كتب - عماد فواز
لازم الذعر السفير الجديد لتل أبيب بالقاهرة " يعقوب أميتاي " منذ أول يوم وطأت قدمه أرض مصر بعد عام تقريبا من ثورة 25 يناير وتزايد الرفض الشعبي للوجود الإسرائيلي بمصر، والذي تجسد باقتحام السفارة الإسرائيلية بالجيزة أخر العام الماضي، ففر على أثره السفير الإسرائيلي السابق " إسحاق ليفانون" ومعه باقي أعضاء البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، وعندما عادت البعثة الجديدة بعد هدوء الرأي العام المصري، تولى إميتاي رئاسة البعثة الدبلوماسية بالقاهرة رسميا أول العام الجاري، لكن مشهد اقتحام سفارته بالقاهرة ظل مسيطرا على المشهد في ذهنه وانعكس على تصرفاته، فبدا مذعورا طول الوقت، يقضي عطلاته الأسبوعية – من الخميس إلى الاثنين من كل أسبوع – في تل أبيب، وكذلك قام منذ أول يناير الماضي حتى أول مارس الجاري بمطالبة وزارة الداخلية – إدارة الحراسات الخاصة – من خلال ثلاثة مذكرات قدمها إلى وزارة الخارجية خلال الثلاثة أشهر الماضية، بتكثيف الحراسة على السفارة الإسرائيلية بجوار كوبري الجامعة بالجيزة ومقر سكنه بشارع انس بن مالك بحي المعادي بالقاهرة، مع مراعاة تغيير طاقم الحراسة بين الحين والآخر لضمان عدم تجنيد احد أفراده للنيل منه.
ويعقوب اميتاي تسلم مهام منصبة بالقاهرة رسميا أول العام الجاري خلفا "إسحاق ليفانون" – وكان مذعور دائما أيضا -، ومنذ وصوله إلى القاهرة تقدم بمذكرة إلى وزارة الخارجية طالبا منها تغيير طاقم الحراسة المكلف بتأمين مقر السفارة بالجيزة ومقر سكنه بالمعادي، مع مضاعفة عدد أفراد الحراسة، وهو ما دفع وزارة الخارجية إلى مخاطبة وزارة الداخلية بالخطاب رقم صادر 93/2 بتاريخ 2 يناير الماضي عرضت من خلاله مطالب السفير الإسرائيلي الجديد بالقاهرة على وزير الداخلية، فقامت إدارة الحراسات الخاصة بناء على تعليمات من الوزير بتغيير طاقم الحراسة بالكامل المكلفين بتأمين السفارة ومحل سكنه مع زيادة عدد أفراد الحراسة فقط – وليس مضاعفتها – ليصل بدلا من 108 فرد مقسمين إلى 6 ضباط و12 أمين شرطة و90 جندي متناوبين على ثلاثة نوبتجيات، إلى 144 فرد عبارة عن 6 ضباط و18 أمين شرطة و120 جندي مقسمين إلى ثلاثة نوبتجيات، بإجمالي 288 فرد مقسمين على مقر السفارة ومحل إقامة السفير.
وفي أول مارس الجاري قام الجيش الإسرائيلي بالاعتداء على قطاع غزة مخلفا قتلى وجرحا بين صفوف الفلسطينيين العزل، وهو ما أثار غضب جميع القوى والتيارات السياسية وجمعيات حقوق الإنسان في العالم أجمع، وأدى إلى تنظيم مظاهرات أمام سفارة إسرائيل بجميع الدول تقريبا، وخاصة الدول العربية التي يوجد بها سفارة لإسرائيل.
وفي نفس اليوم نظم عدد من الشباب والشخصيات العامة والسياسيين المنتمين لمختلف التيارات في مصر، مظاهرات في عدة مواقع للتنديد بالممارسات الإسرائيلية ضد المواطنين العزل مطالبين بتدخل الدول العربية لمساندة الفلسطينيين العزل، وهو الأمر الذي تسبب في إصابة "اميتاي" بحالة من الذعر والهستيريا المبالغ فيها، وقام على الفور بمخاطبة وزارة الخارجية المصرية بتكليف وزارة الداخلية بتكثيف الحراسة على مقر سكنه ومقر السفارة وخصوصا مقر سكنه الذي لم يغادره لمدة أسبوع عقب الاعتداء على غزة ألا للسفر إلى تل أبيب - كما اعتاد منذ وصوله مصر- لقضاء عطلته الأسبوعية.
ولم تنتهي ردود أفعال حالة الذعر التي أصابت سفير تل أبيب بالقاهرة إلى هذا الحد، قام بالاتصال بوزارة الخارجية الإسرائيلية مطالبا العودة إلى تل أبيب لحين عودة الهدوء إلى المصريين، لكن المسئولين بوزارة الخارجية طمأنوه ووعدوه بحسم الأمر مع وزارة الخارجية المصرية، وبالفعل خاطبة وزارة الخارجية الإسرائيلية نظيرتها المصرية بخطاب رقم وارد 322/3 بتاريخ 7 مارس الجاري طالبت فيه بتكثيف الحراسة على مقار السفارة الإسرائيلية بالجيزة وسكن السفير بالقاهرة، وهو ما نفذته وزارة الداخلية بالفعل وقامت إدارة الحراسات مساء يوم 7 مارس الجاري بمضاعفة عدد قوات الحراسة لتصل إلى 576 فرد مقسمة إلى مجموعتين الأولى لتأمين السفارة والثانية لتأمين سكن السفير، بواقع 288 فرد حراسة لكل مقر، مقسمين إلى ثلاثة نوببتجيات.
وفي اليوم التالي – 8 مارس الجاري- قام اميتاي بإلغاء جميع فعاليات وأنشطة السفارة لأجل غير مسمى، خوفا على حياته، وسافر إلى تل أبيب يوم الخميس 8 مارس، وعند عودته يوم الاثنين 12 مارس الجاري، لم يقابل أحدا إلا سكرتيره الخاص فقط، كما قام بتكليف سكرتيره بالتعاقد مع شركة امن خاصة لتوفير عدد 120 فرد أمن لتولي الحراسة حول الفيلا من الداخل، وبالفعل تسلم أفراد الأمن الخاص عملهم في اليوم التالي 13 مارس الجاري تحت إشراف وزارة الداخلية، كما أنه عقب وصولة إلى القاهرة بعد انقضاء جميع أجازاته الأسبوعية يصر اميتاي على تفتيش سيارته في مطار القاهرة بالكلاب البوليسية قبل استقلالها.
وخلال الثلاثة أشهر تقريبا التي مكثها اميتاي بالقاهرة، كانت زوجته تمارس حياتها بشكل طبيعي، فقامت بالتنزه والتجول في مولات ومحلات حي المعادي الشهيرة دون خوف أو قيود، واكتفت فقط بحارس شخصي – خاص – لمرافقتها بالإضافة إلى السائق، وأكثر الأماكن التي كانت تتردد عليها "نايل مول" و" جراند مول" وكلاهما بالمعادي.
ويوم 15 مارس الجاري اصدر اميتاي قرارا بزيادة عدد سيارات الحراسة "المطاردة" المرافقة له خمس سيارات بدلا من ثلاثة، وبالتالي زيادة عدد أفراد المطاردة إلى 17 فرد بالإضافة إلى السائقين، بعد أن كان عددهم 11 فرد بخلاف السائقين، وهذه الزيادة في قوة المطاردة بالإضافة إلى السيارات الإضافية أضافها السفير من حسابه الخاص وضمن الحراسة الخاصة التي كلف سكرتيره بالتعاقد معها.
أما عن أسلوب المعيشة فيؤكد مصدر قريب الصلة للشبكة العربية للإعلام"محيط" أن يعقوب اميتاي كان يدير أعمال السفارة بالهاتف وكان يومه قاصر على مشاهدة التليفزيون وسماع الموسيقى لكن داخل غرفة مكتبه داخل السكن، ولا يتنقل كثرا خارج مقر سكنه أو سفارته، وأنه لا يخرج إلى شرفة منزلة نهائيا كما كان يفعل سلفه بسبب قيام الطالبات بالمدرسة الإعدادية المواجهة لمنزل السفير بشارع انس بن المالك بالمعادي برفع علم فلسطين من شرفات الفصول الدراسية والصراخ بهتافات داعمة لفلسطين والفلسطينيين ومناهضة للكيان الصهيوني وممارساته، وهو أمرا حاول السفراء السابقين بحثه مع ادارة المدرسة لكن دون جدوى.
المصدر: موقع "محيط" الاخباري الاليكتروني.
التعليقات (0)