مواضيع اليوم

نخيل الأحوازطعمة للحرائق فأين أصدقاء البيئة من ذلك؟!

سليمان شعيب

2011-04-04 11:41:31

0

موقع الحوار المتمدن- محمد حسن فلاحية::

4000 نخلة في المحرقة :
ذكرت صحيفة "جام جم أون لاين" الناطقة بالفارسية أن الحرائق التهمت أكثر من أربعة ألاف نخلة في مدينة الحميدية الواقعة غرب الأهواز واضافت الصحيفة أن ّ هذا الحدث عكر صفو الوافدين لقضاء عطلة أعياد النيروز بينما أكدت لنا مصادر محلية أنّ هذه الحرائق التي قضت تماماً على أكثر من أربعة ألاف نخلة وقعت جراء إهمال الوافدين من محافظات أخرى الى المنطقة لقضاء عطلة أعياد النيروز.
وأكد مسعود أسدي المسؤول في نقابة الفلاّحين التابعة لقضاء الحميدية في مدينة الأحواز قوله أنّ النخيل تشكل إحدى أهم الاشجار في الأهواز والبلاد بشكل عام حيث تشكل هذه النخيل عصباً حيوياً لإقتصاد الشعب والبلد ولكن الإهمام الذي تسبب جراءه هذا الحريق من قبل الوافدين الى المنطقة ترك بظلاله على النخيل التي يصل عددها نحو 4000 الاف نخلة في مساحة تقدر بـ:20 دونماً إلتهمتها الحرائق بشكل كامل .وأضاف أسدي أن تلك النخيل تمر بمرحلة "الحبابو" ( هذه المرحلة تسبقها عملية التلقيح في حوالي ثلاثين يوماً ) وإنّ إهمال القوافل الوافدة من أحل قضاء عطلة الربيع الى المنطقة وعدم تزويد أهالي القضاء بوسائل إخماد النيران في محرقة راح ضحيتها أربعة ألاف نخلة وفسيل نخل.
وأشار أسدي الى أنّ دائرة الزراعة في القضاء استنجدت بقائم مقامية الأحواز إلا أنها لم تحرك ساكناً لنصرة أهالي المنطقة لإخماد النيران وأعرب مسؤول نقابة الفلاحين في الحميدية عن أمله في دفع تعويضات لأصحاب النخيل كي يقوم الأهالي بالعمل على زراعة ما دمره الحريق.

معلومات موجزة عن شجرة النخيل:

يرى العالم الإيطالي "اودورادو بكاري (Odarado Beccay )" و الذي يعتبر من بين الباحثين في عائلة النخيل أن النخلة تعتبر من النبات و أن موطن النخل الأصلي هو الخليج العربي , وقد بنى دليله على ذلك بـ ( هناك جنس من النخل لا ينتعش نموه إلا في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر الأمطار وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة ويقاوم الملوحة لحد بعيد ) .ولا توجد لمثل هذه الصفات مكاناً سوى في المنطقة الكائنة غرب الهند وجنوب إيران ، أو في الساحل العربي للخليج العربي .
أما المناطق الأخرى التي ذكرتها الكتب فهي : بلاد الرافدين , ووادي النيل , ومناطق مختلفة من المعمورة . ففي بابل مثلا كانت هذه الشجرة المقدسة تزين ردهات المعابد الداخلية , ومداخل المدن , وعروش ذوي التيجان , فإله النخل كان يظهر على هيئة امرأة ينتشر على أكتافها السعف كالأجنحة . حتى أن شريعة حمورابي قننت عددا من موادها لحماية زراعة النخل وتعهده : فالمادة ال 59 من شريعة حومورابي تنص على تغريم من يقطع نخلة واحدة بنصف من الفضة ( أي نحو نصف درهم ) ولابد أن تكون هذه الغرامة باهضة في ذلك العهد ، كما وجدت المواد ( 60 / 64 / و65 وكله خاصة بتنظيم زراعة وبيع وشراء وتلقيح النخيل).

في القصيدة البابلية تعدد فوائد النخل إذ أحصيت في 365 فائدة . وقد ذكر " سترابو " أهمية النخل للعراق القديم بقوله : ( تجهزهم النخلة بجميع حاجاتهم عدا الحبوب ) . كما تصف المصادر المسمارية أصنافا كثيرة من التمر تتجاوز السبعين صنفا . كما أنها تذكر أصنافا بأسماء مواضعها مثل : تمر تلمون ( يرجح أن تكون البحرين ) ( بالمناسبة وفي الثمانينيات عندما أصبح شجر النخيل يربو على المليون شجرة في البحرين ألفت في ذلك أغنية ولحنت وأذيعت من المذياع والشاشة الفضية مرارا وتكرارا ) , وتمر مجان ( أي عمان ) , وتمر ملوخا , وقد ذكر بلني ( pliny ) 49 صنفا من أصناف التمور . كما أدخل البابليون والأشوريون التمر في بعض الوصفات الطبية حتى إن البابليون يحضرون شرابا من نسغ النخلة يسمى شراب الحياة ( النسغ بضم النون وتسكين السين المهملة – ماء يخرج من الشجرة إذا قطعت ) .
لا شك أن نخيل التمر كانت مغروسة بمصر في عصور ما قبل التاريخ , فقد عثر الدكتور ( رين هارت Dr. Rein Hardt ) في مقبرة بجهة الرزيقات قرب ارمنت على مومياء من عصر ما قبل التاريخ ملفوفة في حصير من سعف النخل . . . كما عثر على نخلة صغيرة كاملة بإحدى مقابر سقارة حول مومياء من عصر الأسرة الأولى ( حوالى 3200 ق . م . ) . وهذا يوضح أهمية شجر النخل•
نخلة التمر تسمى بالإنجليزية Date Palm ، وهي من عائلة Palmaceae ، ومن جنس Phoenix ، ومن نوع Dactylifera . وهي من النباتات ذات الفلفلة الواحدة ، وهي ثنائية المسكن ، أي أن هنالك نخلة تحمل أزهارا ذكرية وتسمى النخلة الذكر أو الفحل ، ونخلة أخرى تحمل أزهارا أنثوية وتسمى النخلة الأنثى وهي التي تثمر . ونخلة التمر لها برعم طرفي ضخم واحد فقط موجود في أعلى الساق الوحيد . وإذا أصاب ذلك البرعم الوحيد تلف فإن النخلة تموت . يقول بلاتر Blatterأن هناك نحوا من إثنتي عشر نوعا النخيل ( الفينكس ) .

ثلاثة عقود على محارق النخيل في الأحواز:

منذ انتصار الثورة في إيران عام 1979 عانى إقليم الأحواز من إهمال معمّد حيث راحت ملايين النخيل ضحية الحرب المدمرة التي استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران ومن ثم جاءت الحروب التي تلت حرب الثماني سنوات مباشرة وهي حرب الخليج الثانية والثالثة لكي تقضي على ما تبقى من نخيل خرجت صامدة بوجه الحروب ثم تلا ذلك السياسيات الإيرانية المتمثلة بمشاريع ستراتيجية سياسية دون تبرير إقتصادي يذكر مثل مشروع قصب السكر وبدوره قضى هذا المشروع على عدد كبير من النخيل جراء ارتفاع حجم ملوحة المياه في أنهر الجراحي وكارون والكرخة ، أضف الى ذلك سياسة تجريف الأراضي التي تتبعها الحكومة الإيرانية في الأراضي التابعة لعرب الأحواز ، فاليوم لم يتبق من ملايين النخيل والفسائل سوى عشرات الألاف وتحولت واحات النخيل الى أراض قاحلة بفضل هذه السياسات والحروب المدمرة التي خاضتها إيران وتلك التي ساهمت فيها بشكل مباشر أو غير مباشرفي المنطقة وكذلك الدمار الذي مازال يلحق بواحات النخيل جراء حقد الفرس الوافدين على المنطقة في الأعياد والمناسات الفارسية التي لم تخلف سوى الدمار والكراهية لأهالي المنطقة لكن رغم كل هذا وذاك لم نلحظ إهتماماً يذكر من قبل أصدقاء البيئة مما أنتج كارثة بيئية في المنطقة لن تتغلب عليها المنطقة بهذه السهولة فدعوتنا لجميع محبي البيئة والناشطين الخضر عمل ما بوسعهم لإنقاذ النخيل نظراً لأهمية هذا الموضع وفي مقدمة ما يمكن عمله السعي لتشكيل جمعية أصدقاء النخيل لحماية ما تبقى من نخيل والعمل على زيادة أعداد هذه الشجرة المباركة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات