مواضيع اليوم

نداء من غزاوي محاصر .

هشام الصباحى

2009-01-16 19:33:09

0

 

 

نداء من غزاوي محاصر


المصدر : مواقع .

أرجوكم يا عالم من كل قلبي أن تتوقفوا عن النفاق .. أن تتوقفوا عن الكذب .. أن تتوقفوا عن المتاجرة بدمي .. أنا غزاوي من خزاعة .. وأنا من التوام، من البريج، من بيت حانون ، من جباليا، من رفح  من.. من تل الهوى.. أنا من مات أطفاله أمام عينيه .. أنا من ينتظر موت من تبقى من عائلتي .. أنا من أتلقى صواريخ وقنابل العدو بصدري العاري ..أنا من خرجت زوجة آخي بعد صلاة الفجر تبحث عن رغيف خبز لمن تبقى من أطفالنا، فقتلت في الطريق وبقيت سبعة ساعات ملقاة على الأرض ولم نستطع إنقاذها .. أنا من ماتت أمي على ركبتي ولم أتمكن من الاتصال بالإسعاف، لأنه لا يوجد عندي رصيد في هاتفي، ولا استطيع الخروج إلى الشارع لأصرخ مناديا على الناس.

 

أنا من لا يجد أطفالي كسرة خبز أو قطرة ماء.. ولا تجد أختي المصابة بمرض السكر دواء فذهبت بغيبوبة منذ ثلاثة أيام ..  أنا لا اعرف ما يدور خارج دائرة النار التي تحيط بمنطقتي .. فلا كهرباء ولا ماء، ولا نستطيع ممارسة ترف شرب كوبا من الشاي أو القهوة، فليس لدينا غازا للطبخ منذ أكثر من شهر، ولا يوجد عندنا ما نطبخه أو نأكله .. لا يوجد عشرة شواكل ولا عشرة دولارات في منزلي .. ولا املك سيارة أو شقة أو بيارة .. أنا غزاوي عامل فقير بسيط .. والله هذه حالنا..

 

فلا تتاجروا  يا تجار الدين، والدم،  والأنفاق،  بدمي .. لا تطالبوني بالصمود .. لا تبنوا أمجادا على موتي وجوعي وجثة أمي وأطفالي .. أنا لست صامدا .. أنا  لست صامدا .. أنا أسيرا.. بل قتيلا .. بقرار منكم وبصواريخ عدوي وعدوكم ..

 

ليس من حقكم أن تطالبوني بالصمود .. وانتم هاربون .. وكيف اصمد .. وأنا لا أملك  شيئا من مقومات الصمود..!!

 

ولا تستغلوا إيماني العميق بالله لتتلوا على آيات القران الكريم، تحثوني على الصمود والصبر.. فانا أقول لكم إن أطفالي قتلوا بين يدي وأمي لفظت أنفاسها الأخيرة على ركبتي .. فماذا وفرتم لي حتى اصمد .

 

والله ضحكت من أعماق قلبي حتى كادت تصيبني الهستيريا وأنا استمع للشيخ إسماعيل هنية وهو يقول من مخبأه "إن صمودكم هو صمود الهي" .. والله انك لا تقول الحقيقة يا شيخ مسلمي غزة .. بل انه صمود من قلة الحيلة .. صمود الضعيف .. صمود انتظار الموت..

 

كما ضحكت من أعماق قلبي عندما قال جارنا انه سمع بالراديو إن كتائب القسام دمرت دبابة للعدو .. يا فرحتي أصبحت حياة كل ألف غزاوي تساوي دبابة إسرائيلية ..!!

 

أنا  اصرخ بوجوهكم .. نحن نموت .. هل تعرفوا ما معنى نحن نموت .. وتقولوا دمرتم دبابة للعدو ..!!

 

ابنة أخي جاءت تبكي هلعا وتقول " عمي صحيح بدهم يبدأو الحرب البرية" هدأت من روعها وكذبت عليها، بان قوات المقاومة ستمنع العدو لو حاول التقدم برا وتهزمه، فلا تخافي، الم تسمعي عمك الشيخ خالد مشعل وهو يرحب بالقوات البرية، ويهددهم بقوله إن قوات القسام ستأخذكم  أسرى مثل شاليط ..!، فعمك الشيخ أبو الوليد لا يكذب يا حبيبتي والعدو يأخذ كلامه على محمل الجد، فهو يعرف إن عمك الشيخ لا يكذب، وانه إذا قال فعل..!!

 

فلتصمدي يا ابنتي فما النصر إلا صبر ساعة هذا ما قاله عمك الشيخ هنية.

 

يا زوجتي الحبيبة يا أم فادي تحملي واصمدي واصبري ذهب الكثير ولم يبق غير القليل .. إن النصر أصبح اقرب من أي وقت مضى .. هكذا قال رئيس الوزراء الذي انتخبتيه واعطيتيه صوتك، وزعلت منك حينها وقلت لك "هادول" ناس لا يوثق فيهم ، بتستاهلي يا أم فادي اصبري اصبري .. واصمدي.. حتى لا يظهر الشيخ مشعل كذاب الم يقل " إن شعبي صامد ويلقن العدو دروسا في الصمود"..!!  يلا يا أم فادي تعالي نلقن العدو دروسا بالصمود .. فالفنانين المصريين أيضا طالبونا بالصمود ، الم تشاهديهم يتظاهرون عند الهرم ويتغنون بصمودنا ..!! وها هم الصحفيين في الأردن يعتصموا أمام مقر نقابتهم يدبجون الخطب الرنانة عن صمونا، ما بيصير نخذلهم يا أم فادي.

 

حل عني يا أبو فادي راح تجنني .. شو بتقول لي صمود صمود واصمدي .. واصبري .. إنا اصمد وأموت أنا وأولادي وأهلي وجيراني..؟ وزعمائك يتسكعون في دمشق وبيروت والقاهرة .. أنا ما عندي اعمل لأولادي فنجان شاي يأكلوا معه الخبز، والنسوان الفلسطينيات في عمان الغربية يروحوا يحضروا حفلة دبكة ..يدبكوا ويغنوا على وقع صمودنا، شفتهم شو كانوا لابسات..؟ حرام والله حرام ..!!، أنا شو حزنت عليهم يا أبو فادي وهم يبكون على صوت الأغاني الحزينة وهي تزف الشهيد، إنهم مثلنا تماما يا أبو فادي إنهم صامدون تحت قصف الأغاني الحزينة، ونحن صامدون بوجه قصف الصواريخ الصهيونية، الحال واحد "مش بيقولوا وحدة وطنية"..؟؟

 

ثم لماذا لا نصمد ..؟ ولماذا نغضب  يا أبو فادي..؟ هل لأننا لا نستطيع دفن موتانا ..؟ هل لأننا نتلوى من مغص معدتنا الفارغة ..؟  ونرتجف من الخوف ،، وتهتز عظامنا من البرد .. لماذا لا نصمد يا أبو فادي .. على الأقل نحنا في البيت 50 شخص، بعد أن مات منا ستة،  وإذا متنا راح نموت جماعة .. "مش بيقولوا أن الموت مع الناس رحمة"..!!

 

لا تبكي يا أم فادي .. يا حبيبتي لا تبكي يا زوجتي الطيبة .. خليكي قوية .. ها هي الأمة العربية والإسلامية من المحيط إلى الخليج ومعهم كل العالم خرجت في تظاهرات بأبهي حللها، الم تشاهدي المرأة الفلسطينية في النرويج وواشنطن ترتدي الثوب الفلسطيني.. نعم نعم .. تظاهرت بالثوب الفلسطيني.. وهل هناك صمود وصبر وبطولة أكثر من أن ترتدي المرأة الفلسطينية الثوب الفلسطيني في واشنطن، ونيويورك وباريس وأوسلو ..

 

"كله إلا أوسلو يا أم فادي.. أوسلو تتظاهر .. هذا سيشرح قلب الدكتور عبد الستار قاسم وربيبته الدكتور إبراهيم حمامي، لان أوسلو تتظاهر. فعقدة القاسم والحمامي هي اوسلوا..

 

يا أبو فادي طز فيهم .. يا عمي إحنا بنموت عارف شو يعني بنموت وبتقول لي بيتظاهروا..؟؟  دخيل الله يا عالم نريد من ينقذنا من يوقف موتنا .. ما بدنا لا مظاهرات ولا دعوات ولا بيانات ولا مؤتمرات..

 

لا تكفري يا أم فادي استغفري الله يا أم فادي .. الم تسمعي الشيخ هنية يقول إن هذا هو الصمود الإلهي..!!

 

بعدين ما شفتي الفنانة الفلسطينية "العظمية" ريم البنا وهي تغني للصمود في دمشق..؟ وما شفتي حضور الحفل بملابسهم الأنيقة.. وحدي الله يا أم فادي .. بعدين الم تسمعي عبد الباري عطوان .. وهو يجعر كالبعير ويقول من لندن .. لو دمورا بيتوتنا لن نستسلم، الم تستمعي إلى المدعو ياسر الزعاترة أو إلى المدعو عزام التميمي وغيرهم من منظري الإخوان المسلمين وهم يتحدثوا عن الانتصار الإلهي الذي ستحققه حماس..!! اتقي الله يا أم فادي.

 

يا أبو فادي .. يا أبو أولادي .. والله فنانتك ريم البنا ما قدرت بأغانيها بدمشق تصحي أختك فتحية من غيبوبتها، ولا كل مظاهرات لندن وباريس وأوسلو  وعواصم الغرب والعرب إن تحول دون وفاة أمك على ركبتيك، ولا كل الخراريف والشعوذة للمدعو عطوان أو القاسم أو حمامي ، ولا زعتر الزعاترة ولا استهبال التميمي حال دون قصف الصواريخ لابناءك التلاثة.

