ندوة فكرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية حول موضوع" الشعر العربي دعامة من دعامات الدعوة الإسلامية" :
نظمت لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية المنبثقة عن مجلس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة وبتنسيق مع مجموعة البحث في فني السماع والمديح ندوة فكرية حول موضوع: "الشعر العربي دعامة من دعامات الدعوة الإسلامية" بمدرج التوحيدي بالكلية ذاتها وذلك يوم 30 نونبر 2010، شارك فيها كل من الأساتذة عز العرب إدريسي أزمي رئيس اللجنة ورئيس مجموعة البحث كذلك بموضوع : "موقف الأب الخانع من الابن المجاهد"، والأستاذ إبراهيم نخلاويالمندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالجديدة بموضوع: "شواعر في رحاب الدعوة الإسلامية"، بينما تعذر على الدكتور عبدالهادي دحاني أستاذ بالكلية الحضور.
تطرق الأستاذ عزالعرب أزمي في مداخلته القيمة إلى قيمة الأدب الإسلامي منذ ظهور الدولة الإسلامية إلى عصرنا الحالي حيث أن هذا الأدب قد كُتب بلغة تمتاح من النهج الإسلامي وتنحو نحو التنازع العاطفي عند شعراء الإسلام، يقصد بذلك المتدخل ذلك الصراع بين الإنسان الجاهل وزوجته أو بين الإنسان ونفسه أو بين الأب العجوز وابنه المجاهد أو العكس .
إن الحنين الذي ينتاب الابن الذي يكون في معركة الجهاد ثم يحن إلى وطنه وأسرته، فيندفع إلى طلب العودة أو أو تأتي الدعوة من إحدى ابويه أو كلاهما. ورغم أن جيل الصحابة كان قويا في الاندفاع نحو الجهاد والذود عن الإسلام وانطلاقهم لفتح بلدان أخرى كانت على غير دين الإسلام ونشر تعاليمه السمحة، فإن الحنين إلى الوطن والأسرة كان يعتورهم مرة تلو الأخرى يقول المتدخل .
ومن هنا يوضح الدكتور عز العرب إدريسي أزمي موقف الأب الذي كان غالبا ما يذهب إلى المطالبة بإرجاع ابنه المجاهد من المعركة خوفا عليه من الموت وفقدانه إلى الأبد خاصة إذا كان هذا الابن هو وحيد أبيه، وقد استحضر المتدخل هنا أمثلة من الشعر العربي الذي قيل في مثل هذه المناسبات ونذكر هنا بيتا لأمية بن الأصفر في مناجاته بالشعر للخليف عمر بن الخطاب في إرجاع ابنه كلاب إلى الديار لأنه وحيد أبويه وهما عجوزين لا يقدران على القيام بشؤونهما:
لمن شيخان قد نشدا كلابا
كتاب الله إن عقل الكتابا .
تركت أباك مرعشة يداه
وأمك ما تصيغ لها شرابا .
وأما الأستاذ إبراهيم نخلاوي فقد كانت مداخلته القيمة التي تحدث فيها عن دور الشاعرات المسلمات في عهد الدولة الإسلامية في الرفع من حمية الرجال إلى الجهاد والدفع بهم إلى الحرب من أجل نشر تعاليم الإسلام وفتح بلدان كانت لا تدين بالإسلام. كما تحدث المتدخل أيضا عن اعتزاز الشاعرة المسلمة بإسلامها وقيمه السمحة التي منحتها حقوقها كاملة دون نقصان، وجعلتها تتبوأ مكانة إنسانية مرموقة في المجتمع فكانت خير معين للرجل في السراء والضراء.
الخنساء، خولة بنت الأزور،.... وغيرهما من الشاعرات المسلمات اللواتي يسجل لهن التاريخ بطولاتهن في الحرب وفي السلم، من خلال شرعهن المتميز الذي لا ينقص من حيث قيمته الفنية والأسلوبية عن شعر الشعراء الرجال في ذلك الزمن وبعده.
عرفت الندوة حضورا منقطع النظير ومتابعة من طرف طلبة الكلية وغيرهم .
عزيز العرباوي
الجديدة
التعليقات (0)