بدأت يومي وكعادتي كل يوم لا اعلم ماذا افعل..؟ وأين سأذهب ! وجدت نفسي بدون شعور متجهة إلى حيث يجتمع من أحببتهم وتركونا ورحلوا..!!
رحلت هناك حيث يرقدوا أحبتي قريري العين , بهذا المكان أجد نفسي الضائعة..وأشعر بالأمان الذي افتقده بين الأحياء فهناك من يسمعني ويسكن من روعي ..!!
الطيبون لا يرحلون.. وأن رحلوا بأجسادهم الموت اختطف أجسادهم وترك أرواحهم الطاهرة ترفرف حولنا , مشيت وانا أتأمل الأشجار والرياحين والزهور ,مكان شبيه بالجنة الذي اسمع بها مكان تحرسه الملائكة وتسكنه أرواح مسالمةلا نفاق ولا حقد ولا كراهية .. فما بالهم يخوفونا بالأموات والمقابر ..؟ وأصبحوا أحبتنا بعد رحيلهم أرواح مرعبة وشريرة ..؟هناك الأجواء الروحانية وذكرى حقيقية لمن غرته الدنيا بنعيمها الزائل والذئاب البشرية بعقولها النتنة وضمائرهم الفاسدة مشيت بين القبور.. وفي القلب غصة ولا أعلم أهي عليهم أم على أنفسنا المعذبة ..؟ فنحن نعيش بلا حياة ..ونموت بلا موت ..وقفت لحظة أتأمل تلك القبور ..!!فهذا قبر أبي وتلك قبر أخي وهناك القبر الذي يسكن فيه فلذة كبدي( صغيري )!!
وهؤلاء جدتي وخالتي وعمتي ..جميع من أحبهم يسكنون هنا مالي أناديهم فلا يردوا علي .. لهم الحق فهم ليسوا بحاجتي .ولكني انا بحاجتهم أن يسمعوني ويشعروا بلهفتي وحسرتي عليهم ..ما معنى بقائي بين أموات لم يوارى جثمانهم ,أعيش بين أجساد بالية فقدت النطق والأحساس والمشاعر ..فالحياة لا تستحق العيش معهم ..!!
أبي.. اعلم انك تسمعني ضاقت بعيني الدنيا بعد رحيلك وتلاطمت بي أمواج الحياة..
وأرست بعيدا عن شواطئك ففقدت معها الآمان ..فقدك جرح لا يندمل ..ونزف لا يتوقف ..لا يداويه الزمن وكلما مرت الأيام ازددت شوقاً لك ..وكلما خاصمتني الحياة وكشرت عن أنيابها لي شعرت باليتم والخوف من المجهول .. خذني معك يا أبي ألى حيث تسكن فهنا راحتي .. ضمني بجوار أخي وأبني فأني مشتاقة للقائهما ..
رميت بجسدي على قبورهم واصرخ بأعلى صوتي لعلهم يرحموا توسلي وبكائي ...!!
شهقت شهقة تزلزل من في القبور انا ابنتكم أتيتكم زائرة متوسلة أن تحفروا قبري بجواركم.. ولكن لا مجيب غابت الشمس وحلً الظلام وسكن الهدوء القاتل من حولي .لا اسمع الا صدى بكائي ونوحي رجعت وأنا أجر أذيال الخيبة بجسد من غير روح..لا الأموات تريد بقائي بقربهم .. ولا أريد البقاء بجوار الأحياء الميتة ..؟
التعليقات (0)