 

"اصحي يا فتحية اصحي يا أختي .. وإلا أقولك خليكي بغيبوبتك أريح لك عشان لما تموتي ما تحسي بشيء والله انت المحظوظة بينا لأنك لا تحسي بشيء مما نحن فيه من مأساة".

 

اسمعي اسمعي يا أم فادي هذا مسؤول كبير يخطب بالراديو اسمعي شو بيقول " اننا ونحن نترحم على أرواح الشهداء في قطاع غزة الباسل فإننا نوجه رسالتنا إلى كل أبناء شعبنا، إنكم وقد تركتم وحدكم في الميدان تواجهون آلة البغي والعدوان الإسرائيلية فعليكم بالثبات والصمود الذين عهدناهما فيكم، وأصبحتم بهما عنواناً لكل شعوب الأرض ، وعلموا المحتل درساً لا ينساه بان هذا الشعب عصي على الانكسار ولن يرضخ أبداً مهما استوحشت آلة القتل الصهيونية، وعلموهم أيضا أن كل شهيد يسقط فينا يزيدنا ثباتاً واستبسالاً ويقربنا أكثر من النصر، إن فرج الله قريب، وان نصر الله قريب" ....

 

يا الهي يا رب العزة ياخدك، وياخد كل من يشد على ايدك، والله يخلصنا منكم ويبعد شركم عنا، سامع يا أبو فادي شو بيطالبنا هذا المجنون ..!! 

 

.. يا أخي حلو عنا اتركونا بحالنا إحنا بنعرف كيف ندعي ربنا يساعدنا على الخروج من هالمحنة، وهي ليست محنة من الله كما يقول شيوخ حماس مشعل وهنية وأبو مرزوق وشاويشهم نزال، إنها محنة من صنعهم.

 

و"بنطمنكم إن الله سينجينا أو بعضنا على الأقل من الموت لأننا نؤمن بالله ونحب الحياة ونكره الموت .. مع إن صوت القنابل لا ينبيء بخير .. ورائحة الموت لا تنبيء بخير .. ودعوات الصادقين إذا كانوا صادقين لا تأتي لنا بالخبز.. وكل أشكال ما يسموه تضامنا معنا لا يوفر لنا كوبا من الماء ..

 

فكم انتم شعوبا بخيلة حتى في تضامنكم معنا تتضامنوا بأرخص أنواع التضامن .. تضامن صوتي لا يكلفكم شيئا.. ولا حتى دولارا واحدا .. تضامن رخيص، والاكثر منه رخصا ذاك التضامن من الكتاب والصحفيين ، يجلسون في الغرف المدفأة يدخنون السجائر ويشربون الشاي والقهوة والنسكافيه، وربما مشروبات محرمة والعياذ بالله ويدبجون مقالات الرثاء، وبرزت منهم كوكبة ابدعت في صياغة الخطابات الانشائية البكائية المبللة بالدموع، حزنا على اطفال غزة، ونساء غزة، واهل غزة، كتابات لا تسمن ولا تغني من جوع، ويعتبر الواحد منهم انه قام بواجبه وسجل موقفا ضد العدو، وساهم بالنصر الالهي الذي بشر به كبار الكهنة في حماس، ومن ورائهم الاخوان المسلمين.

 

ومنهم من قصف العدو بعبارات ما شاء الله، كل عبارة مما كتبوا قادرة على صد موجة من قذائف طائرة أف 16، ومنهم من تكفي عبارة واحدة مما يكتبون من ازالة الكيان الصهيوني من على وجه الارض.

 

ومنهم من تمزقت حنجرته وهو يتلو الدعاء تلو الدعاء، ويبشر المؤمنين بالنصر المبين، وكما يبدو ان العدو الصهيوني اكثر ايمانا من شيوخ الاحزاب الاسلامية، والمنظمات والجماعات الاسلامية، لان ما يجري على الارض هو ان العدو هو الذي يحقق النصر، ويهزم اصحاب اللحى.. الا اذا اعتبروا ان مقتل اكثر من الف انسان وجرح اكثر من خمسة الاف شخص ليس له قيمة ولا أي وزن، وان النصر عندهم يتحقق اذا ما بقيت الزعامات واسرها وذويها على قيد الحياة، حتى لو ابيدت غزة عن بكرة أبيها كما قال الشيخ الهارب من الميدان اسماعيل هنية، او ضربت غزة بقنبلة ذرية كما قال المتخصص بالجهاد اللفظي عبدالله شلح.

 

يا ابو فادي والله حل لنا ان نرتاح .. حرام ان يظل شعبنا يذبح كالخراف كلما اراد رجلا في هذه المنطقة ان يصبح زعيما.

 

شعب غزة المسكين المنكوب 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !