نحن نتناول مع كل وجبة غذائية وجبة أخرى من السموم

المستعمرات الطبيعية لطائر أبو قردان انقرضت تقريبا في أواخر القرن الماضي من مصر وكذلك نحل العسل الأبيض وبعض الأعداء الطبيعية لآفات الزراعة نتيجة استخدام المبيدات الزراعية...واختلال الكائنات البيئي يحدث دائما عند تدخل الإنسان..وليس هناك حد فاصل بين القرار باستخدام المبيدات أو تحريمها على مستوى العالم ...وحيث اتجهت السياسة الزراعية إلى تعظيم الإنتاج رأسيا وليس أفقيا بمعنى تعظيم إنتاجية الفدان وليس استصلاح فدان آخر فقد ظهرت الحاجة إلى المبيدات (ومخصبات الزراعة الكيميائية) بما تحمله من خطورة بالغة على الإنسان والحيوان والطيور الداجنة وبالتالي القضاء على الطيور الجارحة والتي تخلصنا من الطيور والحيوانات النافقة كما قضت المبيدات على أعداء الديدان الطبيعية ...لقد خلق الله العالم متوازنا ويشهد بذلك التوازن الطبيعي في البحر الذي لم يتأثر كثيرا بتدخل الإنسان إلا فيما تحدثه ناقلات البترول والآبار النفطية البحرية والصرف الصحي في البحر من تلوث يقتل الأسماك بدرجة ما...والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن لماذا لا يتوسع الإنسان في رقعة الأرض الزراعية ويستغل المستنقعات العالمية وخاصة في المناطق الاستوائية في توسيع رقعة الأرض الزراعية واستحداث أنواع من الطحالب تصلح غذاء للإنسان بدلا من تلويث الأرض وباطن الأرض والمياه الجوفية بمبيدات تستمر في تأثيرها السيء عشرات السنين وربما أكثر؟ ..إن أكثر الدول تضررا من المبيدات هي الدول النامية حيث أن مستخدمي المبيدات فلاحون لا يعيرون أهتماما بالبيئة ويخلطون أنواعا خطيرة من المبيدات السليمة والمغشوشة والرابح هو الفلاح الذي ينتج مزروعات ملوثة والتاجر الذي يهرب المبيدات الخطيرة ويبيعها ويربح أموالا طائلة والخاسر هو الشعب المسكين الذي يتناول مع كل وجبة غذائية وجبة أخرى من السموم