مواضيع اليوم

نداءٌ‮ ‬ومقترَحٌ‮ ‬لحل‮ ‬النزاع‮.. ‬والحرب‮ ‬في‮ ‬صَـعْـدَةَ

صحيفة الدامغ

2010-01-09 08:34:57

0

نداءٌ‮ ‬ومقترَحٌ‮ ‬لحل‮ ‬النزاع‮.. ‬والحرب‮ ‬في‮ ‬صَـعْـدَةَ
 

العلامة/ إبراهيم بن محمد الوزير

> أشاركُ في الندوة الحوارية التي تبُثـُّـها قناة »المستقلة« عن قضية الحوثيين وأسبابها ، وعلاقة المملكة العربية السعودية بقضية الحوثيين ، وما يصح وما لا يصح ، وأسبابها في الداخل ، وواجب الحوثيين ، وواجب الدولة لدينا ، فإنني إنطلاقاً مما دار في الندوة أقول:

من المؤكد أن سفكَ الدماء سواء أكانت دماءَ إخواننا في المملكة ، أو إخواننا في وطننا اليمن كـُــلُّ ذلك شيءٌ سيئٌ ولا يُرضي اللــَّــهَ عز وجل ، ولا ينفع الوطن في اليمن ، ولا في المملكة.

ولما سألني الإخوة المحاورون والأستاذ الأخ الدكتور/ محمد الهاشمي صاحب قناة »المستقلة« عن رأيي في هجوم الحوثيين على بعض الجنود في المملكة العربية السعودية أجبتهم بأن ذلك خطأٌ من ناحية وجوب حرص الجميع على العلاقة المتميزة والتي يجبُ أن تستمر في تقدم وصفاء بين اليمن والمملكة العربية السعودية ، وليس قولي إن ذلك خطأ يعني من الناحية الدينية ، فعلمُ ذلك عندَ اللــَّــه عز وجل ولستُ أنا حاكماً في الأرض ، والحَكَمُ العدلُ هي اللــَّــهُ العلي العظيم ، لكن كان يجبُ على الحوثيين تجنبُ التورط في هذا العمل بكل ممكن ومستحيل.

ولما سألني بعضُ الإخوة المشاركين ، وطلبوا مني أن أناشدَ الحوثيين وأطلبَ منهم إلقاءَ السلاح قلتُ لهم بوضوح : إذا كان هذا الطلبُ -أي الطلب من الحوثيين إلقاءَ السلاح- من أجل إدانتهم فقط لا غير ، فلستُ مُستعداً لإدانتهم ولا لإدانة أية جهة في القتال بين الأشقاء والإخوة في الدين والوطن ، مهما كانت تلك الجهة ، فأنا لم أعد أطلب إلاَّ حُسن الختام ، والفوز بالجنة والنجاة من النار ، ورضوان اللــَّــه عز وجل ، وأن يحشرَني اللــَّــهُ مع سيدتي فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وأمها وابنيها وأن لا يفرق بيني وبينهم حتى يدخلني مدخلـَـهم.

وأما إذا كان المرادُ أن أطلبَ من الحوثيين إلقاءَ السلاح كوسيلة لإنهاء الحرب والوصول إلى حل لقضية الحوثيين وصفاء المودة بين اليمنيين فيما بينهم وبين اليمنيين وإخوانهم السعوديين فالعملُ من أجل ذلك واجبٌ ، ويا حبذا وأهلاً وسهلاً ومرحباً ، ولكن يجبُ أن نفكرَ في إنجاح المسعى وهو كالآتي:

إن إلقاءَ السلاح من جهة الحوثيين والحرب قائمة اليوم على قدم وساق مستحيلٌ ذلك؛ لأنهم إذا ألقوا بنادقـَـهم فإن الجيشَ سيدخلُ إلى عُمق مناطقهم وسيقتلهم ويصفيهم ويأسرون من يأسرون وتكسر عظامُهم في السجون وينالهم من الأذى والتعذيب والإهانة في العرض والمال والنفس ما اللــَّــهُ به عليم ، وهُم بلا شك يُفضّلون أن يموتوا في المعركة على أن يلقوا سلاحَهم والحربُ قائمة وهم يعرفون ماذا سيترتبُ على ذلك.

ولكن إذا كان هناك جديةٌ في إنهاء المشكلة فهي كالآتي:

نحن قد عرفنا وجرَّبنا أنه بمجرد إيقاف إطلاق النار من جهة السلطة في بلادنا ، وأن يأمرَ الأخُ رئيسُ الجمهورية علي عبداللــَّــه صالح بوقف إطلاق النار من جهته ففي اليوم الثاني مباشرةً لا تسمع طلقة واحدة من الحوثيين ، وقد تكرر ذلك عدة مرات ، في كـُــلّ مرة توقف السلطة في الجمهورية الحرب وإطلاق النار فيتوقف الحوثيون وينتهي إطلاق النار فوراً.

