نحن و الصداقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها أنا على موعد جديد، مع القلم والأفكار، أكتب وأكتب وأسأل الله أن لا تكون كتاباتي طريق إلى النار، وان تكون كلماتي هادفة تقودني إلى جنة الجبار..
وأنا جالس في خلوتي مع جهازي هذا، بين ذكريات الماضي ومستجدات الحاضر، المتعلقة بأصدقائي وعلاقتي بهم... تقاذفتني عدة رغبات، صادفتها عقبات، جعلتني تائها بين دروب هذه الحياة، ترى هل نحن نعيش حقا الصداقة التي لا نخجل منها، وتكون صداقة مبنية على الاحترام والصدق ؟
فما هي الصداقة ؟
الصداقة إخوتي الكرام هي علاقة راقية تجمع اثنين أو أكثر على الصدق والإخلاص، فالصداقة من الصدق، والصدق من الأخلاق، والأخلاق من الدين العظيم، و إن خلى شيء من دين الله وتعاليمه أصبح الشيء خطرا، وفقد جزء كبير من مصداقيته..
فلا أتصور بصراحة شخص بدون صديق وفي له، فالصداقة أمر ضروري لكل إنسان، لأننا نحتاج في بعض الأحيان نتيجة ما نتعرض له من مستجدات مفرحة أحيانا، ومحزنة أحيانا إلى صديق يشاركنا الأفراح، ويبتسم عند فرحتنا ابتسامة صادقة من قلبه، وأيضا نحتاج لهذا الصديق الوفي الصادق عند مشاكلنا و أحزاننا كي يقاسمنا الهموم ويخفف عنا الأحزان والتعب النفسي..
الصداقة طريق إلى التعاون ورقي المجتمع، فلو انفرد كل شخص بحياته وقطَّع الروابط الإنسانية مع أخيه المسلم، أصبحنا في عالم شبيه بالغاب، وأصبحت المنافسة الشرسة بيننا، وتولد الاكتئاب والمرض والتوتر النفسي نتيجة هذا القطيعة والوحدة، وأيضا الكثير من المشاكل الصحية والنفسية والجلوس منفردا أمر لا يطاق حقا...
علينا اكتساب الأصدقاء والعمل على المحافظة عليهم كما قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له:
عليك بإخوان الصدق، فأكثر من اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجنة عند البلاء.
بداية الصداقة:
للصداقة عدة طرق، وبدايات، ولكن الذي يهمني الآن هو التركيز على البداية الطيبة التي تكون معطرة بتعاليم ديننا الحنيف، وبعظيم ما جاء به الدين من أخلاق سامية، راقية، أخلاق تنظم الحياة، وتنظم تعاملنا مع بعضنا البعض في إطار الإنسانية التي لابد أن نحافظ عليها، فوالله لن نحافظ عليها إلا بالتقيد بالإسلام وتطبيق شريعته..
بداية الصداقة أولا لابد ان تكون بنية طاهرة، وأن تكون الصداقة لهوى النفس قاهرة، وان تكون هدفها الصدق الحقيقي وان تكون معمِّرة، ولا بأس ان تعرف الحب، أجل الحب، ولكن ليس الحب الشيطاني، المقيد بالمعصية ذو القالب الشهواني، لا والله ما هذا الذي أقصد، بل أقصد الحب النبيل الذي يكون حبا في الله العلي الرحيم..
فيا أخي الكريم أدعوك ونفسي أن تحيي الصداقة في هذا الإطار الإسلامي، وتنعم في عالم الحب في الله مع صديقك، وأن تحترمه وتخاف عليه، وتكون لو عونا عند تعرضه للظلم، وأن تكون له ناصحا عند اقترافه ذنبا أو معصية، أو عند سوء تخطيط... علينا بالتماسك ووضع اليد باليد، ونركض سويا بفرحة عارمة، وابسامة مشرقة ، نركض وركض في اتجاه واحد، وهو حب الله ورضاه عنا..
علينا أن تغير من أفكارنا، وأن ننعم بالأخوة والصداقة، والله نحن قوم لو عانقنا الصداقة في إطار شريعتنا والله سنكون أعظم وأرقى قوم..
في الختام أقول عش الصداقة، وأنت الوحيد الذي تتحكم فيها، إما أن تجعلها لك يوم الحساب، وإما أن تجعلها عليك يوم الحساب..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات (0)