فالإمام الحسين ، فُرضَت عليه مواجهة الطغيان والعبودية والمتمثلة بحكم الطاغوت الأموي، وهنا يتجلى لنا آلية النهضة الإصلاحية، فلا خيار،، إما الموت أو الحياة، وفي كلاهما حياة للأمة الإسلامية وهذه الحياة المُتمثلة في احياء مباديء وقيم دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتي امتدت زمنياً من خلال مسارعترته الطاهرة .
ولو أسقطنا هذا المنهج على بعض الأحداث في واقعنا لتجلت لنا الرؤية بشكل واضح وانقشعت غمامات التشويه والتشويش التي سعى لها البعض، والتي شوهت النظرة لبعض الرموز الحقوقية والذين هم الآن قابعون في السجون بسبب انتهاجهم الخط الرسالي كما الحسين ، هم أجبروا على خوض معركة قد تكون خاسرة بالحسابات المنطقية الدنيوية لكنها غير ذلك في المنهاج الرباني الأخروي.
لا يخفى على كثير منَّا أن حقيقة رسالة نهضة الإمام الحسين ما زالت مُغيبة عن كثير من المُسلمين عمداً من طرف ما أو جهلاً من العوام..
تغييب تلك الحقيقة أو جهلها - مع المقدرة بالمعرفة - يتعارض وأهداف الإمام الرسالية، وهذا ما يجب علينا جميعاً من رجال دين وعوام على السواء من استنهاض تلك القيم ونشرها وتفعيلها في واقعنا المُعاش، ويتجلى ذلك من خلال استيعاب وتفعيل ما يلي:
1 - القناعة والإستيعاب التام بأن نهضة الإمام الحسين هي مُلهِمة ومرجعية المُسلمين سنة وشيعة. ولو أنصفنا أكثر لقلنا للإنسانية كافة
2 - التعمق المعرفي والإجتهاد للإلمام بتفاصيل نهضة الحسين والتجرد من جلباب الجهل والتبعية في اثبات أو نكران مظلوميته، والمصادر الموثوقه هي خير مرجع في حال الإختلاف، فإعمال العقل والتتبع التاريخي يرمم تصدعاتنا الثقافية وسطحيتنا المعرفية.
3 - نشر مظلومية ورسالة الإمام عالمياً فضلاً عن محيطنا المحلي، وليس الهدف البكاءوالتباكي لمجرد بث الحزن عاطفياً، رغم أهمية الجانب الوجداني بل يجب أن نستلهم من هذه المظلومية نبذ الظلم والجورومحاولة مُحاربته في وقتنا المعاصر. خاصة ونماذج الظلم نُشاهدها في كل ساعة من يومنا في جميع بقاع المعمورة.
4 - عدم الجمود في وسائلنا التعريفية لهذه القضية العظيمة بل يجب استحداث وابتكار السبل الفعَّالة بقوالب حديثة لتسليط الضوء على هذه الرسالة الخالدة، فالوسائل التكنلوجية ووسائل النهضة الإعلامية هي كالبرق في إيصال القضية، فضلاً عن طي مسافات شاسعة قد تفصل المجتمعات بعضها البعض. وتجديد خطاب المنبر الحسيني بإطروحاته ومُلامسته لواقع المجتمع وليصبح وقعه أكثر صدقاً وفعالية.
فنداءات الحسين لا تُخفيها الدهور بصروفها، نداءاته خالدة باقية لا تُمْحى .
التعليقات (0)