لم يكن اختيار نزار النهري اسم مدونته الجديدة "الوهم" محض صدفة .. أو من فعل الطبيعة..
أو حتى إرتقاء " داروينياً " تخلق من مدونته الأولى "لا ديمقراطية دون علمانية " ثم تطورباسمها إلى "الرأي الآخر" ثم تحدر إلى "وهم الإله" انتهاء "بالهيئة "الحالية لمدونته "المعبرة عن نفسها باسم "الوهم" ..
في مدونته الجديدة زاد نزار – ربما في تحية منه للمسلمين" من جرعة هجومه وتهجمه على الإسلام والمسلمين ونبيهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم وقرآنهم انتهاء بالذات الإلهية ..
نذر نزار نفسه ونفيسه ونفائسه في سبيل النيل من عقيدة الإسلام والمسلمين ..وربما بدا مستعداً أن يدفع أغلى ما عنده "عمره"- الذي لا يملك غيره - في سبيل تحقيق هذا الغرض .. إلى الدرجة التي أثارت شفقتنا على نزار ..
نزار النهري .. ابن الصدفة !.. ابن الطبيعة !..ربيب مبدأ نعيش ونموت ولا يهلكنا إلا الدهر !..
يكاد ينفق عمره قابعاً على ناصية التربص بالمسلمين ودينهم . يغمز هذا ..ويلمز ذاك ..ويكعبل هذا ..ويشنكل ذاك .. ويسخر من هذا ..ويشتم ذاك ..ويعيب هذا .. ويقذف ذاك ..
لقد تمنينا أن نعرف لماذا وقف نفسه وجميع وقته على ذلك ؟
هل هي رسالة اضطلع بها.. أم مهمة كلف بها ؟.. أم عقيدة اعتقدها ..
أم كراهية ملكت عليه جوانحه وفوبيا من الإسلام والمسلمين عامة والعرب خاصة ؟
ثم في النهاية يظهر نزار علينا كمروج للعلمانية ويقول لنا أحلى من العلمانية مفيش! ..
نزار أسوأ إنسان قدم العلمانية لنا .. لو كرهناها فربما كان لرسولها "نزار" الفضل الأعظم في ذلك .. بصورته وسيرته المبغضة الكارهة المعادية الحادة الجافة في لغته ومعاملته ومحاوراته ومساجلاته التي لا تخلو أبداً من فظاظة وجفاء ..
ولكن المثير أننا من الممكن أن نرجع لنزار النهري الفضل الأول والكبير في إسماعنا "دوي الصمت" الهادر في مدونة زميلنا سليمان الحكيم ..والذي آثر على نفسه وتمنى أن يكون أوسع المدونين صدراً .. وأكثرهم تقبلاً للرأي والرأي الآخر.. وأشدهم تمسكاً بمبدأ الانفتاح والمناقشة.. وعدم التمييز أو الذبح على الهوية " ..
ومن أسف أن أحداً من هؤلاء من أصحاب "الرأي الآخر" لم يستغل هذا التوجه لنستمتع في النهاية بمساجلات وحوارات على أرضية من احترام الآخر وفكره واعتقاده كما يجاهد سليمان في سبيل تطبيقها.. بل أرادوا أن يسحبوا سليمان إلى العمق الضحل .. إلى الشعاب المرجانية بقصد إيذائه وتجريحه .. لا بقصد التنافس الشريف ..
والمدهش أن الحكيم ما يزال مصراً على إكمال السباق رغم مخالفة منافسيه لجميع الشروط .. الحكيم يتعامل بأخلاق الفرسان .. ولا يتنازل عنها أبداً .. هذا ما رصدناه منه حتى الآن ..
أما ما يمكن بالفعل أن نوجه رسالة شكر لنزار النهري عليه .. فهو أنه عرفنا أكثر وأكثر على درة تاج المدونات ..
سامية الطرابلسي .. المدونة - المرأة - التي عدلت عشرات الرجال علماً وثقافة وأدباً وفكراً ..
سامية الطرابلسي "العربية المسلمة" ربما قدمت لحرية التعبير.. ودافعت عن حرية النقد..
وقاتلت من أجل كسر تابوهات عتيقة كبلت خطى الفكر والعقل العربي بأفضل عشرات ملايين المرات مما يعافر نزار النهري العلماني .. الملحد.. المستغرب أن يسعى إليه بفرض أن مسعاه لخدمة الإنسانية أو لخدمة بني جلدته من العرب ..
إن أردت التيقن .. فقط تابع لغة " سامية الطرابلسي " في تعليقاتها خاصة الملتحمة مع نزار النهري وتلمس فيها حرص سامية الطرابلسي الشديد على تقديم قواعد الاحترام والتآخي "الإنساني" .. وتذويب فوارق الاختلاف الفكري .. والعقائدي .. وإعلاء حق النقد البناء على قاعدة واحدة من المساواة دون تفضيل بسبب دين أو عرق أو مذهب ..
هذا كله من خلاله إطار أدبي غني بألفاظ الذوق.. والاحترام .. والتقدير .. والبعد عن التسفيه والسفاسف والإسقاط ..لذا لم تكن مصادفة أن تطلق سامية على مدونتها اسم "ابن القارح" ربما نسبة لابن القارح منصور الحلبي الذي كتب أبو العلاء المعري رائعته" رسالة الغفران "بشأنه . .
وهذا لعمري يصب في خانة سعادتنا كون هذه السيدة تتحدث بألسنتنا ..
في المقابل .. فإن المتابع للغة نزار النهري – من واقع النقد لا الانتقاد- تجدها جافية .. خالية من صدى اللغة الأدبية.. حيث تستشعر أن نزار بعيد جداً عن الاهتمام بالأدب .. أو بالشعر – على ما يظهر من كتاباته –وهو ما يبَّس لسانه.. وأصابه بالجفوة .. وحدا به دوماً إلى المخاشنة اللفظية المثيرة للامتعاض والضيق ..
والمثير للعجب أن نزار غير المهتم وغير المطالع وغير الملم بآداب ولغة وأشعار العرب يعتقد في نفسه الجدارة والكفاية - والمفهومية- حين يضع - عينه- على آية في قرآننا الكريم ليفيض علينا من تفسيراته ومثالبه ومطاعنه ليلف ويدور حول نفسه قدحاً وغمزاً ولمزاً وكأنه قد أتى بما لم يأتِ به الأوائل !!
بما أن نزار النهري لا يجد غضاضة في أن يجرح المسلمين في عقيدتهم معتبراً أن ذلك حرية تعبير ..
فإننا نود أن نطلعه على نفسه في مرآتنا ..
كما نود أن نشكره على جهوده الجليلة والدءوبة التي تنتهي دوماً إلى زيادة تعلقنا بديننا وبعقيدتنا ..
كما لا يفوتنا أن نوجه إليه رسالة شكر أن أهدى إلينا نجمين من نجوم إيلاف هذا الشهر" سليمان الحكيم" و"سامية الطرابلسي" ..
إذ حرك كل منهما قلمه حركة واحدة تجاه "هجمات " نزار النهري ..
فكانت النتيجة .. كش ملك !
قد نشرنا هذا المقال بالأمس إلا أنه اختفى فجأة ربما بخطأ تقني
نأسف لمن علق عليه وضاع تعليقه وها نحن نعيد نشره"
وكل عام وجميع الزملاء الأخوة المدونين والقراء
وإدارة إيلاف والأمتين العربية والإسلامية بخير
غداً أول أيام عيد الفطر المبارك
التعليقات (0)