نختلف وهناك مٌفيدات
النفس البشرية يعتريها الخطأ أكثر من الصواب وهذا قدرها الذي لولاه ما تعلم أحدٌ من أخطاءه ولا استفاد من تجاربه , العقلية العربية عقلية جدلية عقيمة في الغالب تكره لمجرد الكٌره وتٌحب لأجل أن يٌقال عنها أنها تٌحب , في خضم الأحداث التي عايشتها المجتمعات العربية منذ فجر التاريخ نجد الاختلاف والخلاف والتراشق طاغياً وظاهراً على السطح فلا مكان للتسامح وحسن الظن في القاموس العربي الإ فيما ندر , قديماً وحديثاً تعايشت المجتمعات مع نظرية المؤامرة والقذف والتخوين وتوزيع صكوك الولاء والانتماء ومختلف التٌهم وأظن حتى مستقبلاً ستبقى " المجتمعات " متعايشة مع ذلك الوباء لجملةٍ من الأسباب التي لا يمكن حصرها فالجهل وغياب التعددية الحقيقية وعدم فهم الموقف والكلام المرتبط به على حقيقته والعنصرية والتعصب الخ عوامل جعلت من المجتمعات العربية مجتمعات متصارعة منقسمة تأكل بعضها بعضاً بشتى أنواع الأدوات والوسائل التي من بينها العبارات الذميمة الأداة والوسيلة الناعمة إذا قارناها بعبارات التكفير و التفسيق والتشكيك في الإيمان ؟.
خلافك الفكري مع شخص أو خلافك معه على موقف سياسي معين لا يعني أن ذلك الشخص قبيح جاهل خائن الخ بل يعني أن ذلك الشخص له رؤيته وله حريته وله وجهة نظره وخلافك معه لا يٌلغي حقه ولا يٌلغي حقك أيضاً فبينكما رابط مشترك وهو أخذ المفيد منه وإعطاءه المٌفيد منك لكن هل كل الأشخاص المختلفين فيما بينهم فكرياً وسياسياً ومذهبياً وعقدياً الخ يفعلون رابط المٌفيدات ؟
في الحقيقة تكاد تكون نسبة من يٌفعل رابط المٌفيدات قليلة والسبب الوعي والإدراك بأنه من المستحيل التطابق مع أي شخص بنسبة مائة في المائة , من يٌفعل رابط المٌفيدات شخص عاقل متزن واعي يؤمن بالأخر ويؤمن بالحياة والتعددية والتعايش والتسامح ويجني من ذلك التفعيل ثمار متعددة لعل من أهمها التعلم الايجابي وزيادة مستوى الوعي والإدراك وتعزيز القيم بالمجتمع بشكل مباشر وغير مباشر , لكن لماذا لا يتم تفعيل رابط المٌفيدات في المجتمعات العربية وماذا سيتحقق لو تم تفعيله على مستوى المجموعات بعد أن عرفنا أثره على مستوى الأفراد ؟
الإجابة على السؤال الأول معقدة فالجهل سبب والعنصرية سبب والتعليم التلقيني سبب والتربية وأساليبها سبب وغياب التعددية الحقيقية سبب فجميع الأسباب مرتبطة بعضها ببعض في عمليةٍ معقدة أنتجت واقعاً معقداً قاتماً موبوءً بالفيروسات , لو تم تفعيل رابط المٌفيدات فإن المجتمعات ستجني الكثير والكثير من المٌفيدات التي لا تاريخ محدد لصلاحيتها ولعل من أهم المفيدات التعايش والتسامح وقبول من نختلف معه وتعزيز القيم وانتهاء الأمراض الفكرية واللفظية التي ستموت بفعل مصل المٌفيدات المضاد الأكثر تأثيراً والأكثر غيباً في نفس الوقت ..
التعليقات (0)