نَشَرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكيّة مجموعة صور تُظهر عددًا من جنود الجيش الأمريكي يقفون بجانب أشلاء بشريّة لقتلى أفغان.
"يريد أن يلفت الانتباه إلى المخاطر التي تنجم عن تفكك القيادة وانعدام الانضباط" هكذا نقلت الصحيفة على لسان الجندي مصدر الصور، بعدما عرضت صورتين من أصل 18 صورة, وبطبيعة الحال خرجت وزارة البنتاجون لتعتذر وتندد بعنف هذه المشاهد، زاعمة أنها ستقوم بالتحقيق في الواقعة، للوقوف على حقيقة ما جرى.
لا شك أن هذه الصور استدعت إلى الأذهان التهاون الأمريكي في معاقبة الضباط والجنود الذين اقترفوا جرائم سابقة سواء عدد من جنود الجيش الأمريكي بالتبول فوق جثث بقضيّة إحراق نسخ من المصحف الشريف بقاعدة باجرام، أو عدم محاسبة هؤلاء المسئولين عن فضائح سجن أبو غريب السيئ السمعة في العراق بما يتجاوز كل الحدود ويعتدي على حقوق الإنسان وآدميته
صحيح أن هذه الصور كانت قد التقطت في عام 2010 لكن ظهورها في هذا الوقت كان له دلالة أخرى أوضحها الجندي الذي نشرها حيث قال: إن تلك الصور تدل على انهيار في القيادة وفي قواعد الانضباط، وإن من شأنها تعريض الجنود الأميركيين للخطر, وبرغم أن هذه الفعلة الشنيعة كانت منذ عامين فلم يتخذ أي إجراءات تأديبيّة بحق الجنود المذنبين وهم معروفون.
من جانبها وجهت الصحف الأجنبيّة انتقادًا لاذعا لما حدث واصفة إياه بالفعلة المهينة لكرامة القتلى, وفي الوقت ذاته أدان الجيش الأمريكي الحادث التي قام بها بعض الجنود الأمريكيين، والمتمثلة في امتهانهم كرامة جثث مسلحين أفغان في البلاد من خلال التقاط صور تذكارية وهم يبتسمون بجانب الجثث.
حينما تقرأ تفاصيل الخبر وتنظر إلى الصور تجد أنه أمر مكرر وهذا ما يؤكد أنها ليس أخطاء فردية كما تدعي الولايات المتحدة فهذه الصور, 18 صورة, التقطت في ولاية زابل الأفغانيّة لجنود أمريكيين يبتسمون وهم يعبثون بجثث وأشلاء أفغانيّة، مما يستدعي بلا شك ما يرتكبه جنود الاحتلال الأمريكي من أفعال مشينة سواء في أفغانستان، مثل حرقهم للمصاحف مؤخرًا أو مقتل 16 أفغانيًا غدرًا على أيدي أحدهم في قندهار.
وكما قلنا فقد بادر وزير البنتاجون, ليون بانيتا, بتقديم الاعتذار قائلا "هذه حرب، وأنا أعرف أن الحرب قبيحة وعنيفة، وأعرف أن الشباب أحيانا تأسرهم اللحظة فيتخذون قرارات حمقاء للغاية، لكنني لا أجد عذرًا لذلك", بينما أثار نشر الصور غضب واستياء الكثير من المسئولين الأمريكيين ليس من أجل كرامة القتلى ولكن باستهجان عملية النشر ذاتها.
أما قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" العاملة في أفغانستان فقد قالت: "إن الصور التي تعود إلى عام 2010: "تظهر وجود خطأ كبير في التقدير من قبل العديد من الجنود الذين تصرفوا بجهل ودون علم بقيم الجيش الأمريكي", حيث أدان الجنرال جون آلان، قائد القوات الدوليّة في أفغانستان، محتوى الصور.
كما قال جورج ليتل، الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكي: "هذه الصور لا تمثل بأي شكل من الأشكال مستوى القيم والاحترافية التي تتمتع بها الغالبية الساحقة من جنود الجيش الأمريكي بأفغانستان", مضيفا أن القيادة العسكريّة الأمريكيّة بدأت التحقيق بالحادث، مضيفًا أن جميع من ساهم في هذا "التصرف غير الإنساني" سيتحمل مسئوليّاته.
في النهاية أبدى بعض المسئولون الأمريكيون قلقهم من إثارة نشر الصور المهينة لجثث المقاتلين الأفغان غضب الشعب الأفغاني ومن ثم زيادة نفور الأفغان من القوات الأجنبية التي تحتل بلادهم، متوقعين ردود انتقاميّة ضدّ الاحتلال الأمريكي في البلاد.
ربما كان القاسم المشترك بين أي احتلال هو ارتكابه للمذابح والاعتداءات والانتهاكات, بيد أن ما يثير حفيظة الكثيرين هو ما تدعيه الولايات المتحدة الأمريكيّة وقواتها من قيامهم بمهمة إرساء الديمقراطيّة في الأراضي التي تحتلها, ولا تملك سوى اعتذارات سئمنا منها أو تسوق من التبريرات التي لا تسمن ولا تشفع. وتخدعنا بالديمقراطيه الذائفه التى لاتبتغى من ورائها سوى اضعاف العرب والمسلمون من اجل اليهود فهل سيفيق العرب من هذا الكابوس ام لا؟
التعليقات (0)