جائت الأخبار بعكس تمنياتنا وتوفي محمد عباس مدرب نادي كربلاء بعد تعرضه للقتل على يد قوات سوات التابعة لنوري المالكي ركلاً وضربا باليد والهراواة وأعقاب الأسلحة وكأنه.... على مرأى ومسمع من الجميع دون أي خوف أو خجل، لتبرهن هذه الحادثة للمرة المليون أننا نعيش في العراق بلا دولة ولا قانون في عهد كتلة دولة القانون ؟
في العراق، كل المشاكل والمصائب أصبح سببها الآخر، فالأرهاب المدمر سببه القاعدة والسنة المتسترين عليها بحسب الشيعي، بينما يحمل السني الحكومة اللتي يرى أنها تغض النظر عن الميليشيات الشيعية المتغلغلة في الدولة وخارجها سبب هذه المحن . والتنمية متوقفة بسبب الأكراد اللذين يبيعون ثلث النفط العراقي لحسابهم بحسب العربي، بينما يعزوها الكردي الى محاولة العرب السيطرة على حق الأقليم في نفطه وبباقي حصته من نفط الوسط والجنوب. وهكذا يكون الكل مسؤول عن مصائبنا ألا نحن .
لا نريد أن نحلل هنا أسباب الأرهاب والفوضى وأنعدام القانون وغيرها من البلائات اللتي نزلت على رأس الشعب العراقي بعد الأحتلال، فهذه سكبت في شرحها أنهارا من المداد والدم، ولكننا نريد أن نسأل فقط هذا السؤال لنحلل أجابته، وأنا آسف لأني مضطر أن أستعمل عناوين طائفية هنا مادام الجميع مصرا على أستعمالها علنا أو ضمنا في عراق اليوم .
أذا كانت قوات سوات التابعة للمالكي "الشيعي" تتصرف في مدينة "شيعية" بالكامل ككربلاء اللتي هي مسقط رأس قائدها رأيس الوزراء وضد فريقها الرياضي اللذي من المفترض أنها مسؤولة عن حمايته، بهذه الوحشية والخسة والنذالة والأستهتار بالأرواح والأخلاق والقيم الأنسانية والدينية والوطنية بدون أي خشية حتى من وسائل الأعلام اللتي يعلم الجميع بتواجدها الواضح في أرض الملعب، فكيف تتصرف هذه القوات ياترى عندما لا تتواجد العيون ولا الصحفيين أو بعيداً عن الكاميرا في ميدان عملها في بغداد أو نينوى او كركوك مثلا ؟؟؟؟.
أحد الصحفيين في جريدة الصباح المطبلة للمالكي والدعوة خرجت بموضوع طويل عريض عن عنف الملاعب العراقية وكأن محمد عباس قتل على يد الجمهور المتعصب. وبنفس النفس الطائفي والحزبي أستمعت الى بعض السياسيين والصحفيين والعامة اللذين يبررون ضمنيا جريمة قتل محمد عباس دهسا بالبساطيل فقط لأن المالكي يعجبهم لسبب ما دون أي أعتبار للقانون والحق، تماماً كما كان يفعل البعثيون عندما كان يدوس صدام على شعبنا ليقتله.
كل الكتل والأحزاب الموجودة في الحكومة وخارجها هي السبب الأوحد والوحيد لكل ما يحدث في العراق اليوم بأعتبار أنها تتحكم بالدولة ومقدراتها المادية والبشرية منذ عشر سنوات، وهي اللتي لها أمتدادادت خارجية وتحالفات عالمية أقليمية تسمح بهذا التدخل الدولي والأقليمي الواضح في شؤون العراق السياسية والأقتصادية. ألا أن سطحيتنا وجهلنا وتفكيرنا المحدود بمصلحة الطائفة والعشيرة " وكأننا قريش قبل الأسلام " جعلتنا نحمل جميع هؤلاء الضاربين بالقانون وبمصلحة العراق عرض الحائط الى مجالس المحافظات مرةً أخرى قبل أيام فقط ، فبماذا نبرر ذلك يا ترى؟!!!
السطحية الفكرية والثقافية اللتي لازالت تطبع تفكيرنا نحن العراقيين، هي سبب الأسباب (أن صح التعبير) لبقائنا في دوامة الطائفية والأرهاب والصراع، وهي اللتي تحمي وتبقي السراق والقتلة والفاسدين والأرهابيين والبعثيين المتلاعبين بعقولنا ومشاعرنا الساذجة في السلطة منذ عشرة أعوام. وأذا أستمرينا في تبرير جرائم المالكي وعلاوي وبرزاني وطلباني والنجيفي والحكيم والعيساوي ومقتدى الصدر وهذا وذاك وحملناهم كل مرة الى سدة الحكم بعد هذا الفشل الذريع في كافة مناحي الحياة فلا نلومن ألا أنفسنا.
رحم الله عباس، فقد كشف لنا بموته عورتنا. وصدق الشاعر حين قال :
نعِــيْــبُ زَمَــآنَــنـَآ وَآلــْعــَيْــبُ فــِيــْنَــآ وَمَـآ لِــزَمَــآنِــنَآ عَــيْــبٌ سِــوَآنَــآ
http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=49349
التعليقات (0)