لا شك أن كل عربي مسلم يتالم لما يحدث في أرض الإسراء و المعراج أرض فلسطين و عاصمتها القدس الشريف . هذا الشعور يلازمه كل يوم و هو ليس ناتجا من ما يعانيه الشعب الفلسطيني عامة لكنه يتفاقم بالصمت العربي المر الذي يِألم اكثر من المعاناة نفسها .
إقتحام المسجد الاقصى ليس وليد اللحظة لكنه يدخل ضمن مشروع أكبر من ان تتصدا له الشعوب العربية بوضعها الحالي . او الحكام العرب الذين رضوا بذل ما بعده ذل . فهو مخطط استراتيجي ينفذ على المدى الطويل من طرف الكيان الصهيوني .
فجميع القرائن و الدلائل كانت تدل على أن الأقصى سوف يقتحم و ليست المرة الاولى التي يقع فيها ذلك لكن هذه المرة كانت بقوة و لن تهدأ هذه العاصفة عند هذا الحد بل ستستمر لأن الكيان الصهيوني عازم و بقوة على الاستمرار في مشروعه تهويد القدس . و قواعد اللعبة تغيرت في الأراضي الفلسطينية و اغلبها تخدم مصالحه .
عندما أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرا ينبه إلى ضرورة التحرك لحماية المسجد الاقصى قليلون من حركوا ساكنا من حكامنا أو شعوبنا و حتى في الداخل الفلسطيني . و الذي أطلع على التقرير يعرف جليا خطورة ما كتب و كيف يجب التعامل معه .
لقد أشار التقرير إلى مخطط تهويد القدس كمخطط استراتيجي يتضمن مجموعة من المخططات التي تهدف إلى سيطرة تامة على المسجد من اجل ضمان العاصمة الأبدية للدولة العبرية . ذكر التقرير مخطط " أرشليم اولا" بما هو مخطط يهدف إلى الحفر تحت المسجد الاقصى حيث وصلت عدد الحفريات إلى 25 حقرية تحيط بالمسجد الاقصى. يضاف إلى ذلك السيطرة على مقبرة الرحمة و تحويلها إلى حديقة تراثية . و تحجيم دائرة الاوقاف ومنعها من ترميم القدس . كما ذكر التقرير أن المخطط يتضمن تقييد حركة المصلين و منع من هم أقل من 50 سنة من أداء الصلاة في المسجد الاقصى .
من أول لحظة يتجلى العمق الاستراتيجي للمخطط الصهيوني كما يتبين أن الوضع الفلسطيني لن يستطيع منع هذا المخطط بما هو عليه الان و أن "اسرائيل" تواصل مشاريعها بغض النظر عن وجهات النظر الدولية أو العربية و ان عملية السلام هي محاولة لكسب الوقت و إبعاد الشعوب عن القضية الاساسية ألا و هي قضية فلسطين الحرة و عاصمتها القدس .
فحتى لو استسلم الحكام فالشعوب ستناضل من أجل حقها في قدس عربي اسلامي
و هذا لايتأتى إلا بوعي ضروري بمخططات الدولة الصهيونية على جميع المستويات . وهذا نداء من أجل الكرامة و الاقصى إلى كل غيور عن أرضه و شرفه .
محمد الشبراوي
Chebraoui.minbare@gmail.com
التعليقات (0)