#خلاصة_القول:
تمّ بحمد الله تنشيط عدد خاص من ندوات السّرد سهرة هذا السبت 19رمضان1442هـ الموافق لـ 01ماي 2021م وبالتّنسيق مع مكتبة المطالعة العمومية نورة بن يعقوب، وبهذه المناسبة نتوجّه بجزيل الشّكر إلى الأستاذ عامر خذير مدير المكتبة وطاقمه على جهودهم الطيّبة خدمة للثّقافة والفكر والأدب، وقد شارك النّدوة أساتذة وكتّاب، الذين أثروا موضوع الجلسة الموسوم بـ:
"مغازي الرّسول- صلى الله عليه وسلّم- في أدب المشاهير"
وكانت البداية بالوقوف معجميا عند معاني ودلالات عتبة العنوان المكوّن من:
مغازي: وارتباط هذا اللّفظ بمقتضيات الواقع الاجتماعي والحضاري للإنسانية عموما والعربي خصوصا ومبرّرات هذا الاختيار دون سواه من التّسميات الأخرى التي تحمل أو تقارب هذه الدّلالة، وما له من مقاربات أخرى مثل الحرب والمعركة والقتال...لكنّها لا تصبّ كاملة في ما يدلّ عليه معنى "غزوة". وفي السيرة، هي الجيش الذي قاده الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه لقتال الكفار فإذا لم يكن فيه الرسول عليه السلام فيسمى سرية أو بعثا.
والقارئ لسيرة الرّسول - صلى الله عيه وسلم - كما تناولها كبار المؤرّخين والكتّاب والأدباء، عربا وعجما، قديما وحديثا، يلحظ أنّ البحث عن الحقيقة التي جاء بها الإسلام لم يدركها إلاّ الباحثون والمفكّرون الحقيقيون، يقول أحد الكتّاب: ففي "ال 100 سنة الأخيرة على أنها السيرة التنظيمية العسكرية الحركية السرية وأن هذا التقديم هو أحد الأسباب في ظهور العديد من الأفكار والتيارات العنيفة والمتطرفة، التي جعلت حياة كثير من الناس ملتبسة، وأماتت مفهوم الإنسانية المتمثل في الخير والجمال والحب وكذلك أماتت مفهوم الرحمة للعالمين الذي هو صلب الرسالة النبوية الشريفة {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]."
و"غزوة": اختصار عجيب لتفاصيل القيم التي جاء بها الرّسول - صلى الله عليه وسلم - حاولت قراءات حديثة ومعاصرة من ذات اليمين ومن ذات اليسار تشويهها وإبعادها عن قاموس حياة البشريّة ولكن الذات العاقلة والواعيّة والمتبصّرة لا يمكنها أن ترفض هذه الحقيقة، وهذا الذي أكّدته شهادات مفكّرين وأدباء وفلاسفة في القرنين الأخيرين "يقول أرنست رينان عن الإسلام وعن محمد صلى الله عليه وسلم:
«ظهر الإسلام تحت نور التاريخ التام، وإن جذوره ظاهرة للعيان، وإن سيرة مؤسسه (النبي محمد) معروفة لدينا تماما مثل ما هي معروفة سيرة المصلحين في القرن السادس عشر». ويقول ويليام موير: «اعتاد محمد تقسيم الوقت إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول يخصصه لربه، والجزء الثاني لأهله (للناس من حوله) والجزء الثالث لنفسه. وعندما ازدادت أعماله العامة، تخلى عن نصف الوقت المخصص لنفسه، وقضاه في خدمة الآخرين»
ويقول أيضا: «إذا أراد محمد أن يشير إلى شيء ما فعل ذلك بكامل
يده (وليس بإصبعه!)
«كان كثير التبسم، فإذا ضحك، ظهرت أسنانه بيضاء وكأنها حبّات البرد».
إنّها شهادات عظيمة وقفت بصدق عند حدود اليقين وبين يدي الحقيقة التي عمي أو تعامى عنها كثير من مفكّرينا المحدثين ورفضوا الرّجوع إلى مصادرها ومراجعها كم فعل بعض الغربيين المنصفين، غير أنّنا يمكن أن نحصي بعض ألوية الفكر والأدب الموضوعيين الذين استطاعوا أن يضيفوا للتّاريخ ما يجعل أقوالهم وأفكارهم وإبداعهم ينير الطّريق أمام جحافل من الشّباب والكتّاب، كما فعل ذلك عبّاس محمود العقاد والرّافعي والإبراهيمي وغيرهم...ووثّقوه في آثارهم الأدبيّة والفكرّية...
ونختم بنصّ شعريّ بديع لـ " غوته" (1749 – 1832):
«ترتيلة محمد» يقول فيها:
انظر إلى نبع الصخور
لمّاعاً من الابتهاج
كَوَمضاتِ النجوم
ومن فوق الغيوم
ملائكة أخيار
تغذي عنفوانه
بين الصّخور في الأدغال
بحيويّة فتى يافع
يثِبُ بخِفّةٍ خارجَ الغيمة
وعلى الصّخور المرمر في الأسفل
يبتهل كَرّةً أخرى
إلى السّماء.
وفي أسفل الوادي
تنبت الأزهار تحت قدميه،
وتدبُّ في المَرج الحياةُ من نَفَسه .
ولكنْ لا يستوقفه الوادي الظليل،
ولا الأزاهيرُ،
التي تُعانق رُكبتَيه،
ترتبط الجداول به مرافقة.
والآنَ يخطو
في السّهل لامعا كالفضَّة،
فيلمع السَّهل معه،
وكل أنهارُ السّهل
وجداول الجِّبال
تهلِّلُ له وتناديه: يا أخانا!
ــــــــــــــــــــــــــ
ندوة السّرد / مكتبة المطالعة العموميّة نورة بن يعقوب / حاسي بحبح
ـــــــــــــــــــــ
للموضوع إحالات من كتب ومواقع.
التعليقات (0)