبيين إلى المماليك.
ثم اغتيل عز الدين أيبك بقلعة الجبل بتدبير من زوجته شجر الدر، ثم قتلت هي بتدبير من ابنه ووريث عرشه المنصور نور الدين علي والمماليك المعزية بقيادة الأمير سيف الدين قطز، الذي قام بدوره بعزل المنصور علي وإعتلاء عرش مصر لمواجهة تهديدات المغول بعد أن دمروا بغداد وأستولوا على الشام وبيت المقدس واصبحوا عند مشارف غزة ، والأمير قطز هو محمود بن ممدود مملوك للأمير عز الدين أيبك وهو ابن أخت جلال الدين بن خوارزم ملك الخوارزميين المشهور، والذي قاوم التتار قبل أن يفرّ إلى الهند حيث قبض عليه واسرتة وأعدموا وكان محمود بن ممدود غير معلوم للمغول نسبة إليه فأعتبروه من موالية وأطلقوا عليه اسم "قطز" , ليباع ضمن الرق لاحد اشراف دمشق , قبل أن يشترية قائد الجند عز الدين ايبك ، ويرسله إلى مصر، واصبح من خير قواده وأتباعه وترقى في المناصب .
بل قام الملك عز الدين أيبك بتعيين قطز وصيا على العرش ، بعد تولية مصر وزواجة من شجر الدر وبعد أن قتل الملك المعز عز الدين أيبك ، و قتلت من بعده زوجته شجر الدر, تولى الحكم السلطان الطفل المنصور نور الدين علي بن عز الدين أيبك، وتولى سيف الدين قطز الوصاية على السلطان الصغير وأحدث صعود الطفل نور الدين إلى كرسي الحكم اضطرابات كثيرة في مصر والعالم الإسلامي، وثار بعض المماليك البحرية وحاولوا التحالف مع من بقى من الأمراء الأيوبين بالشام وتصدى قطز لهذه المحاولات والأضطرابات ، وفر كثير منهم إلى الشام ، وقرر عزل السلطان الطفل نور الدين علي, واعتلاء قطز بنفسه عرش مصر.
وكانت هوة الشقاق والخلاف بين المماليك البحرية وبين المماليك المعزية ، قد زادت قبل أعتلاء قطز العرش بشكل كبير ، واشعلها مقتل الأمير فارس الدين أقطاي زعيم المماليك وأضطر قائدهم ركن الدين بيبرس للفرار من مصر إلى الشام ، وعمد بعضهم إلى حث من تبقى من أمراء الدولة الأيوبية لغزو مصر، فلما اعتلى قطز عرش مصر اصدر عفواَ عن المماليك البحرية، وحثهم إلى العودة إلى مصر وأقتطع لأميرهم ركن الدين بيبرس منطقة " قليوب" وجعله كبير الجند وأميرهم ،
وكان مشهد العلاقات مع الدول المجاوره كئيباَ ، فقبل سقوط الشام وفلسطين فى أيدى المغول كانت العلاقات مع إمارات الشام الأيوبية وسلطان مصر الصالح نجم الدين أيوب متوتره رغم معاهدة الصلح بين سلاطين أمارات الشام ، والسلطان الصالح ايوب ، بل إن المؤرخين لتلك الفترة نقلوا إلينا ضمن مفاوضات السلطان الناصر يوسف الأيوبي أمير دمشق وحلب مع هولاكو قبل سقوط دمشق وحلب فى ايدى قواته أن السلطان المسلم الأيوبى طلب صراحة فى أحدى رسائله من هولاكو بعد سقوط بغداد أن يعاونه في غزو مصر وأقصاء السلطان الصالح نجم الدين أيوب عنها !!!
وعجل سقوط بغداد ومن بعدها حلب ودمشق من تغيير المشهد نسبياَ ، وحاول قطز التفاوض مع أمراء من تبقى من أمراء الدولة الأيوبية وفى الوقت الذى فرض سقوط حلب ودمشق على السلطان الناصر يوسف الأيوبى الفرار إلى فلسطين وأرسال أهله إلى مصر !!! فإن المشهد تضمن صوراَ غريبة ، فقد أنضم جيش السلطان الفار المستسلم الناصر يوسف الأيوبى إلى قطز وتركوا أميرهم يبحث عن مأوى للأختباء ، وكذلك فعل جيش أمير حماة المنصور الأيوبى بينما فضل السلطان الأشرف التحالف مع هولاكو ضد قطز أبتغاء توليتة على مصر !!!
ومن أن علم قطز بمغادرة هولاكو للشام عائداَ إلى بلاده لحضور أجتماع الشورة لتولية الخاقان الأعظم ، وبدأ التحالف مع أمراء الصليبيين فى عكا ، للسماح بمرور جيشه ، وأرسل قطز أمير الجيش ركن الدين بيبرس البندقداري على رأس سرية للأستطلاع ، ووصلت أخبار تفيد بأن كتبغا النسطوري لايزال متردداَ بين مبادرة غزو مصر وملاقاة قطز أو الأنتظار لعودة هولاكو من الشرق ، فى الوقت الذى واصلت مقدمة وطلائع قوات قطز السير نحو فلسطين بقيادة ركن الدين بيبرس البندقداري وعبرت غزة بعد بعض المناوشات ، إلى وصلت إلى منطقة عين جالوت قرب نابلس والتى وصلت قوات المغول إليها وكان ذلك قبل نهاية شهر رمضان المعظم فى سبتمبر من عام 1260 بعد مسيرة شهر من تحركة من معسكره فى مدينة الصالحية بشرق مصر ، وسط شائعات أظلت الجيش بقوة المغول التى لا تقهر ، وقدرة مقاتليهم وشجاعتهم ، وخيولهم ،
وعندما لحق قطز بمقدمة الجيش ، أعادة تقسيم الجيش إلى فريقين وضع فى المواجهة فريقاَ بقيادة بيبرس وأحاط الفريق الآخر بمنطقة التلال المجاورة لساحة القتال قامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم سريع ثم إنسحب مستهدفا دفع المغول خلفه حيث أنقض قطز ببقية الجيش على المغول وأحتدم القتال وسقط قطز عن فرسه قبل أن يدركة احد رجاله ووقف بأعلى موضع يصرخ " واإسلاماه.. يا الله انصر عبدك قطز على التتار"، وارتبكت قوات المغول ، وتفرقت بأتجاه المزارع المحطية بميدان القتال ، وأحرق المسلمون هذه المزارع مما أحدث أرتباكاَ أنسحبت معه قوات المغول شمالا ، وتعقبتها قوات المماليك حتى دخلت دمشق بعد المعركة بيومين ، وتعقبت قوات المماليك فلول المغول إلى قرب مدينة حلب، وأنسحبت بعدها شرقا . وساهم أنهيار الأمبراطورية المغولية وحروبها فى الشرق مع اليابان وأنقسام الأسره الحاكمة فيها ، بعد ذلك فى تغير خريطة المنطقه مجدداَ ، وقيام دولة المماليك ، التى حكمت الشام ومصر ثلاثة قرون لاحقة تقريبا حتى قيام الدولة االعثمانية.
على الهامش
لم ينته الصراع الأسلامى ـ الأسلامى بعد ، فقبل أن يعود الملك المظفر سيف الدين قظز كما أٌطلق عليه بعد هذه المعركة إلى مصر ، أتفق فرسان المماليك البحرية على وجوب حسم الصراع مع المماليك المعزية وعلى رأسهم السلطان قطز نهائياَ لصالحهم ، وعندما وصلت طلائع الجيش المنتصر إلى غزة ، أغتالوا قطز ،
يقول ابن خلدون وصفاَ لهذا الحدث " كان البحرية من حين مقتل أميرهم أقطاي الجامدار يتحينون لأخذ ثأره وكان قطز هو الذي تولى قتله فكان مستريباً بهم ( أى موضع الشك منهم) ولما سار إلى التتر ذهل كل منهم عن شأنه وجاء البحرية من القفر هاربين من المغيث صاحب الكرك فوثقوا لأنفسهم من السلطان قطز أحوج ما كان إلى أمثالهم من المدافعة عن الإسلام وأهله فأمنهم واشتمل عليهم وشهدوا معه واقعة التتر على عين جالوت وأبلغوا فيها والمقدمون فيهم يومئذ بيبرس البندقداري وأنز الأصبهاني وبلبان الرشيدي وبكتون الجوكنداري وبندوغز التركي. فلما انهزم التتر من الشام واستولوا عليه وحسر ذلك المد وأفرج عن الخائفين الروع عاد هؤلاء البحرية إلى ديدنهم من الترصد لثأر أقطاي. فلما قفل قطز من دمشق سنة ثمان وخمسين أجمعوا أن يبرزوا به في طريقهم. فلما قارب مصر ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه وتقدم إليه أنز شفيعاً في بعض أصحابه فشفعه فأهوى يقبل يده فأمسكها وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً لليدين والفم ورشقه الآخرون بالسهام فقتلوه وتبادروا إلى المخيم وقام دون فارس الدين أقطاي على ابن المعز أيبك وسأل من تولى قتله منكم فقالوا بيبرس فبايع له واتبعه أهل المعسكر ولقبوه بالسلطان القاهر وبعثوا أيدمر الحلي بالخبر إلى القلعة بمصر فأخذ له البيعة على من هناك ووصل القاهر منتصف ذي القعدة من السنة فجلس على كرسيه ولكنه غير لقبه الي الظاهر خوفا من شوم لقب القاهر واستخلف الناس على طبقاتهم وكتب إلى الأقطار بذلك. ورتب الوظائف وولى الأمراء"
ملخص
تماما كما نرى ما أشبة الليلة بالبارحة ، هى ليست بجديده علينا تلك الخلافات ، والمشاحنات ، والأختلافات والتى قد تجعل الأخوه فى مقام الأعداء ، ويصبح التحالف مع العدو أهون من التحاور مع الشقيق ، بل يصل الأمر إلى الأتفاق مع العدو ضد الشقيق ، ودائما وأبداَ كل الخلافات العربيه/ العربيه والخلافات الأسلامية / الأسلامية تبدأ بالمؤامرة ، وتمر بالرغبة العارمة فى البقاء على مقعد الحكم ، و تنتهى بالقتل المنظم ، سواء قتل الأخوه ، أو قتل الشعوب المسكينة التى تنتظر لمن سوف تصفق وتهتف فى النهاية وتنسى ماجرى من قبل ، حتى وأن تكرر المشهد ، فإن الذاكرة العربية دائماَ أصابها الوهن وتعيش فى "خرف الشيخوخه" منذ عقود طويله وقرون مضت.
يحكم الجهل وصوت الغوغاء دائماَ الساحة ، ويستغل حفنة من المسترزقين بدماء الأبرياء المواطن العربى الذى تضربه قسوة الحياة والسعى فيها لإطعام أهله وأسرته ، والحصول على لقمة العيش ، وفى يقينى أنه لا قادة "حماس" ولا منظريها ، ولا من يشايعهم فى إيران ولبنان ، وحتى مصر وكل الدول التى تطفو مصالحها الأقليمية على بركة القتلى الأبرياء ، كل هؤلاء يعيشون فى ظلمات الجهل الدامس ، ويقبع كلَ منهم بعيداَ عن المعرفة.
وعلى ساحة المشهد العربى وفود للتهنئة بالأنتصار !!! وتصريحات نارية من دمشق ولبنان ، ثم من المختبىء "اسماعيل هنية " الذى ظهر وغادر ملجأه برفض التهدئة !!!
يختبىء السيد/ حسن نصر الله منذ النصر الألهى الذى كلف لبنان مليارات من الدولارات هدماَ وتدميراَ ولاجئين ، والآلآف من الأبرياء القتلى والجرحى فى الضاحية الجنوبية ويظهر كل فترة على الشاشات العملاقه متحدثاَ ومتوعداَ ومهدداَ !!!
وعلى دربه يسير السيد/ هنية ورفاقة من غزة ، بينما لم تتوقف محركات الطائرة التى تقل خالد مشعل ذهاباَ ومجيئاَ إلى الدوحة ، والسعودية ، وإيران ، وأبتسامة النصر تعلو وتضىء وجهة ، ومزيد من التصريحات الرافضة للتهدئة والرفضه للحوار الفلسطينى/ الفلسطينى ، والرافضة للوحدة الوطنية ، والمطالبة بخيار المقاومة ورفض مهادنة العدو فى الوقت الذى يصافح فيه ممثلى حركة حماس المفاوض الأسرائيلى فى مصر للوصول إلى أتفاق جديد!!!
القارىء الكريم
هل تعلم ما هو أعلان المبادىء المشترك المعروف بأتفاقية أوسلو التى بمؤداها تشكلت سلطة الحكم الذاتى الفلسطينى ، والتى أجريت الأنتخابات التشريعيه بالبناء عليها وأتت بمقتضاها "حماس" إلى الحكم !!!
هل تعلم ماذا تضمن هذا الأعلان أو تلك الأتفاقية من قواعد وأسس والتى بموجبها أنسحبت أسرائيل من "غزة" وبعض منطاق الضفة الغربية والتى يتاجر الجهلة ومدعى الجهاد بفضل تحريرها !!!
أرجو أن نقرأ بهدوء الترجمة العربية الرسمية لأتفاق وأعلان المبادىء المعروف " بأتفاقيات أوسلو" والتى جاءت نتيجة مفاوضات شاقه ومريرة أستمرت أكثر من عامين ، وجرى التوقيع عليها فى واشنطون.
وأرجو أن نعثر ضمنها على " خيار المقاومة" و " تحرير غزة" وأنتصار " الجهاد" وكل هذه الأكاذيب التى يروج لها أهل الجهل والغيبوبة العربية ، فكما تضمن الأتفاق كان الأنسحاب من غزة نفاذا! لتعهدات الأطراف وليس من وطئة المقاومة الشرسة والجهاد !!!
وأن سلطة "حماس" الشرعية تستمد فقط من هذا الأتفاق وبدون الأتفاق فلا شرعية ولا يحزنون ، وأن "حماس" دخلت العملية السياسية بأختيارها المتضمن الأتفاق ، وكونها لأسباب شعبية ومالية وجماهيرية نكصت عن ذلك فهذا أدعى لعدم أحترامها.
على أى حال لنقرأ ...
إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكومة الانتقالية الذاتية
تتفق حكومة إسرائيل والفريق الفلسطيني (في الوفد الأردني الفلسطيني المشترك إلى مؤتمر السلام حول الشرق الأوسط)، ممثل الشعب الفلسطيني، أنه آن الأوان لوضع حد لعقود من المواجهات والصراع والاعتراف المتبادل لحقوقهما السياسية والشرعية ولتحقيق تعايش سلمي وكرامة وأمن متبادلين والوصول إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة ودائمة ومصالحة تاريخية من خلال العملية السياسية المتفق عليها. وعليه يتفق الطرفان على المبادئ التالية:
البند الأول أهداف المفاوضات
إن أهداف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ضمن إطار عملية السلام فى الشرق الأوسط هو وإلى جانب أمور أخرى، تشكيل سلطة فلسطينية انتقالية ذاتية المجلس المنتخب المجلس "للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لمرحلة انتقالية لا تتعدى الخمس سنوات وتؤدي إلى تسوية نهائية مبنية على أساس قراري مجلس الأمن 242 و 338. ومن المفهوم أن الترتيبات الانتقالية هي جزء لا يتجزأ من العملية السلمية الشاملة وأن المفاوضات حول الوضع النهائي ستؤدي إلى تطبيق قراري مجلس الأمن 242 و 338.
البند الثاني إطار عمل للمرحلة الانتقالية
إن إطار العمل المتفق عليه للمرحلة الانتقالية منصوص عليه في إعلان المبادئ هذا.
البند الثالث الانتخابات
1- حتى يتمكن الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة من حكم أنفسهم وفق المبادئ الديموقراطية، سيتم إجراء انتخابات سياسية عامة مباشرة وحرة لانتخاب المجلس في ظل إشراف متفق عليه تحت مراقبة دولية في الوقت الذي ستحافظ فيه الشرطة الفلسطينية على النظام العام.
2- يتم التوصل إلى اتفاقية حول روح وشروط الانتخابات حسب البروتوكول المرفق كالملحق رقم واحد، بهدف إجراء انتخابات ضمن فترة لا تتعدى التسعة أشهر بعد دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ.
3- ستشكل هذه الانتخابات خطوة أولية انتقالية مهمة باتجاه الاعتراف بالحقوق الشرعية والمطالب العادلة للشعب الفلسطيني.
البند الرابع الولاية
ستشمل ولاية المجلس منطقة الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء قضايا سيتم التفاوض عليها في مفاوضات للوضع النهائي. ينظر الطرفان إلى الضفة الغربية وقطاع غزة كوحدة جغرافية واحدة والتي سيحافظ على وحدتها خلال الفترة الانتقالية.
البند الخامس الفترة الانتقالية ومفاوضات الوضع النهائي
1- ستبدأ مرحلة الخمس سنوات الانتقالية حال الانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا.
2- ستنطلق مفاوضات الوضع النهائي في أقرب وقت ممكن على ألا يتعدى ذلك بداية السنة الثالثة للفترة الانتقالية بين حكومة إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني.
3- من المفهوم أن هذه المفاوضات ستغطي قضايا متبقية تشمل القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية والحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين وقضايا أخرى ذات أهمية مشتركة.
4- يتفق الطرفان على أن نتيجة مفاوضات الوضع النهائي لن تكون محكومة ومتأثرة باتفاقات تم التوصل إليها للمرحلة الانتقالية.
البند السادس نقل الصلاحيات والمسؤوليات التمهيدية
1- مع دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا سيبدأ نقل للسلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الفلسطينيين المخولين لهذه المهمة، كما هو موضح هنا. وستكون طبيعة هذا النقل أولية حتى إنشاء المجلس.
2- وحالاً بعد إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ والانسحاب من قطاع غزة ومنطقة أريحا آخذين بعين الاعتبار ترويج التطوير الاقتصادي لقطاع غزة ومنطقة أريحا ستنقل السلطة إلى الفلسطينيين في المجالات التالية التعليم والثقافة الصحة، الشؤون الاجتماعية، الضرائب المباشرة والسياحة، وسيشرع الجانب الفلسطيني في بناء قوة الشرطة الفلسطينية حسب ما هو متفق عليه. وبانتظار إنشاء المجلس يمكن للجانبين التفاوض على نقل صلاحيات ومسؤوليات إضافة حسب ما هو متفق عليه
البند السابع التفاوض حول المرحلة الأنتقالية
1- سيتفاوض الوفدان الفلسطيني والإسرائيلي حول اتفاقية للمرحلة الانتقالية "الاتفاقية الانتقالي
2- ستحدد الاتفاقية الانتقالية، ضمن أمور أخرى، تركيبة المجلس، عدد أعضائه ونقل الصلاحيات والمسؤوليات من الحكومة الإسرائيلية العسكرية وإدارتها المدنية إلى المجلس، وستحدد الاتفاقية الانتقالية أيضاً سلطة المجلس التنفيذية والسلطات التشريعية وفقاً للبند التاسع المبين أدناه والأجهزة القضائية الفلسطينية المستقلة
3- ستشمل الاتفاقيات الانتقالية ترتيبات تطبق حال تشكيل المجلس لتوليه الصلاحيات والمسؤوليات المنقولة مسبقاً حسب البند السادس.
4- من أجل مساعدة المجلس على تشجيع النمو الاقتصادي حال إنشائه سيشكل المجلس ضمن أمور أخرى، سلطة كهرباء فلسطينية، سلطة ميناء بحري في غزة، بنك تنمية فلسطيني، هيئة تشجيع صادرات فلسطينية، سلطة بيئة فلسطينية، وسلطة أراضي فلسطينية وسلطة إدارة مياه فلسطينية وأي سلطات يتفق عليها وفقاً للاتفاقية الانتقالية التي ستحدد صلاحيتها ومسؤولياتها.
5- بعد إنشاء المجلس ستحل الإدارة المدنية وتنسحب الحكومة العسكرية الإسرائيلية.
البند الثامن النظام للعام والأمن
من أجل ضمان النظام العام والأمن الداخلي لفلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة سيشكل المجلس قوة شرطة فلسطينية قوية بينما تواصل إسرائيل تحمل مسؤولية الدفاع ضد المخاطر الخارجية وكذلك مسؤولية أمن الإسرائيليين العام بغرض حماية أمنهم الداخلي والنظام العام.
البند التاسع القوانين والأوامر العسكرية
1- سيخول المجلس بالتشريع وفقاً للاتفاقية الانتقالية. في كل الصلاحيات المنقولة إليه.
2- سينظر الطرفان معاً في القوانين والأوامر العسكرية المتداولة حالياً في المجالات المتبقية.
البند العاشر لجنة الارتباط الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة
من أجل توفير تطبيق سهل لإعلان المبادئ هذا وأية اتفاقية تالية متعلقة بالفترة الانتقالية، وفور دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ، سيتم تشكيل لجنة ارتباط فلسطينية إسرائيلية مشتركة بغرض معالجة قضايا تتطلب التعاون، وقضايا أخرى ذات اهتمام مشترك ونزاعات.
البند الحادي عشر التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في المجالات الاقتصادية
اعترافاً بالمنفعة المتبادلة للتعاون بتشجيع تطوير الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل، وفور دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ، سيتم تشكيل لجنة تعاون اقتصادية فلسطينية إسرائيلية من أجل تطوير وتطبيق ضمن روح تعاونية ، البرامج المشار إليها في البروتوكولات المرفقة كالملحق الثالث والملحق الرابع.
البند الثاني عشر الارتباط والتعاون مع مصر والأردن
سيقوم الطرفان بدعوة كل من الأردن ومصر للمشاركة في تشكيل المزيد من ترتيبات التعاون والارتباط بين حكومة إسرائيل والممثلين الفلسطينيين من جهة، وحكومتي الأردن ومصر من جهة أخرى لتشجيع التعاون بينهم، وستشتمل هذه الترتيبات على تكوين لجنة متابعة ستقرر، من خلال اتفاقية، ماهية صيغة الدخول، لأشخاص شردوا من الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 1967 ومعاً، بواسطة الإجراءات الضرورية، لمنع الفوضى والخلل، وستعالج هذه اللجنة مسائل أخرى ذات اهتمام مشترك.
البند الثالث عشر إعادة انتشار القوات الإسرائيلية
1- بعد دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ، وليس أبعد من عشية انتخابات المجلس، سيتم إعادة انتشار القوات الإسرائيلية المنصوص عليه وفقاً للبند الرابع عشر.
2- وبإعادة انتشار قواتها العسكرية فإن إسرائيل ستتبع المبادئ التي تفيد أنه يجب إعادة انتشار قواتها العسكرية خارج المناطق السكانية.
3- - سيتم تطبيق تدريجي لعمليات إعادة انتشار أخرى إلى مواقع محددة وفقاً لتولي مسؤوليات تجاه النظام العام والأمن الداخلي من قبل قوة الشرطة الفلسطينية المنصوص عليه في البند الثامن.
البند الرابع عشر الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا
ستنسحب إسرائيل من قطاع غزة ومنطقة أريحا حسب ما هو مفصل في البروتوكول المرفق كالملحق رقم اثنين.
البند الخامس عشر: حل النزاعات
1- سيتم حل النزاعات الناجمة عن تطبيق أو تفسير إعلان المبادئ هذا أو أية اتفاقات متعلقة بالفترة الانتقالية بواسطة التفاوض من خلال لجنة الارتباط المشتركة التي سيتم تشكيلها وفقاً للبند العاشر.
2- يمكن حل النزاعات التي لا يمكن للمفاوضات تسويتها من خلال آلية توفيق يتفق الأطراف عليها.
3- يمكن للأطراف اللجوء إلى التحكيم حول نزاعات متعلقة بالفترة الانتقالية والتي لا يمكن حلها بواسطة التوفيق، وإلى هذا الحد وفور موافقة الطرفين، يشكل الطرفان لجنة تحكيم.
البند السادس عشر التعاون الفلسطيني الإسرائيلي المتعلق بالبرامج الإقليمية
ينظر الطرفان إلى مجموعات عمل المحادثات المتعددة الأطراف كأداة ملائمة لترويج "خطة مارشال" برامج إقليمية وبرامج أخرى تشتمل على برامج خاصة للضفة الغربية وقطاع غزة كما هو مشار إليه في البروتوكول المرفق كالملحق رقم أربعة.
البند السابع عشر فقرات مختلفة
1- يدخل إعلان المبادئ حيز التنفيذ بعد شهر من توقيعه.
2- جميع البروتوكولات الملحقة بإعلان المبادئ هذا والتفاصيل المتفق عليها المتعلقة به يجب أن تعتبر كجزء واحد منه
نص ملاحق الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي
الملحق الأول بروتوكول حول روح وشروط الانتخابات
1- يحق لفلسطينيي القدس الذين يعيشون فيها المشاركة في عملية الانتخابات وفقاً لاتفاقية بين الطرفين.
2- إضافة إلى ذلك، يجب أن تشمل اتفاقية الانتخابات ضمن أمور أخرى، القضايا التالية:
أ - نظام الانتخابات
ب - صيغة الإشراف المتفق عليه والمراقبة الدولية وتركيبتها الشخصية.
ج - القوانين والإجراءات المتعلقة بحملة الانتخابات، وترتيبات متفق عليها لتنظيم الإعلام الجماهيري وإمكانية ترخيص محطة تلفزيون وإذاعة.
3- الوضع المستقبلي للفلسطينيين المشردين الذين سجلوا في الرابع من شهر حزيران 1967 لن يتغير لأنهم لن يتمكنوا من المشاركة في عملية الانتخابات لأسباب عملية.
الملحق الثاني بروتوكول حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا
1- سيتوصل الطرفان ويوقعان في خلال فترة شهرين من دخول إعلان المبادئ هذا حيز التنفيذ اتفاقية حول انسحاب قوات إسرائيلية من قطاع غزة. وتشمل هذه الاتفاقية ترتيبات شاملة تطبق على قطاع غزة ومنطقة أريحا عطفاً على الانسحاب الإسرائيلي.
2- تنفذ إسرائيل انسحاباً مبرمجاً وسريعاً لقوات عسكرية إسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا فور التوقيع على اتفاقية قطاع غزة ومنطقة أريحا وتستكمل خلال فترة لا تتعدى الأربعة أشهر من توقيع هذه الاتفاقية.
3- وتشمل الاتفاقية المشار إليها أعلاه إضافة إلى أمور أخرى:
أ - ترتيبات لانتقال هادئ وسلمي للسلطة من الحكومة العسكرية الإسرائيلية وإدارتها المدنية إلى الممثلين الفلسطينيين.
ب - تركيبة وصلاحيات ومسؤوليات السلطة الفلسطينية في هذه المناطق ما عدا الأمن الخارجي، والمستوطنات، والإسرائيليين، العلاقات الخارجية ومسائل أخرى متبادلة ومتفق عليها.
ج - ترتيبات تولي الأمن الداخلي والنظام العام من قبل قوة الشرطة الفلسطينية المكونة من ضباط شرطة مجندين محلياً ومن الخارج (حملة جوازات سفر أردنية ووثائق سفر صادرة من مصر) وأولئك الذين سيشاركون في الشرطة الفلسطينية وهم من الخارج يجب تدريبهم كشرطة وضباط.
د - وجود دولي أو أجنبي مؤقت، حسب ما يتفق حوله.
هـ - تشكل لجنة تعاون وتنسيق فلسطينية إسرائيلية مشتركة لأهداف أمنية متبادلة
و - برنامج للتنمية والاستقرار الاقتصادي، يتضمن إنشاء صندوق طوارئ لتشجيع الاستثمار الأجنبي والدعم المالي والاقتصادي. ينسق ويتعاون الطرفان بشكل مشترك ومنفرد مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم هذه الأهداف.
ز - ترتيبات لضمان مرور أمن للأشخاص والمواصلات بين قطاع غزة ومنطقة أريحا.
4- تشمل الاتفاقية المشار إليها أعلاه ترتيبات للتنسيق بين الطرفين بخصوص ممرات أ: غزة - مصر، ب: أريحا - الأردن.
5- المكاتب المسؤولة عن تنفيذ السلطة والمسؤوليات للسلطة الفلسطينية بموجب الملحق رقم 2 وبند رقم 6 من إعلان المبادئ سيكون موقعها في قطاع غزة وفي منطقة أريحا حتى إنشاء المجلس.
6- - إضافة إلى هذه الترتيبات المتفق عليها، يبقى وضع قطاع غزة ومنطقة أريحا جزءاً لا يتجزأ من الضفة الغربية وقطاع غزة ولن يتغير في الفترة الانتقالية.
الملحق الثالث بروتوكول التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني في البرامج الاقتصادية والتنمية
يتفق الجانبان على تشكيل لجنة إسرائيلية - فلسطينية دائمة للتعاون الاقتصادي تركز عملها، من بين أمور أخرى، على ما يأتي:
1- تعاون في حقل الماء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد المائية" يعده خبراء من كلا الجانبين ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إدارة الموارد المائية في الضفة الغربية وقطاع غزة ويتضمن مقترحات لإجراء دراسات وخطط حول حقوق كل جانب في المياه إضافة إلى استخدام عادل للموارد المائية لمشتركة، على أن يطبق في المرحلة الانتقالية وماعدها.
2- تعاون في حقل الكهرباء يشمل "برنامجاً لتنمية الموارد الكهربائية" ويحدد أيضاً إجراءات التعاون في إنتاج الموارد الكهربائية والحفاظ عليها وشرائها وبيعها.
3- تعاون في حقل الطاقة يشمل "برنامجاً لتطوير الطاقة" يتعلق باستغلال النفط والغاز لأغراض صناعية خصوصاً في قطاع غزة وفي النقب ويشجع على استغلال مشترك لموارد الطاقة الأخرى. ويمكن لهذا البرنامج أيضاً أن يتضمن بناء تجمع صناعي بيتروكيميائي في قطاع غزة وبناء أنابيب نفط وغاز.
4- تعاون في حقل المال يشمل "برنامجاً للتطوير المالي" و "برنامج عمل" لتشجيع الاستثمارات الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي إسرائيل وكذلك تأسيس "بنك فلسطيني للتنمية".
5- تعاون في مجال النقل والاتصالات مع إعداد برنامج يحدد الخطوط العريضة لإنشاء "منطقة مرفأ غزة" وينص على إقامة خطوط نقل واتصالات من وإلى الضفة الغربية وغزة إلى إسرائيل وإلى دول أخرى. إضافة إلى ذلك، فإن البرنامج سينص على بناء ما هو ضروري من الطرقات والسكك الحديد وخطوط الاتصالات . . إلخ
6- تعاون في مجال التجارة بما في ذلك إعداد دراسات و"برامج لتشجيع التجارة" .. بهدف تشجيع التجارة المحلية والإقليمية وبين دول المنطقة. إضافة إلى دراسة حول إمكانية إنشاء مناطق تجارة حرة في قطاع غزة وفي إسرائيل مفتوحة أمام الجانبين وتعاون في المجالات الأخرى المرتبطة بالتجارة. .
7- تعاون في مجال الصناعة بما في ذلك إعداد "برنامج لتطوير الصناعة" تنص على إقامة مراكز إسرائيلية - فلسطينية للبحث الصناعي والتنمية وتشجع على تشكيل شركات فلسطينية - إسرائيلية وتحدد الخطوط العريضة للتعاون في صناعات النسيج والأغذية والأدوية والإلكترونيات والماس والكومبيوتر وغيرها من الصناعات ذات الأساس العلمي.
8- - برنامج للتعاون في حقل العمل وتنظيم العلاقات في هذا المجال وتعاون في المسائل المتعلقة بالضمان الاجتماعي.
9- خطة لتنمية الطاقات البشرية والتعاون تنص على تنظيم محترفات وندوات إسرائيلية - فلسطينية وعلى إقامة مراكز تأهيل مشتركة ومراكز أبحاث وبنوك للمعلومات.
10- خطة لحماية البيئة تنص على تدابير مشتركة (و - أو) منسقة في هذا المجال.
11- برنامج لتطوير التنسيق والتعاون في مجال الاتصال ووسائل الإعلام.
12- أي برامج أخرى ذات اهتمام مشترك.
الملحق الرابع بروتوكول التعاون الإسرائيلي - الفلسطيني في مجال برامج التنمية في المنطقة
1- يتعاون الجانبان في إطار مساعي السلام المتعددة الأطراف للتشجيع على وضع برنامج تنمية "للمنطقة بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة، تطلقه مجموعة السبع" (مجموعة الدول الصناعية السبع). ويطلب الجانبان من مجموعة السبع أن تسعى إلى مشاركة دول أخرى مهتمة مثل الدول الأعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي والدول العربية في المنطقة ومؤسسات عربية إضافة إلى القطاع الخاص.
2- يتضمن "برنامج التنمية" شقين (أ) "برنامج تنمية اقتصادية" للضفة الغربية وقطاع غزة، (ب) "برنامج تنمية اقتصادية للمنطقة
أ - برنامج التنمية الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يتضمن النقاط التالية:
1- برنامج إعادة تأهيل اجتماعي يتضمن برنامجاً للإسكان والبناء
2- برنامج لتنمية المؤسسات الصغيرة والخاصة .
3- برنامج لتطوير البنية التحتية" (ماء وكهرباء ونقل واتصالات إلخ
4- برنامج للطاقات البشرية
5- برامج أخرى. .
ب - برنامج التنمية الاقتصادية للمنطقة يمكن أن يتضمن النقاط التالية:
1- تأسيس "صندوق للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة أولى و"بنك للتنمية في الشرق الأوسط" كخطوة ثانية.
2- وضع "برنامج إسرائيلي - فلسطيني - أردني" مشترك لتنسيق استثمار منطقة البحر الميت.
3- قناة لربط البحر المتوسط (غزة) - بالبحر الميت.
4- مشاريع في المنطقة لتحلية المياه ومشاريع أخرى لتنمية الموارد المائية.
5- برنامج إقليمي لتنمية الزراعة بما في ذلك القيام بتحرك إقليمي للوقاية من التصحر.
6- ربط الشبكات الكهربائية.
7- تعاون إقليمي لنقل وتوزيع الغاز والنفط وموارد الطاقة الأخرى واستغلالها صناعياً.
8- برنامج إقليمي للسياحة والنقل والاتصالات
9- تعاون إقليمي" في مجالات أخرى.
يعمل الجانبان على تشجيع مجموعات العمل المتعددة الأطراف وينسقان تحركهما بهدف إنجاحها. يحث الطرفان على مواصلة النشاطات بين الجولة والأخرى وعلى إعداد دراسات حول إمكانية تطبيق ما يتم الاتفاق عليه داخل مختلف مجموعات العمل المتعددة الأطراف.
يلي الملحقات الأربعة ثلاث صفحات تتضمن ملاحظات تحدد نقاط التفاهم والاتفاقات الخاصة بالبنود السابقة.
الجدول الزمني لتطبيق الاتفاق
في ما يأتي الجدول الزمني المقرر لتطبيق الاتفاق بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة:
يبدأ تطبيق إعلان المبادئ حول الحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد شهر من توقيعه الذي يتوقع أن يتم خلال الأيام المقبلة في واشنطن في إطار مفاوضات السلام.
في الشهرين اللذين يعقبان دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ يبرم الطرفان اتفاقاً حول انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ومنطقة أريحا في الضفة الغربية.
ما إن يدخل إعلان المبادئ حيز التنفيذ تقوم إسرائيل في المقابل بنقل محدود للسلطات إلى الفلسطينيين.
فور التوقيع على الاتفاق حول قطاع غزة ومنطقة أريحا، تقوم إسرائيل بسرعة وفق برنامج محدد بسحب قواتها العسكرية من قطاع غزة ومنطقة أريحا. ويتم هذا الانسحاب في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر بعد توقيع الاتفاق
تجري انتخابات مباشرة لانتخاب مجلس فلسطيني للحكم الذاتي في الأراضي المحتلة بعد تسعة شهور على الأكثر من دخول إعلان المبادئ حيز التنفيذ. وبعد تشكيل المجلس الفلسطيني على الحكم العسكري الإسرائيلي الانسحاب.
تعيد القوات الإسرائيلية انتشارها خارج المناطق المأهولة في باقي الضفة الغربية في مدة أقصاها عشية إجراء الانتخابات. وتجري عمليات إعادة انتشار أخرى للقوات الإسرائيلية في مواقع محددة مسبقاً، وبشكل تدريجي جنباً إلى جنب مع تولي الشرطة الفلسطينية مسؤولية النظام العام والأمن الداخلي.
تبدأ المرحلة الانتقالية لخمسة أعوام مع الانسحاب من قطاع غزة ومن منطقة أريحا.
تبدأ المفاوضات حول الوضع النهائي للأراضي المحتلة في أسرع وقت ممكن وكحد أقصى في بداية العام الثالث من المرحلة الانتقالية.
واشنطون 13 سبتمبر 1993
أسحق رابين ياسر عرفات بيل كلينتون
التعليقات (0)