يقول عز وجل " كل نفس بما كسبت رهينة"
و أنا أدعوك أخي السني إلى إخلاص العمل للحي القيوم الذي سنقف بين يديه جميعا للحساب يوم القيامة ..
و معنا كل الأنبياء عليهم السلام ... الذين ذكرونا بتعاليم الله و بلغوا لنا الوحي .. و كل آيات الله البينات التي تتضمن تعاليم الله الأزلية لجميع خلقه من الجن و الإنس ... و كانوا هم أنفسهم متبعين للوحي بقدر طاقتهم في أزمانهم .. و بحسب ظروفهم المادية و الحضارية و لم يؤثر عن أحدهم أنه أتى بأي عمل يخالف الوحي مطلقا .. فصلوا و صاموا .. وحجوا .. و قضوا بين الناس بالعدل و بحسب ما أراهم الله عن طريق الوحي ... وقاتلوا
و قتلوا استجابة لأمر الله في التوراة.. و الإنجيل.. و القرآن.
و بالتالي لا يمكن أن نتوهم لحظة أن أين منهم قد أتى بسنة أو عمل موازيا لشريعة الله ... فلقد قاتل النبي محمد صلى الله عليه و سلم بالسلاح الذي توفر في عصره و حضارته استجابة لأمر الله بالقتال : "و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل .. " و نحن يجب أن نقاتل بالدبابة و الصاروخ و الطائرة ... مستعملين أفتك الوسائل التي أنتجتها حضارتنا المعاصرة استجابة لنفس الآية التي جعلت الرسول و صحابته رضوان الله عليهم يستعملون السيف و الرماح .. و يركبوا الدواب .. ؟
إن استعمال السيف و الرماح ... و غيرها في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم يعتبر قمة الاستجابة لأوامر الله عز وجل ... و لذلك انتصر المسلمون في كل حروبهم و أعزهم الله بالإسلام ...
أما استعمالنا في العصر الحديث لنفس الأسلحة التي استعملها قدوتنا عليه الصلاة و السلام فيعتبر قمة الدروشة و الحمق و البلاهة و ستجلب لنا الهزيمة الحضارية و العسكرية و السياسية ... و ستجلب لنا حتما غضب الله عز وجل و نقمته كما هي حالنا اليوم ؟؟
كما لبس عليه الصلاة و السلام و تلحى و أكل و شرب ... مما كان يلبس بنو قومه أو بنو حضارته ... لأن مثل هذه الأشياء تخضع لسنة التطور
و التغير و الذوق العام للناس في كل زمان و مكان ....؟
كما عوتب صلى الله عليه و سلم كما عوتب إخوانه من الأنبياء و الرسل عليهم السلام لما خالفوا الوحي في بعض أعمالهم ... فعوتب نوح عليه السلام لما استغفر لابنه الكافر... ؟ و عوتب موسى عليه السلام لما تعصب لأحد من بني جلدته ...؟ و عوتب محمد صلى الله عليه و سلم و قال له ربه : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك ..؟
و سيحاسب كل منا طبقا لمعايير القرآن و ليس لمعايير أحد من العالمين.
دمتم في رعاية الله عز وجل و حفظه و تقبل الله صومكم.
التعليقات (0)