ولذلك فالمطلوبُ من السلطة في بلادنا أن يأمرَ الرئيس علي عبداللــَّــه صالح بإيقاف إطلاق النار وستتوقف الحربُ فوراً مثل كـُــلّ مرة سبقت.

ثم يبدأ الصالحون والمصلحون من أمناء بلدي ومن إخواننا في المملكة الضغط على الحوثيين لتسليم أسلحتهم والضغط على السلطة في عدم أذية من سلم سلاحه منهم ، وفي فتح مراكز الزيدية ومدارسهم ليُـدِّرسوا علوم مذهبهم ومساجدهم ليدرسوا معتقداتهم ومذهبهم في أمن وأمان مثل سائر المذاهب والمشارب الإسلامية الأخرى في بلادنا ، ويتكرم الملك عبداللــَّــه بن عبدالعزيز بما وعدت به المملكة من المساعدات النقدية لإعمار الخراب والدمار الذي قد حصل في الأشهر والسنوات الماضية.

وتعود المياه إلى مجاريها ويعود التصافي والتعايُشُ بين اليمنيين ومعتقداتهم ومذاهبهم داخل اليمن كما كانوا منذ قديم الزمان ، ويعود التعاون والتعايش في كـُــلّ مجال (بلدة طيبة ورب غفور).

وقلتُ إنني أضمنُ أنا والأستاذ العلامة الدكتور/ المحطوري في أن الحوثيين إذا تم كـُــلُّ ذلك وأمنوا على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعرفوا أن الحكومةَ بالتعاوُن مع المملكة العربية السعودية جادةٌ في تهدأة الأمور ، وإيجاد السلام ، وإتاحة الفرصة في حرية التعبير ، وحرية العقيدة ، وحرية المذاهب ، وحرية التدريس ، وحرية الصحافة ، ووجود انتخابات سرية وحرة ونزيهة ، والإقرار بتداول السلطة سلمياً قولاً وعملاً فإن الحوثيين لا بد وأن يستجيبوا لنداء المحبة والأخوَّة والسلام ، ويلقوا السلاحَ ويستجيبوا للإنخراط في العمل السياسي المدني غير العسكري وغير الحربي والقتال.

وقد أحسستُ بأن الدكتورَ/ محمد الهاشمي الذي كان يُديرُ النقاشَ قد تفهم كلامي ، وأحسبه كان يريد أن يَعِدَ بمناقشة هذا الأمر لاحقاً والوصول إلى شيء ، حيثُ وأنني قد ناشدت المملكة وناشدت الملكَ عبدَاللــَّــه ، وسررتُ بعودة الأمير سلطان شفاه اللــَّــه وعافاه وتصريحاته الخيرة ، وشروعه في العمل من أجل إنهاء الحرب الظالمة العبثية التي تدور اليوم في أرض اليمن ، كما طلبت من قناة »المستقلة« ومن الأخ الدكتور/ الهاشمي أن تتبنى »المستقلة« الدعوة إلى هذه المصالحة ، وأن يتبنى الدكتور/ الهاشمي الإتصالَ بالأطراف المعنية في المملكة وفي اليمن للوصول إلى هذا المطلب العظيم وإحلال السلام بدلاً عن القتال والخصام.

ولم يكن هناك من نغمة نشاز في الرد على كلامي غير ما قاله الدكتور/ أحمد صابر »مصري« أعتقدُ أنه دكتور في الإقتصاد يسكن في لندن ، حيث قال شيئاً عجيباً قال : إن إبراهيم الوزير بمطالبته عودةَ مراكز الزيدية ومدارسهم يريدُ أن يعودوا لسب الصحابة وسب أبي بكر وعمر وتجرح أم المؤمنين عائشة ، وقرأ فقرات من ملازم يقال إنها من ملازم للسيد حسين الحوثي غفر اللــَّــهُ لنا وله ورحمنا وإياه.

