ندوة مؤسسة علال الفاسي حول المدرسة المغربية العمومية: واقع وآفاق
الورقة التقديمية
يعتبر قطاع التعليم رافعة التنمية والتقدم لأي مجتمع، ومن ثم فهو يشكل إحدى المعضلات الأساسية للمغرب، فبقدر ما كان من تفاؤل منذ فجر الاستقلال بوظيفة المدرسة الوطنية العمومية ودورها في تحقيق القفزة النوعية للمجتمع على مضمار التقدم والازدهار، بقدر ما أصبح يسود من عكس ذلك بعد بضعة عقود من التجارب والبرامج، إلى أن أصبح الأمر على ما هو عليه اليوم، من حكم البداهة والمعطيات المقارنة والمباشرة، على فشل مدرستنا العمومية فيما تقتضي الضرورة والواقع أن يناط بها من دور ووظيفة، أو ما هو على الأقل تأكيد لقصورها في هذا السبيل.
لا يمكن إغفال إنجازات المدرسة المغربية العمومية، سواء فيما يخصها هي بالذات، أو ضمن قطاع التعليم برمته، من منظور التوسع والانتشار في مجال التعلم والتكوين بكيفياته المختلفة، على مدى ما يقارب نصف قرن من مجتمع ودولة الاستقلال؛ لكن الأمر يبدو مخيباً للآمال، حين النظر إلى الموضوع من زاوية وضعية ومكانة هذه المدرسة في الوضع التعليمي الراهن بالمغرب، وعند مقارنة المحصلات بالتوقعات التي كانت منتظرة أو يجب أن تنتظر مستقبلا من هذه المؤسسة، مع اعتبار التكلفة المالية المخصصة لذلك، مقابل نوعية التأهيل الذي يمكن القول إنه في جملته مظهر عبء أساسي، فيما يعاني منه مغرب اليوم.
وإذا كان المآخذ كبيراً على المدرسة المغربية في الماضي، والمطلوب منها أكبرً بالنظر إلى ذلك، فإن المنشود اليوم أقوى وأبعد وأشمل، فيما يخوضه مغرب الحاضر والمستقبل من معترك البناء المؤسسي والحياة الديموقراطية، في أجواء الحراك المجتمعي السياسي الراهن، وعلى ضوء الوضع الدستوري الجديد للبلاد، بما يفتحه من آفاق ويتيحه من فرص حقيقية، لدولة ومجتمع الحرية والمؤسسات، مما يجعل المدرسية الوطنية العمومية في صلب التحول، من حيث الوظائف المنوطة بها مبدئياً، والمتجددة باستمرار مع تجدد الظروف والمعطيات المجتمعية محلياً وإقليمياً ودولياً، وذلك على كافة المستويات من معرفية نظرية وعملية تقنية، ومن إنتاج النخب الواعية المبتكرة والقيادية الفاعلة في جميع الميادين.
ولا يخفى ما عليه المشهد التعليمي في المغرب من توازى مخل بين منظومتين، ما بين وضع المدرسة الوطنية العمومية من جهة، والمدرسة الخصوصية بجانب مدرسة البعثات الأجنبية من جهة ثانية، على نحو يبدو معه القطب التعليمي العمومي، وكأنه اشتغال على الكم، مقابل قطب خصوصي يشتغل على الكيف، مما يفاقم المقارنة ويعمق المفارقة بين المنظومتين، لصالح أحداهما في المباشر والظاهر على الأقل.
من أجل ذلك فإن وقفة تأمل جدية ومركزة تبدو ضرورية، حتى ولو بدت متأخرة بقليل أو كثير عن وقتها، لطرح الأسئلة الجوهرية في مسألتنا التعليمية، والتعمق في تحليل الوضع بشمولية وتفصيل، بقصد تبين معالم التشخيص، والخروج برؤية واضحة، ولأجل صياغة تصورات وآليات عملية، لما يجب أن يكون عليه الحال بمؤسستنا التعليمية العمومية، كي تستعيد المفقود أو تبني المنشود، في موقع المبادرة والريادة ضمن السيرورة المجتمعية الحالية، وتتبوأ بالتالي مكانتها على مستوى القيادة والتوجيه وصنع التقدم.
المحاور:
1 ـــ الوظائف وآليات الاشتغال:
ويشمل كافة ما يتعلق بمضمون العملية التربوية التعليمية في المدرسة العمومية، بما يرتبط بمستوى التحصيل المعرفي والتأهيل النظري والعملي، ومنظومة تكوين الأطر، مع حالة التمدرس من حيث مستوى التعميم بحوافزه وعوائقه، وكذا المسألة اللغوية في نطاق العملية التعليمية وأساليب ومعايير التقدم الدراسي؛ علاوة على المتطلبات البيداغوجية من مادية ومعنوية وبشرية بما فيها الطرق والوسائل المستعملة على المستوى اللوجستيكي العام، وعلى مستوى المعلم (المدرس) والكتاب المدرسي والتجهيزات الضرورية والمساعدة.
2 ـــ المدرسة في محيطها:
ويشمل واقع المدرسة العمومية من حيث التباينات المردودية حسب الموقع الجغرافي الصرف والجيوثقافي والاجتماعي، بما يرتبط بواقع المدرسة في العالم القروي، مقابل نظيره في الحواضر، وظاهرة الهدر المدرسي بكيفياته المختلفة، وكذا المدرسة العمومية ومفهوم اللامركزية (إذ يلاحظ أن بعض مظاهر اللاتمركز المعبر عنها منذ فترة طويلة، ومحاولات تطبيقها مهما كانت درجة ذلك في بعض الميادين، يظل النطاق المدرسي مستثنى منها فيما عدا شكليات إدارية محض)، وكذا وضع المدرسة ضمن تصور الجهوية المتقدمة (كما ينص عليها الدستور الجديد) ودور المدرسة عموما في التشكل المجتمعي "تكون الطبقة الوسطى أو الطبقات" أو إنتاج النخب على العموم، بما في ذلك ظاهرة التعليم الخصوصي وإسهامها في ذلك (يمكن التفريع باتجاه الإشارة لتعليم البعثات الأجنبية بالمغرب في نطاق المقارنة والدلالة) .
3ـــ البحث العلمي: التوجهات الأكاديمية ومتطلبات التنمية
ويشمل المقتضيات والمتطلبات المتعلقة بهذا الجانب على كافة مستويات التعليم المدرسي والجامعي، وكذا علاقة البحث العلمي بالتخطيط التنموي للمجتمع، ومؤسسات البحث العلمي: ما بين إيجابيات وسلبيات التنوع والتعدد من جهة، والتوحيد والتنسيق من جهة ثانية، كما يطرح دور المؤسسات المقاولة الخصوصية (ثقافية، صناعية، تجارية...) في مجال البحث العلمي؛ مع الوقوف عند مواصفات البحث العلمي ما بين العلوم الدقيقة والاجتماعية الإنسانية والمعايير المميزة للبحث العلمي (محلياً وعالمياً)، كما يمكن التساؤل عن أية حصيلة علمية من منظور البحث العلمي بالمغرب؟
4 ــــ معالم استراتيجيا وطنية للمدرسة العمومية:
ويشمل ما يتعلق بالفلسفة العامة التربوية التعليمية بالمغرب أو السياسة التعليمية على وجه التحديد، كما تتبين من تصور الأهداف من البرامج والمناهج، على نحوما تعكسها الممارسة وعبر الوثائق الأساسية من قبيل ميثاق التربية والتكوين، وكذا التوجهات العملية من خلال المذكرات والتعليمات الملحقة والمرافقة للعملية التعليمية، وما يرتبط بذلك من قبيل منظومة مؤسسات تكوين الأطر التعليمية (المعلمون الأساتذة المفتشون).
5 ـــــ المجتمع المدني والمسألة التعليمية:
المجتمع مبتدأ وغاية في قطاع التربية والتعليم على كافة المستويات، فهو مصدر الاحتياجات باعتبارها أسس كافة البرامج التنموية، وإليه تعود الخطط والبرامج عند التطبيق وتحصيل النتائج، علاوة على المعوّل عليه من دوره في حل المعضلات التعليمية عن طريق الشراكة؛ لذلك فإن تصوراته ورؤاه يجب ألا تكون غائبة بأية درجة على ما يطرح من قضايا في هذه اللقاءات، كما أن استيعابه لآراء الخبراء والممارسين من شأنه المزيد من إثراء النقاش؛ ومن هنا يكتسي هذا المحور أهميته بمشاركة ممثلة في الهيئات النقابية والجمعيات المختلفة المعنية بالمسألة التعليمية.
برنامج ندوة مؤسسة علال الفاسي حول المدرسة المغربية العمومية: واقع وآفاق
المحور الأول: الوظائف وآليات الاشتغال
السبت 11 فبراير 2012
• الجلسة الافتتاحية:
من 09.00 إلى 09.15: كلمــة السيد رئيس مؤسسة عـلال الفاسي الأستاذ مَحمد بوستة
من 09.15 إلى 09.30: كلمة السيد رئيس اللجنة الثقافية لمـؤسسة علال الفاسي الأستاذ عبد الكريم غلاب.
من 09.30 إلى 10.15: محاضرة افتتاحية في موضـوع:"المدرسة العمومية في أفق إصلاح التعليم" للأستاذ سعيد بلبشير، أستاذ بكلية الحقوق ، أكدال - الرباط
من 11.00 إلى 12.00: مناقشة عامة
• الجلسة الرئيسية:
من15.00 إلى 15.15: كلمة رئيس الجلسة الأستاذ محمد العربي المساري، عضو اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي
التـــدخــــلات
من15.15 إلى 15.45: التكوين الممهنن/جسور بين المدرسة والمقاولة: الأستاذ عبد الرحيم المصلوحي، أستاذ بكلية الحقوق، أكدال الرباط
من15.45 إلى 16.15: تحديث منظومة التعليم في المغرب/ الإشكالية والمتطلبات: الأستاذ البشير تامر، أستاذ التعليم العالي ، أستاذ بالمدرسة المولوية، كرسي اليونسكو لمحو الأمية وتعليم الكبار .
التعقيبات:
من16.15 إلى 17.45: التعقيب على الورقة الأولى: الأستاذ أحمد بوجداد، رئيس شعبة القانون العام والعلوم السياسية، بكلية الحقوق، أكدال، الرباط
من17.45 إلى 18.15: التعقيب على الورقة الثانية: الأستاذ جيلالي الدباجي، أستاذ باحث في علم النفس التربوي بمركز تكوين مفتشي التعليم بالرباط
من 18.15 الى 19.15: مناقشة عامـــة
المقرر: عبد الحميد الحيمر، مفتش التعليم
المحور الثاني: المدرسة في محيطها:
السبت 18 فبراير 2012
من15.00 إلى 15.15: كلمة رئيس الجلسة: الأستاذ مبارك ربيع، عميد سابق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء، وأستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، أكدال، الرباط
التـــدخــــلات
من15.15 إلى 15.45: المدرسة المغربية والمنهاج المندمج للمؤسسة: الأستاذ محمد الدريج، أستاذ علم النفس التربوي، بكلية علوم التربية السويسي، الرباط
من15.45 إلى 16.15: إشكالية الهدر المدرسي بالمغرب: الأستاذ إبراهيم شداتي، أستاذ باحث في الاقتصاد والتربية وتقنيات التخطيط بمركز التخطيط التربوي، الرباط
التعقيبات:
من16.15 إلى 17.45: التعقيب على الورقة الأولى: أحمد بنعمو أستاذ علم النفس بكلية علوم التربية
من17.45 إلى 18.15: التعقيب على الورقة الثانية: الأستاذ حسن اللحية، أستاذ باحث في التربية وتقنيات التخطيط بمركز التخطيط التربوي، الرباط
من 18.15 الى 19.15: مناقشة عامـــة
المقرر: الأستاذ عبد الفتاح الفاتحي، موظف التعليم العالي، ومسؤول الإعلام بالجمعية المغربية لحماية اللغة العربية
المحور الثالث: البحث العلمي: التوجهات الأكاديمية ومتطلبات التنمية
السبت 25 فبراير 2012
من15.00 إلى 15.15: كلمة رئيس الجلسة: الأستاذ عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات
التـــدخــــلات
من15.15 إلى 15.45: خطابات الفاعلين حول الإصلاح الجامعي/تحديد الخصائص والآليات: الأستاذ المختار الهراس، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، أكدال ،الرباط
من15.45 إلى 16.15: البحث العلمي المغربي/ تحديات وآفاق: الأستاذ إدريس أبو تاج الدين، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم ، أكدال ،الرباط
التعقيبات:
من16.15 إلى 17.45: التعقيب على الورقة الأولى: الأستاذ امحمد زكور، أستاذ علم النفس التربوي، بكلية علوم التربية السويسي، الرباط
من17.45 إلى 18.15: التعقيب على الورقة الثانية: الأستاذ عبد العزيز بنجواد، أستاذ بالمركز الوطني للبحث العلمي والتقني
من 18.15 الى 19.15: مناقشة عامـــة
المقرر: الأستاذ عبد السلام الطاهري، أستاذ التاريخ بالمدرسة العليا للأساتذة، بالتقدم، الرباط.
المحور الرابع: نحو استرتيجيا وطنية
السبت 03 مارس 2012
من15.00 إلى 15.15: كلمة رئيس الجلسة: الأستاذ سعيد بنسعيد العلوي، أستاذ الفلسفة، جامعة محمد الخامس، أكدال - الرباط
التدخلات
من15.15 إلى 15.45: المـدرســة العموميـة والانخــراط فــي مجتمــع المعرفة": الأستاذ أحمد أوزي، استاذ باحث بكلية علوم التربية السويسي، الرباط
من15.45 إلى 16.15: ملامح خطـة وطنيـة لتأهيـل المدرسة المغربية: الأستــاذ مبارك ربيع، عميد سابق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، وأستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس، أكدال، الرباط
من 16.15 إلى 16.45: شروط نجاح تطبيق الإصلاح: الأستاذ عمر الفاسي، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات
التعقيبات:
من 16.45 إلى 17.15: التعقيب على الورقة الأولى: الأستاذ العربي الوافي، أستاذ علم النفس التربوي، بكلية علوم التربية السويسي، الرباط
من 17.15 إلى17.45: التعقيب على الورقة الثانية: الأستاذ يوسف الأزهري مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب
من18.15 إلى 18.45: التعقيب على الورقة الثالثة: الأستاذ عبد الله الخياري، أستاذ علم النفس التربوي، بكلية علوم التربية السويسي، أكدال، الرباط
المقرر: الأستاذ إسماعيل المساوي، إطار بوزارة التربية الوطنية، وأستاذ متعاقد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة أبي شعيب الدكالي، الجديدة
المحور الخامس: المجتمع المدني والمسألة التعليمية
السبت 24 مارس في الساعة 15 بعد الزوال
جلسة خاصة لتقديم مسودة الورقة التركيبية من طرف المقرر العام، ثم يفتح النقاش يشارك فيه على الخصوص ممثلو النقابات التعليمية وجمعيات الآباء و منظمات الشبيبة. وفي ضوء مداولات هذه الجلسة يتم تحرير التقرير التركيبي لينشر بعد المصادقة عليه من لدن اللجنة الثقافية لمؤسسة علال الفاسي.
التعليقات (0)