عشرات ومئات الألوف من البشر هجروا أوطانهم ..ومنهم من غيروا هويتهم ..
ومنهم من بدلوا عقائدهم ..ومنهم من تجردوا من جنسياتهم ..
ومنهم من انقطع الوصال بينهم وبين وبلادهم وعوائلهم رغباً أو رهباً ..
إنها الحياة .. وإنها الدنيا . .
ولكن بحكم "الغريزة والعاطفة الإنسانية" يظل شعور الإنسان "كالطير المهاجر" دوماً بالانتماء إلى جذوره وأصله ومنبته وهويته حياً لا يموت في قلبه أو نفسه أو في حنايا صدره .. وتبقى للإنسان دوماً "هويته وانتماؤه" مهما تلاطمت به أمواج العمر .. ومهما تقاذفته الخطوب . . و ترامت به شطآن الحياة .. فهذا شيء نعرفه جيداً ..
ولكن أن نرى شخصاً ينقطع عن أصله .. ويخجل من هويته .. ويتجرد من الانتماء لجنسيته .. ويتبرأ من الاعتقاد بثمة دين ..ويذهب ليعيش على ناصية الإنكار والإلحاد ..وليستكع في حواري الفكر ليجلس على عقبيه ويكرس كل أو جل وقته لمحاربة دين شامل يعتقده ويؤمن به ألف وستمائة مليون إنسان بما يجاوز ربع البشر على هذا الكوكب ..
فإن هذا الشخص يكون قد خرج من دائرة حرية الفكر والاعتقاد والتعبير ليقبع في نقطة استحقاق السخرية الممزوجة بالشفقة بعقله الذي أضله من حيث وجب أن يهديه ..
نزار النهري "المفترض" أنه عراقي الجنسية .. عربي الهوية فارق بلده وهويته وانتماءه ويعيش "كما يقول" في ألمانيا ومن هناك فتح مدونة ينفس فيها عن كراهيته "المقيتة" لكل ما هو عربي ويمارس شعوراً "تراكمياً" بالكراهية السوداء تجاه العرب والمسلمين وفقط ..
.. تجده كالهارب من عقدة نفسية تطارده وتسيطر عليه فلا تطيب نفسه إلا بتلقط أي خبر أو عنوان أو موقف أو شيء يشوه به صورة المسلمين عامة والعرب خاصة ..
وشعور الكراهية الطاغي على شخص وشخصية نزار طغى على جل إدراجاته التي قاربت رقم الأربعمائة والتي دشنها في خمسة أشهر تقريباً مستجلبا فيها إدراجات من مدونته السابقة ..
نزار النهري الكاره للعرب وللمسلمين تجده يتودد لكل من يقف من العرب موقف المخاصمة .. فعل معين إذا اقترفه عربي أو مسلم فإن نزار يقلب الدنيا "وفق فهمه" رأساً على عقب يندد بالعرب وبالإسلام وبالمسلمين .. بينما ذات الفعل وربما أبشع منه إذا ارتكبه الإسرائيلي أو الأمريكي أو العفاريت الزرقا تجد نزار النهري كالحمل الوديع يتطوع ليحمل عن هؤلاء جميعاً إصرهم وإصر آبائهم وأجدادهم ويكاد يلصق التهمة بنفسه لينظف منها ساحتهم ..
نزار وهو قابع في مدونته محاط بمحيط هادر من المنتمين للعروبة والإسلام يجلس مستغلاً خاصية التخفي وتدوين بيانات غير حقيقية عن شخصيته ليعلن حربه "الضروس" على الإسلام والمسلمين وعلى العرب وليقدح وليذم وليهجو ولينتقد وليشوه وليتلقط أية مثلبة ليجعلها سلاحاً يحارب به ليس شخصاً أو مجموعة أو حزباً أو حتى دولة بل ليحارب به عالماً عربياً وعالماً إسلامياً كاملاً ليحيلنا من دائرة الغضب منه إلى دائرة السخرية من مواقفه ..
إن كتابات نزار النهري "الملحد" "المستغرب" "الألماني" يجدها الملاحظ كتابات جافة خالية من "العاطفة" ومن "جزالة اللغة" ومن "جماليات التواصل الإنساني" فصارت مساحة الكراهية والنقمة والانتقاد والمطاعن في مجمل كتابات نزار النهري أوسع كثيراً جداً من مساحة التعاطف والتواصل والحب والتشارك الإنساني ..
ولأن نزار النهري أعطى لنفسه بجهله وبجهالته وبركاكته وبسطحيته وبكراهيته الحق في أن يصف من يدافع عن الإسلام بعدم الخجل بقوله " لم أجد أناسا لا يخجلون مثل المدافعين عن الإسلام" ..
فإننا بدورنا نعطي لأنفسنا الحق في أن نكشف لصاحب شخصية "نزار النهري " رأينا فيه بأنه لا يعدو أن يكون شخصية مصابة بمرض ... الكراهية !!!
التعليقات (0)