وقد عجبتُ كما ولا شك سيتعجب كـُــلُّ مَن يسمع الدكتور/ أحمد صابر لهذا الكلام ، حيث وأنه قد قرر هو أن الحوثيين والتشدد الواضح في ملازم السيد حسين الحوثي نغمة نشاز ومبالغٌ فيها عن الفكر الزيدي الهادئ الرصين الذي يناقش كـُــلَّ القضايا بجُرأة وتحرر ، ولكن بهدوء وأدب وإنصاف ، وأنه لا يصح أن يجعلَ الحوثيون من تشددهم أنهم هم الزيدية ، ثم كيف عرف أنني أريد أن أسب الصحابة الأوائل المجاهدين الصادقين الصالحين المخلصين رضوان اللــَّــه عليهم؟ ، وهل إطلع على سويداء قلبي وعلى نيتي؟ ، وهل يعرفُ ماضيَ حياتي ، حيث إشتغلت أكثرَ من أربعين عاماً في السياسة والتدريس والتعليم والإصلاح ، ولم أتعرض لقضية المذاهب ولا لقضية الهاشميين بكلمة واحدة حتى ظهر الإلغاء والإنهاء ، ومحاولة الإذلال والظلم ، وكراهية آل رسول اللــَّــه المطهرين رضوان اللــَّــه عليهم ، فتصديتُ لها كما هو واجبٌ على كـُــلّ يمني يحب بلادَه ، ويحب الإستقرارَ والسلام والنمو والإزدهار والأخوَّة في اللــَّــه ، والتعاون من أجل خير الوطن والمواطنين من أبناء الوطن ، وكما هو واجبٌ على كـُــلّ مسلم يؤمنُ باللــَّــه واليوم الآخر.

لكن الدكتور/ أحمد صابر قال ما قال رَجماً بالغيب ، ومحاولةً للتصدي لدعوة السلام التي أطلقتها ، وإفشال أي دعوة للسلام والأخوّة والمصالحة بين الأشقاء ، كما هو واضح من كلامه ، وليس عند الدكتور/ أحمد صابر قضية في نقاشه إلا إدانة الحوثيين ومنعهم من الإعتداء على المملكة العربية السعودية ، ولا يريد أن يفهَمَ أو يبحث أسبابَ المشكلة ، ولا يعرفُ ولا يريد أن يعرفَ ماذا يدورُ في اليمن اليوم ، وذلك كله مما يدل على أن الدكتور أحمد صابر لا يريد إلاَّ المزايدة لكسب رضا المملكة ، وكأن المملكة تريد إستمرارَ الحرب واستمرار قتل أبناء القرى اليمنية في الشمال ، بينما المملكة سترحب حتماً بإنهاء المشكلة بالصورة التي ترضي اللــَّــهَ وترضي كـُــلّ الأطراف وتحقن دماءَهم ، وقد فضح الدكتور صابر نفسَه أمام كـُــلّ المستمعين والمشاهدين ، وبَيـَّـنَ أنه لا يُناقشُ القضيةَ من أجل الوصول إلى حلول وإلى الخلاص من سفك الدماء ، والخوف من اللــَّــه في سفك دماء الأشقاء في اليمن وفي الممكلة ، بل يريدُ إرضاءَ السعودية بما لا يُرضي اللــَّــه ولا يرضي إخوانـَـنا السعوديين أنفسهم ، ولا حول ولا قوة إلاَّ باللــَّــه.

وأعود إلى موضوعنا الأساس فأكرر النداءَ للأشقاء في المملكة العربية السعودية وللملك عبداللــَّــه والأمير سلطان بالذات فهما من يستطيع بمكانتهما وذكائهما إنهاء المشكلة تماماً.

وقد صرَّحَ الأميرُ سلطان تصريحات رائعةً وعظيمة فور وُصوله إلى المملكة ، وبدأت المملكةُ العمَلَ من أجل ذلك.

كما أن الرئيس علي عبداللــَّــه صالح يملكُ مفتاحَ حل المشكلة إن تبصَّر وراجع نفسَه وأعاد حساباته ، فالدم اليمني والسعودي أغلى من أن يُهدَرَ في سبيل خيالات لا يمكن أن تتم ، ولا يمكن أن يُـكتـَـبَ لها النجاحُ ، واللــَّــهُ العلي القدير أعظم وأجلُّ من أن يُغلبَ بتكبر أيٍّ من عباده أو إصراره على سحق الآخرين وإذلالهم؛ لأن الأمر كله بيده (يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو على كـُــلّ شيء قدير) ، ونحن كلنا رئيساً ومرؤوساً وملوكاً وأمراء ضعفاء أمام عظمة اللــَّــه وقدرته ، واللــَّــهُ وحدَه هو العلي القدير ، وصَلِّ اللــَّــهُم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، آمين اللــَّــهم آمين يا رب العالمين.

سبحانَ ربك رب العزة عما يصفون ، وسلامٌ على المرسلين ، والحمدُ لله رب العالمين.

حسبُنا اللــَّــه ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، وعلى اللــَّــه توكلت.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !