نزلت النساء إلى الشارع العربي، أسوة بالرجال وان كان بأعداد أقل، لإثبات وجودهن في ثورات من شأنها أن تغير وجه العالم العربي، في ظاهرة يأمل مراقبون أن تكون مقدمة لمشاركتهن الفاعلة في المستقبل في القيادة السياسية للديمقراطيات الناشئة.
ولعبت النساء دورا في الانتفاضات والثورات القائمة في المنطقة. والأمر الأساسي يكمن في حقيقة أنهن موجودات في الشارع.وهذا في حد ذاته يدفع إلى التفاؤل والإعجاب.
شاركت آلاف النسوة، بعضهن يرتدين الجينز والتي شيرت وأخريات بالحجاب، في التحركات الاحتجاجية التي قادها العنصر الشبابي في تونس مصر والبحرين واليمن و ليبيا ، للمطالبة بالإصلاحات في دول محافظة منذ عقود ولا تتمتع فيها النساء إجمالا بحقوق واسعة.
وتنقل شاشات التلفزة يوميا من مختلف الدول التي تشهد تظاهرات، صورا لنساء جريئات يقفن أمام الكاميرا يطالبن بالتغيير وبالحريات.
ربما يكون الهدف الرئيسي من الثورات إسقاط الأنظمة، إلا أنها نجحت أيضا في كسر التقاليد البالية التي تقول بوجوب بقاء النساء في منازلهن بعيدا عن الحياة العامة.
إن هذه الثورات "هي أيضا ثورات اجتماعية، ودور المرأة يكمن في المساعدة على بناء مجتمع جديد. في الوقت نفسه، نشطت النساء عبر صفحات التواصل الاجتماعي الالكتروني والمدونات، في محاولة للقيام بدور فاعل في التغيير الحاصل في مجتمعاتهن.
في الثورة الليبية شهدنا النساء من كل الأعمار يشاركن في المسيرات والمظاهرات ويقاتلن للحصول على حقوق الليبيين رجالاً ونساءً . لقد شهدنا أمهات ليبيات يقدمن أبناءهن فداءً لمستقبل أفضل ومن أجل الحرية والكرامة في ليبيا الحبيبة،وكذلك شهدنا الطبيبات والممرضات اللواتي تفانين في إسعاف وعلاج آلاف المصابين والجرحى، كما شهدنا نساءً يعملن بجد ودون كلل على الجبهات الإعلامية والسياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية، ولقد تعلمنا الكثير .
لقد لعبت مشاركة النساء بقوة في احتجاجات ليبيا، دورا حاسما في نجاح الثورة في ليبيا فهن اللواتي أنجبن الأبطال وهن اللواتي يحرضنهم على الانخراط في مقارعة الطاغية.
الليبيات انخرطن في الثورة.. بدون الخروج عن التقاليد في كتابة اللافتات أو تحضير الطعام للمحتجين ، قالت لنا (الابلة زهرة) وهي تعمل كمدرسة في مكالمة تلفونية معها من أثينا "نحن مجموعة من النساء نجتمع في احد المدارس ونقوم بتحضير المياه والطعام للمتظاهرين والثوار"، نجهز مئات الساندويتشات والطعام الساخن والمياه لنرسلها لشبابنا على الجبهة.
وقال لي صديقي ( عبد الله) الذي قدم منذ أيام من ليبيا أن هناك أخريات مجتمعات في ميدان (الشهداء) في بنغازي – حيث روح عمر المختار تحلق في سماء المدينة، التي تنسمت طعم الحرية بعد أربعة عقود، يساهمن مع أولادهن وبناتهن في كتابة اللافتات التي تحمل شعارات مؤيدة للثورة، وهناك اللواتي يشاركن بالأهازيج والأغاني والزغاريد لعرس الشهيد.
الكل رجال ونساء يجمعهم هدف واحد وهو العمل معاً لتصبح ليبيا وطن العدالة والمساواة للجميع .
بنغازي - ليبيا اليوم
التعليقات (0)