مواضيع اليوم

ندوة: "الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب"

ندوة: "الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب"
إعداد الباحث: خالد التوزاني


نظمت جمعية التراث والتواصل الأورومتوسطي ندوة علمية صوفية، تحت عنوان: "الرباطات والزوايا في تاريخ المغرب"، تحت إشراف السيد والي جهة فاس-بولمان، وبشراكة وتعاون مع جمعية مولاي علي الشريف، والمجموعة الحضرية، ومقاطعة فاس المدينة ، وذلك يوم السبت26 يونيو2010 بمقر نادي الصناع التقليديين –البطحاء- بفاس.
تأتي هذه الندوة الهامة في سياق التنشيط الثقافي الهادف بمدينة فاس، والذي يسعى لتأكيد مواطنة صالحة وصادقة، ويثير الانتباه والاهتمام بالتراث الصوفي المغربي في أبعاده الوطنية وتجلياته الروحية وآفاقه الإسلامية والقومية، انطلاقا من الوعي بأهمية التراث الصوفي في الحفاظ على الوحدة الوطنية وترسيخ التواصل بين شمال المغرب وجنوبه.
في هذا السياق، سياق الوحدة والتضامن والتواصل، استضافة جمعية التراث والتواصل الأورومتوسطي ثلة من رجالات الفكر والإبداع وشيوخ التصوف والزوايا والشرفاء، فكانت المناسبة عُرسا علميا وصوفيا جمع الكل على مائدة العلم والمحبة والوئام.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها كلمات: السيد عبد الوهاب الإدريسي الصباغي رئيس جمعية التراث والتواصل الأورومتوسطي، والسيد نقيب الشرفاء البورقاديين. وقد ترأس الجلسة الصباحية الأستاذ الدكتور إبراهيم أقديم ثم الدكتور نور الدين الرايس. المحاضرة الأولى ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، تحت عنوان: " الزاوية المعينية: مسار وإبداع"، حيث افتتح الأستاذ مداخلته بتوجيه كلمات الشكر والثناء للحاج عبد الوهاب الصباغي على مجهوداته الكبيرة التي بذلها من أجل تنظيم الندوة وربط التواصل بين الباحثين. وقد تناول الأستاذ بالدرس والتحليل أهم الأطوار التاريخية التي مرت منها الزاوية المعينية، بدءا بتأسيس الزاوية سنة 1857هـ - 1274م، على يد الشيخ ماء العينين، ومرورا بطور النشأة والتوسع والانتشار، ثم طور مقاومة الاستعمار في الجنوب المغربي، بل والتطلع إلى تحرير مدينة فاس لولا أن المنية قد وافت الشيخ ماء العينين بتيزنيت. أما الطور الرابع فهو يمثل مرحلة ما بعد الاستقلال إلى اليوم. حيث استمرت الزاوية المعينينة في القيام بأدوارها الطلائعية. بعد هذا العرض التاريخي، تناول الأستاذ بالتحليل خصائص إبداع الشيخ ماء العينين، مستخلصا جملة من خصائص أدب الرجل، وهي تباعا: خصيصة الأصل والجوهر، خصيصة السمو والعلو، وخصيصة الشمول والكمال، وخصيصة البطولة والفروسية. ثم ختم المحاضر كلمته بالتأكيد على دور الزوايا في الحفاظ على وحدة الوطن واستمرار أمنه واستقراره.
أما المداخلة الثانية فقد ألقاها الأستاذ الدكتور نور الدين الرايس، تحت عنوان: "الزوايا ودورها في الإشعاع العلمي لمدينة فاس: الزاوية التيجانية نموذجا"، حيث تحدث الأستاذ عن أهم أدوار الزوايا بالمغرب على مر التاريخ، مبينا أهميتها في الحياة الروحية والاجتماعية والاقتصادية للمغاربة، ومؤكدا بالأخص على إشعاعها العلمي في الوسط الذي تنتمي إليه. حيث اعتمد في البيان والتوضيح على نموذج "الزاوية التيجاية" التي أسهمت في الإشعاع العلمي والفكري لمدينة فاس، باعتبار هذه المدينة مدينة العلم والصلاح منذ تأسيسها، فتحدث الأستاذ عن أهم أعلام الزاوية وأدوارها ومناطق نفوذها، مبرزا قيمة الشأن التعليمي والفكري عند زوايا المغرب بشكل عام.
أما المداخلة الثالثة فقد ألقتها الأستاذة الدكتورة جميلة زيان تحت عنوان: "دور الزوايا في مواجهة التنصير في تاريخ المغرب"، حيث حاولت رصد واقع التنصير بالمغرب بين الأمس واليوم، مبرزة جهود الزوايا في مواجهة الهجمات التنصيرية؛ بالرد على النصارى، والحرص على سلامة عقيدة المسلمين المغاربة بتعليمهم أمور دينهم وإرشادهم، وقد ظهر دور هذه الزوايا جليا خلال فترة الاستعمار، من خلال فضح نوايا المستعمر، حيث انبرى شيوخ الزوايا للرد على المستعمر الغاشم؛ سواء بالخطب وأماكن اجتماع الناس أو تأليف الكتب والرسائل، فمن الكتب كتاب: "نصيحة أهل الإسلام بما يدفع الكفرة اللئام".. ختمت الأستاذة مداخلتها باقتراح سبل لمواجهة التنصير ودرأ آفة التبشير التي بدأت تغزو المغرب في السنوات الأخيرة.
أعقب المداخلات العلمية السابقة، جلسات شعرية ذات بعد صوفي وروحي متميز، حيث ألقى الدكتور رشيد العلوي المدغري قصيدة زجلية اتخذت من الزاوية موضوعا لها، وألقت الشاعرة فاطمة الزهراء العلوي قصيدة أخرى، وأخيرا ألقت الشاعرة الصحراوية ماء العينين قصيدة رنانة كان لها وقع حسن عند الجمهور خاصة وأن الشاعرة من أحفاد أحد شيوخ الزوايا بالجنوب المغربي فجاء شعرها مفعما بالأجواء الصوفية.
أعطيت الفرصة لتدخلات الحاضرين، للتعبير عن آرائهم واستفساراتهم حول القضايا التي تناولها الأساتذة في محاضراتهم. وقد أجاب عن أسئلتهم وانشغالاتهم كل من: الأستاذة جميلة زيان، والأستاذ عبد الوهاب الفيلالي، والأستاذ نور الدين الرايس.
استمرت أعمال الندوة العلمية الصوفية في المساء، بحضور مجموعة من الضيوف والأساتذة والباحثين الذين أغنوا فقرات الندوة بمداخلاتهم وأبحاثهم في مجالات التصوف وتاريخ الزوايا والرباطات بالمغرب. إضافة إلى جلسات شعرية نشطها الشعراء: الدكتور رشيد العلوي المدغري، والدكتور عبد الكريم الوزاني والأستاذة ربيعة خلوفي..
اختتمت وقائع الندوة بكلمة ألقاها الحاج عبد الوهاب الصباغي رئيس الجمعية المنظمة للندوة، عبر فيها عن المراحل التي تطلبتها تنظيم الندوة والجهود التي بذلها في سبيل إنجاحها، كما شكر الشرفاء والأساتذة وعموم الحاضرين على مشاركتهم الفعالة والمشرفة. وتوجت الجلسة بتوزيع شهادات تقديرية على المشاركين، تشجيعا لهم واعترافا بفضلهم. ثم رفع الجميع برقية إكبار وإجلال لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والدعاء له بالعزة والنصر والتمكين.
إعداد الباحــث: خالد التــوزانـي
البريد الإلكتروني: Touzani79@hotmail.com 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات