مواضيع اليوم

ندوة تحديث التفكير الديني- المحور الثاني : الخصائص المميزة لمجلة قضايا إسلامية معاصرة

مولاي محمد

2010-08-30 16:23:14

0

ندوة تحديث التفكير الديني

المحور الثاني : الخصائص المميزة لمجلة قضايا إسلامية معاصرة


ماهي الخصائص المميزة لمجلة قضايا إسلامية معاصرة، وماهي إضافتها وسط الإعلام الفكري الإسلامي؟
مصطفـى بوهنــدي
إن مجلة قضايا إسلامية معاصرة بنظري، قد اكتسبت، من خلال مواضيعها، الكثير من الاسم الذي أطلقته على نفسها, أي إسلامية معاصرة، ومن ثمة فعنوان المجلة يتناسب مع المضمون ومع القضايا. فالمجلة ناجحة بقضاياها المعاصرة من منظور إسلامي نقدي ومنفتح. طبعا هناك مجلات كثيرة تحمل صفة "إسلامية" وقد تدعي المعاصرة، ولكنها لا تتجاوز إعادة إنتاج الفكر القديم وتلقينه، أو الإسلام التاريخي، بلغة معاصرة أو في قالب معاصر؛ فهناك فرق بين الديباجة المعاصرة والشكل المعاصر والقالب المعاصر, وبين أن تكون القضايا المعاصرة, والمنظور إليها برؤية إسلامية تتجاوز الرؤية التاريخية التي استلبت الإسلام لذاتها وأصبحت هي رؤية الإسلام. فنجاح مجلتنا قضايا إسلامية معاصرة مرتبط بقدرتها على تجديد الفكر الديني, وتجديد ذاتها, وتجديد إسلامها.
عبد العالي المتقـي
في الحقيقة، مجلة قضايا إسلامية معاصرة، خط فكري جديد كل الجدة؛ فإشكالاتها بل وأطروحاتها من خلال محاورها, وكذا كتابها، كل ذلك لم يكن أمرا معهودا في الوسط الثقافي الإسلامي؛ فأغلب كتابها هم ممن كانوا مهمشين في الثقافة الدينية السائدة والطاغية. يضاف إلى هذا هامش الحرية الواسع جدا في هذه المجلة؛ فهي تستوعب الرأي ونقيضه، وهذا من أخص خصوصياتها، أي حرية التعبير!
إبراهيم أمهــال
إن ما اعتبره إضافة نوعية لمجلة قضايا إسلامية معاصرة، هو جرأتها؛ فبالنسبة لبعض المجلات التي سبقتها مثل "المسلم المعاصر" و"منبر الحوار" و"إسلامية المعرفة"، كانت هناك محاولات لتجاوز الخطاب الفكري الإسلامي التقليدي، سواء على مستوى المضامين, أو على مستوى التساؤلات، إلا أن عوائق كثيرة حالت دون ذلك، وارتبطت أساسا بالسياق الذي كان يشتغل فيه أولئك المثقفون، وارتباطهم بمؤسسات وهيئات ومصالح لم تكن تسمح بأكثر مما كانوا يتحدثون عنه. وعليه ما لبثت شعارات أسلمة المعرفة, والتجديد الديني, وتجديد أصول الفقه, وغيرها.. أن تراوح مكانها بسبب عدم القدرة بل وعدم الجرأة على خرق الحدود والحواجز، والتي بعضها، كما ذكرت، فكري, وبعضها مرتبط بسياقات أخرى اجتماعية ومصلحية ومؤسساتية.
أما بالنسبة للضفة الأخرى من الفكر الإسلامي، أي ما ينتجه المفكرون الإيرانيون, واللبنانيون, والعراقيون المحسوبون على الشيعة، فكانت تصلنا بالطريقة نفسها، المجلات المذهبية, التي لم تستطع التخلص من النزعات التبشيرية المذهبية والارتباطات المؤسساتية. ولكن خصوصية مجلة قضايا اسلامية معاصرة، أنها استطاعت أن تخرق السقف المذهبي القصير، سواء لهؤلاء أو أولئك. وطرحت قضايا هي أقرب ما تكون إلى المشترك الإسلامي, بل المشترك الإنساني أيضا؛ قضايا فيها عمق, وجدة, وجرأة, وتجاوز على مستوى الشكل أو المضمون. ولكن لا يجب أن نفصل خصوصيات هذه المجلة الجادة عن سياق ظهورها, والظرفية التي تتحرك فيها؛ فالمجلة، في النهاية، يكتب فيها مثقفون إيرانيون بالدرجة الأولى، وهم من المهتمين بالخطاب الإسلامي الجديد داخل إيران، كما يرصدون بعض المآزق والإنسدادات التي يعيشها الفكر الإسلامي هناك, بارتباطه مع أزمة الدولة, وأزمة المشروع الإسلامي عموما. وفيها من خصوصية المثقف الديني الإيراني, الذي انفتح على الفلسفة, وعلى العلوم الإنسانية في وقت مبكر, قبل المثقفين الآخرين داخل الدائرة السنية، مع تقديرنا النسبي لهذه التصنيفات. وإنا نلاحظ مثلا أن مواضيع مثل التعددية الدينية، والتأويل، وفلسفة الدين... طرحت في مجلات أخرى غير قضايا إسلامية معاصرة، ولكن مستوى التناول في هذه الأخيرة كان أكثر تجاوزا, وأكثر قدرة على خرق السقف الذي انحبس فيه الفكر الإسلامي المعاصر.
كما تفردت مجلة قضايا إسلامية معاصرة بالجرأة على نشر مقالات لم تكن لتنشر في مجلات أخرى, مثل مقالات عبد الكريم سروش, ومحمد مجتهد شبستري, ومصطفى ملكيان, وداريوش شايغان ...
عبد العزيز راجـيل
تعتبر مجلة قضايا إسلامية معاصرة، من وجهة نظري، تجربة فكرية وإعلامية رائدة في الوسط الثقافي العربي، وهي إضافة نوعية تستحق التنويه، كما تستحق التوقف لرصد أدائها, وتقويم مادتها, انطلاقا، بالطبع، وكما ذكر الإخوة قبلي، من الأعداد التي وصلتنا في المغرب. وهذه التجربة كأي عمل بشري، لابد أن يعتريها القصور.
ويمكن أن نرصد بعض الملاحظات الأولية حول هذه المجلة قبل أن ندلي ببعض المقترحات لتحسين الأداء نحو الأفضل.
1- المغامرة والمخاطرة: وهي أول سمة يمكن أن تسجل للمجلة، نظرا لطبيعة الأسئلة التي طرحتها, والمواضيع التي تناولتها, مما له علاقة بالمعرفة والفكر الدينيين, عرضا وتحليلا ونقدا؛ فالمغامرة تظهر في كون الأفكار المعروضة في المجلة محظورة في بعض الأوساط الدينية، والخوض فيها يلصق بصاحبها اتهامات تصل الى حدود إخراجه من الملة. كما أن طبيعة مضمون المجلة تخلخل البنية السائدة للتفكير, وتدمر النسق السلفي الطاغي في أوساط المشتغلين بالدراسات الإسلامية. هذه الجرأة قلما توفرت في دوريات ومجلات "إسلامية" والتي تمشي في حدود الخط الأيديولوجي المرسوم سلفا. وعليه فدخول مجلة قضايا إسلامية معاصرة إلى المغرب، سحب البساط من كثير من المجلات, ذات الأفق التقليدي في تناول المواضيع الدينية والفكرية، والمملوءة بالتكرار والاجترار وغياب الجدة والعمق والإبداع والتجديد.
2- الإبداع: اعتاد المثقف الديني أو القارئ العادي على مطبوعات حزبية, تصيبه بالملل, وتسد أفق التفكير, وتشل ملكة التساؤل والنقد؛ فكانت مجلة قضايا إسلامية معاصرة مجلة مبدعة وناقدة، خرجت عن مألوف القارئ، وكثير ما تخرق أفق انتظاره، بل تسبب له مشاكل فكرية إضافية لم تكن تخطر على باله، وتعيد طرح أسئلة عليه كان يظن أن يقينه حسمها ! فاستطاعت هذه المجلة الرائدة أن تمارس التجديد عوض مجرد الحديث عنه، كما نجد عند مجموعة من المبشرين, الذين ظل التجديد عندهم شعارا بلا مضمون؛ فقضايا إسلامية معاصرة، بنظري، تكتب في التجديد, وليس عن التجديد. وهي، بمعنى آخر، دعوة علنية مفتوحة إلى التفكير بصوت حر ومرتفع, بعيدا عن الوصايات والآبائيات على العقل الإنساني.
3- اللامذهبية: على عكس بعض الدوريات التي تصلنا في المغرب من بعض البلاد العربية، وهي في الحقيقة منشورات طائفية ومذهبية, تعكس نمطا من التفكير المحافظ, والذي لا يحترم ذكاء القارئ المغربي، فإن قضايا إسلامية معاصرة لا تعبر بنظرنا عن أي توجه طائفي ومذهبي؛ فهي منفتحة على أقلام مختلفة, وربما متضادة, سواء من داخل الدائرة الدينية أو من خارجها، وتعبر عن آراء وتصورات طوائف وجماعات متعددة، وهذه نقطة قوة تسجل لهذه المجلة، وتجعلها تحظى بمصداقية كبيرة في أوساط المفكرين والمثقفين والباحثين الأحرار. فالمجلة، بذلك، هي مائدة نقاش مفتوحة لتبادل الآراء، وصالون فكري يطرح تساؤلات, ويعرض إشكالات في قضايا الفكر الديني المعاصر خصوصا عند المسلمين.
عبد الله الهـداري
يرجع الفضل لقضايا إسلامية معاصرة أيضا، في التعريف بمجموعة من الصيحات الفكرية الدينية الحديثة، أو بمجموعة من المشاريع الفكرية؛ مثل مشروع عبد الكريم سروش وما أثاره من نقاش ساخن، أو مشروع أبي القاسم حاج حمد من خلال بعض مقالاته التأسيسية والمنهجية. وكما ذكر الأستاذ راجيل، فهذه المجلة استطاعت الدخول في صلب العملية التجديدية الدينية ولم تقف عند حدود التبشير بها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !