عاد النقاش مجددا عن النخبة وأدوارها المفترضة في مثل هذه المنعرجات التاريخية الكبرى. غير أن من يصنع النقاش الحالي، هم من ممثلي النخبة التي صنعت أو عاصرت الثورة التحريرية، وهي وليدة الحركة الوطنية التي تبلورت ما بين الحربين العالميتين.
فهل النخبة الجديدة غير معنية بمثل هذه النقاشات التي لا تعبر عن همومها واهتماماتها، أم أن المشكلة تمكن في إنها يكاد لا يكون لها وجود، ففعل عمليات تجفيف المنابع و/التصحير/، الذي حدث مع دول مشابهة، وصل الامر بالكتاب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل إلى تشبيهها بحوض السباحة الذي لم يعد يتوفر على ماء إلى درجة أصبح العوم فيها مستحيلا، ووصل الإفلاس مع سياسات تشتيت النخب وشراء ذممها إلى حد تبحث فيه السلطات عن ممثلين للنخب السياسية والفكرية فلا تكاد تجدها، وظهرت الصورة أكثر سفورا في دول نجحت فيها عمليات الربيع الديمقراطي في شقها المتعلق بأسقاط رؤوس الانظمة مثل تونس ومصر وليبيا، وبعضها يكاد (حالة سوريا مثلا)، واعتقدت النخب السياسية الحاكمة أن /إفراغ حمامات السباحة من المياه/ بتعبير هيكل كفيل بأن يبقيها إلى الأبد في كرسي الحكم حيث لا بديل لها، لكن امر التحول تم بأشكال دراماتيكية، وأصبح الامر يحتاج بعدها إلى سنين عديدة من النقاش والمراحل الانتقالية من اجل تكوين نخب جديدة عوضا عن تلك الهرمة التي شاركت في مراحل سابقة وعادت من جديد للتبوء مراكز المسؤولية وصنع القرار.
وفي حالتنا وقفنا على واقع كاريكاتوري مع المشاورات السياسية ونوعية /النخب/ التي شاركت فيهان ونحن مدعوون إلى واقع أكثر كاريكاتورية عند الانتقال إلى الانفتاح الإعلامي والسياسي حيث من المفترض أن نقف على نتائج /التصحير/ التي تمت.
التعليقات (0)