مواضيع اليوم

ندوة في الذكرى السادسة لوفاة الشاعر الفلسطينية فدوى طوقان

kouldoun zaraa

2009-12-13 14:36:36

0

 في الذكرى السادسة لوفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان
١٣
كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٣

بنات مدرسة طمون الثانوية ..يحيين الذكرى

 

في  الذكرى السادسة لوفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان ،عقدت  مدرسة بنات طمون الثانوية   وبحضور نائب مدير التربية والتعليم / طوباس مهدي حسون ورئيس قسم التقنيات التربوية عوني ظاهر ومديرة المدرسة انعام بشارات وامينة المكتبه وعدد من المعلمات ومشاركة طالبات  من الصفين العاشر والحادي عشر  عقدت ندوة استذكر فيها الجميع  ليل الجمعة من يوم 13 /12/2003  حيث اعلن عن وفاة  الشاعرة الفلسطينية الكبيرة فدوى طوقان (1931 - 2003) حيث  فارقت الحياة في إحدى المستشفيات الفلسطينية. وتعتبر فدوى طوقان من الشخصيات الثقافية الفلسطينية اللامعة، ومن شاعرات الأرض المحتلة التي طالما تابع العرب أشعارها التي "يتميز بجزالة غير متوقعة وصدق عاطفي" وفي ختام الندوه شكر وفد المديرية الطالبات والمعلمات على هذه الندوه وابلغا المشاركات تحيات وشكر مدير التربية والتعليم الاستاذ محمد زكارنه على هكذا مبادره وتشجيع المديرية لمثل هذه اللقاءات المثمره ......نستذكر بها الشعراء والادباء وقادة الشعب الفلسطيني وسجل انجازاتهم الرائع والفريد  

تقول فدوى طوقان في مذكراتها ......كان اشد ما عانيته حرماني من الذهاب الى المدرسة وانقطاعي عن الدراسة. كانت اختي اديبة تجلس في المساء لتحضير دروس اليوم التالي. تفتح حقيبة كتبها وتنشر دفاترها حولها. وتشرع في الدراسة وعمل التمارين المقررة.

وهما كنت اهرب الى فراشي لاخفي دموعي تحت الغطاء. وبدأ يتكثف لدي الشعور الساحق بالظلم.

احياناً كنت ادخل المطبخ. واقف عند صفيحة (الكاز) وبيدي علبة الثقاب. لكني كنت اخاف الالم الجسماني ولا اطيق تحمله. وهكذا كنت اتصرف دون تنفيذ الامر، وانا افكر بطريقة اخرى تكون اقل عنفاً من الاحتراق بالنار.

كثيراً ما خطر لي تناول السم. ولكن من ياتيني به ؟ هذا بالاضافة الى كونه يسبب الاماً شديدة قبل الموت. وكان هذا كافياً لتحويل ذهني عنه. كان الانتحار هو الشيء الوحيد الذي يمكنني ان امارس من خلاله حريتي الشخصية المستلبة. كنت اريد التعبير عن تمردي عليهم بالانتحار.. الانتحار هو الوسيلة الوحيدة، هو امكانيتي الوحيدة للانتقام من ظلم الاهل.

لن يستطيع يوسف او غيره من افراد الاسرة ان يصدر على حكماً بالحياة… ساتركهم مبلبلين متعذبين، نادمين. وهنا كنت اقف قليلاً، ماذا عن امي؟

كنت اشفق على امي، فقد كانت تقف بجانبي دائماً كلما وقع علي الظلم من احدهم. ولكنها بشخصيتها التي اضعفها القهر لم تكن لتستطيع ان تدفع عني امرأ مقضياً. خلال هذه الشهور الصعبة ظل يتردد علي حلم بالذات. كنت اراني اركض في زقاق مظلم هرباً من عجوز يركض ورائي، تشي سحنته بروح التعدي والاذى.

ولكن جداراً مسدوداً كان يحول دوني ودون الهرب، فاتحول الى زقاق آخر لاجده مسدوداً كذلك، والعجوز يركض ورائي كوحش هائج وانا الهث رعباً وتعباً من الجري المستمر بدون توقف.

ثم استيقظ غارقة في العرق لاهثة الانفاس. وصرت انفر من النوم خوفاً من الاحلام الضاغطة.

اما من الناحية الاخرى، فقد توعدت على الانكفاء على النفس والغياب داخل الذات. رحت اتحصن بالعزلة. كنت مع العائلة ولكن حضوري كان في الواقع غياباً الى ابعد حدود الغياب. كان لي عالمي الخاص الذي لا يمكنهم اقتحامه. ولقد ظل هذا العالم موصداً امامهم ولم اسمح لاحدهم باكتشافه.

اخذت تتعاظم قدرتي على الانفصال عن عالم الواقع والاستغراق في احلام اليقظة.. فمن خلال تلك الاحلام كنت انطلق خارج قضبان السجن واسوح في الشوارع وحدي. اسافر الى بلاد لا اعرفها، والتقي بغرباء يجبونني واحبهم.

كنت الغي دائماً وجود احد من اهلي خلال اسفاري الخيالية. فاهلي هم سجني الذي اريد ان افلت من ابوابه المغلقة.

تقول في قصيدة لها بعنوان على ابواب يافا


على أبواب يافا يا أحبائي

وفي فوضى حطام الدور

بين الردمِ والشوكِ

وقفتُ وقلتُ للعينين :

قفا نبكِ

على أطلال من رحلوا وفاتوها

تنادي من بناها الدار

 وتنعى من بناها الدار

وأنّ القلبُ منسحقاً

وقال القلب : ما فعلتْ ؟

بكِ الأيام يا دارُ ؟

وأين القاطنون هنا

 وهل جاءتك بعد النأي ، هل

جاءتك أخبارُ ؟

هنا كانوا

هنا حلموا

هنا رسموا

مشاريع الغدِ الآتي

فأين الحلم والآتي وأين همو

وأين همو؟

 ولم ينطق حطام الدار

 ولم ينطق هناك سوى غيابهمو

وصمت الصَّمتِ ، والهجران

 وكان هناك جمعُ البوم والأشباح

غريب الوجه واليد واللسان وكان

يحوّم في حواشيها

يمدُّ أصوله فيها

 وكان الآمر الناهي

وكان.. وكان..

وغصّ القلب بالأحزان

أحبائي

 مسحتُ عن الجفون ضبابة الدمعِ الرماديهْ

لألقاكم وفي عينيَّ نور الحب والإيمان

 بكم، بالأرض ، بالإنسان

 فواخجلي لو أني جئت القاكم –

وجفني راعشٌ مبلول

 وقلبي يائسٌ مخذول

 وها أنا يا أحبائي هنا معكم

لأقبس منكمو جمره

لآخذ يا مصابيح الدجى من

 زيتكم قطره

لمصباحي ؛

 وها أنا أحبائي

إلى يدكم أمدُّ يدي

وعند رؤوسكم ألقي هنا رأسي

 وأرفع جبهتي معكم إِلى الشمسِ

وها أنتم كصخر جبالنا قوَّه

 كزهر بلادنا الحلوه

فكيف الجرح يسحقني ؟

 وكيف اليأس يسحقني ؟

 وكيف أمامكم أبكي ؟

 يميناً ، بعد هذا اليوم لن أبكي !

 أحبائي حصان الشعب جاوزَ –

 كبوة الأمسِ

 وهبَّ الشهمُ منتفضاً وراء النهرْ

 أصيخوا ، ها حصان الشعبِ –

 يصهلُ واثق النّهمه

ويفلت من حصار النحس والعتمه

ويعدو نحو مرفأه على الشمسِ

 وتلك مواكب الفرسان ملتمَّه

تباركه وتفديه

ومن ذوب العقيق ومنْ

 دم المرجان تسقيهِ

ومن أشلائها علفاً

وفير الفيض تعطيهِ

 وتهتف بالحصان الحرّ : عدوا يا –

حصان الشعبْ

 فأنت الرمز والبيرق

 ونحن وراءك الفيلق

 ولن يرتدَّ فينا المدُّ والغليانُ –

والغضبُ

 ولن ينداح في الميدان

 فوق جباهنا التعبُ

ولن نرتاح ، لن نرتاح

 حتى نطرد الأشباح

 والغربان والظلمه

 أحبائي مصابيحَ الدجى ، يا اخوتي

 في الجرحْ ...

ويا سرَّ الخميرة يا بذار القمحْ

 يموت هنا ليعطينا

ويعطينا

ويعطينا

على طُرقُاتكم أمضي

وأزرع مثلكم قدميَّ في وطني

وفي أرضي

 وأزرع مثلكم عينيَّ

في درب السَّنى والشمسْ

وفي قصيدة اخرى

جنة الدنيا بلادي

 حبها ملء فؤادي

ريحها في كل وادي

حسنها للعين بادي

جنة الدنيا بلادي

في الضواحي و الغياضِ

 في السواقي و الحياضِ

 في أنيقات الرياضِ

حسنها للعين بادي

 جنة الدنيا بلادي

 وفي قصيدة اخرى رجاء لن تمت
يا أخا الروحِ رجاءً لا تمُتْ

أو فخُذْ روحي معك

ليتني أحمِلُ عن قلبكَ ما

يوجع قلبك

لو ترى كم رفع القلبُ إلى اللّه

صلاة القلب كي يشفي بروح منه جُرحَك 

يا أخا الروح رجاءً لا تمُتْ

نقطةُ الضوءِ بعمري أنت

نبراسي المضيء 

ابْقَ لي أرجوك

ابْقَ الضوءَ والنكهةَ والمعنَى

وأحلى صفحةٍ في سِفْر شِعري

وّجَت آخرَ عمر 

حلمٌ

حلمتُ...

رأيت قصائد قلبي التي لم أقلها

تموت واحدة بعد أخرى 

حزنتُ... وقمت إليها

ألملمها جثثًا ورفاتْ

بكيت عليها وغسلّتها بالدموعْ 

وسلّمتها لمهب الرياحْ

رجعت بخفي حنينْ

 بكفين فارغتين

وظل شرود حزين يدبّ على مقلتيّ

 وذكرى

 بنيتُ لها معبدًا يتهجدُ قلبي لديه

 ويضئُ الشموع 

لذكرى قصائد ماتتْ

وليس لها من رجوعْ

هذه خواطر من ذكرى الشاعره فدوى طوقان في ذكرى  رحيلها ....

 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !