مواضيع اليوم

نحن على الخارطة الدولية

soso-n nafee

2009-07-06 05:20:16

0

 


نحن على الخارطة الدولية

لن نتجاوز حقنا الطبيعي‮ ‬ولا الحقيقة الى الخيال لو صحنا بأعلى الصوت نعم نريد عالماً‮ ‬تسوده عدالة اجتماعية،‮ ‬ولكن ندخل في‮ ‬السفسطة التي‮ ‬لا طائل تحتها لو ألححنا على أن‮ ‬يتحقق ذلك في‮ ‬عالم مثل عالمنا الذي‮ ‬استبد به من لا‮ ‬يؤمن إلا بميزان القوى الشائل لمصالحه فقط‮. ‬عالم‮ ‬يقدس الحضارة ويدّعيها ويؤمن بالثقافة ويرعاها‮. ‬يتفق مثلاً‮ ‬مع مبدأ أفلاطون بأن العدالة أساس الجمهورية‮. ‬فلا‮ ‬يتبناها كما تتمنى الشعوب‮ "‬هي‮ ‬أن‮ ‬يرد لكل ما له‮" ‬بل‮ ‬يتبنى المقولة الأخرى‮ "‬العدالة هي‮ ‬فائدة الأقوى‮".‬
إن ما‮ ‬يصيب العالم من مصائب وكوارث إنما‮ ‬يتطلب وقفة تأملية طويلة بعيدة كل البعد عن هذا الذهول الذي‮ ‬أصاب العقول بالكلال،‮ ‬فلم تعد أسباب تلك الانهيارات سرا حتى على رجل الشارع،‮ ‬ونحن‮ ‬غافلون مع أننا في‮ ‬حقيقة الأمر في‮ ‬عين الفاجعة شئنا أم أبينا‮. ‬فالدول الرأسمالية تشدنا لمعسكرها بدعوى أن الابتعاد عنها‮ ‬يعني‮ ‬تشريع أبوابنا وحمانا وديننا لغزو فكري‮ ‬شيوعي،‮ ‬فلنبق في‮ ‬حماها،‮ ‬بينما دعاة الدعوة المضادة كانت تعمل بلا هوادة لشدنا للمعسكر الآخر بدعوى حمايتنا من الاستغلال والاستعمار والتلويح بشيء من عدالة وتحرر‮.‬
كأن المعركة المفروضة علينا والمؤامرة التي‮ ‬ابتلينا بها هي‮ ‬النزاع بين الرأسمالية والماركسية،‮ ‬وليست في‮ ‬صميم هيكلنا الاجتماعي‮ ‬هربنا من مشاكلنا وانجرفنا تارة لهذا التيار وأخرى لذاك،‮ ‬فها قد طاشت سهام الجميع وارتد كل على أعقابه‮ ‬يلعق جراحه،‮ ‬وما زالت جراحنا تنزف من الطرفين وما زالت حمانا تنتهك ومقدارتنا تنتهب‮.‬
إن كل أزمات العالم أفرادا ومجتمعات سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم روحية محركها الأساسي‮ ‬والمعول الذي‮ ‬يهد كل بنيان من حولها هو العامل الاقتصادي‮. ‬فالاقتصاد الشيوعي‮ ‬الذي‮ ‬ادعى الكمال تداعى والنظام الرأسمالي‮ ‬تضعضع،‮ ‬مما‮ ‬يؤكد أن النظريات والمناهج الوضعية قاصرة عن الإلمام بكل جوانب الحياة الانسانية حتى ولو افترضنا فيها حسن النوايا وبعد النظر‮.. ‬فإنها لن تخلو من ثغرات تنفذ منها‮ ‬غايات أهل الحل والربط والسلطة والمال،‮ ‬ولن تكون منزهة تماما عن هوى واضعها ومرهونة ببقائه أو زواله،‮ ‬فكيف نأمل بأن نحظى بشيء من العدالة‮.‬
لقد انهارت الماركسية وشيعت بقاياها كأسوأ ما‮ ‬يكون التشييع‮. ‬وخرجت شعوبها بجرأة وفرحة تعبيراً‮ ‬عن عودتها لممارسة الحياة بشكل سليم والتخلص من أفكار فرضت عليهم حقباً‮ ‬متتالية كشيء مقدس،‮ ‬فسياسة الإنغلاق وسباق التسلح وعدم اتاحة الفرص للأفراد لم‮ ‬يحقق عدالة،‮ ‬فانتهى المجتمع الى مزق واغتراب بعد تحطيم التناقض الاجتماعي‮ ‬الطبيعي‮ ‬والضروري‮ ‬بين البشر لأنه وحده الذي‮ ‬يخلق في‮ ‬النفس البشرية الحافز لمواصلة الجهد والدفع به الى المزيد من العمل،‮ ‬علاوة على عودة ظهوره متمثلاً‮ ‬في‮ ‬طبقة الحكام والحزب‮.‬
إن العلاقة جدلية بين الفرد والمجتمع وبين ما هو خاص وما هو عام‮. ‬لا‮ ‬يمكن لأحد حسمها‮. ‬فمقولة ماركس الشهيرة‮ "‬من كل حسب طاقته لكل حسب قدرته لكل حسب عمله‮" ‬علاوة على أن كل مبدأ لاقى استحسانا أو قبولاً‮ ‬كان قريباً‮ ‬من قوانينا السماوية ولكننا نخجل من طرحها لئلا‮ ‬يقال إننا رجعيون روحانيون،‮ ‬ونتهم بالبعد عن المنهج العلمي‮ ‬والعملي‮ ‬والاشتراكي‮ ‬و‮.. ‬و‮...‬
إن معاناة البشرية تكمن في‮ ‬الفقر،‮ ‬والتخلف،‮ ‬والبيئة،‮ ‬والصراعات القومية،‮ ‬فهل حلت لنا الدول الشيوعية شيئاً‮ ‬منها‮. ‬أم أن الدول الكبرى المسيطرة على مقدرات العالم وجدت لها مخرجاً؟
إن الدول المسماة بالرأسمالية قد تفردت بالسلطة الدولية،‮ ‬مع كل ما تعانيه من نظامها من التفاوت والبطالة والاستغلال‮. ‬والملكية الفردية الخاصة المستغلة المطلقة التي‮ ‬تتحكم عن طريق احتكار السوق الاقتصادي‮ ‬العالمي‮ ‬ومن ثم بالسياسة الدولية‮. ‬نظام‮ ‬يقف عند أهبة السقوط مهما أخرت تلك الساعة فهي‮ ‬لا محالة قادمة مهما شغلوا العالم بمؤامرات وحروب تستنزف الشعوب المقهورة لتدر الأرباح وتدور المصانع لتقلل من البطالة وتنقذ اقتصادها‮.‬
إن كل ذلك‮ ‬يؤكد على وجوب ايجاد نظام بديل شامل للعالم كله‮ ‬يقوم على الحرية والعدالة ويردم الفجوة الحضارية بين الأمم ويضمن حماية البيئة من الدمار وينهي‮ ‬سيطرة الاحتكارات من السوق العالمية ويوقف نهب ثروات العالم النامي‮ ‬وإعطائه الفرصة للدخول الى الحضارة القائمة على قدم وساق‮ ‬يقدم لها الوقود ولا‮ ‬يناله منها إلا فتات‮.‬
العالم كله‮ ‬يغلي‮.. ‬وأمم الأرض تفكر به وتحاول أن تدلوا بدلوها فيه إلا نحن نتفرج بشكل مخيف وببرود‮. ‬لا نقيم وزناً‮ ‬لما نملك من مقومات النفس البشرية الروحية والفكرية والحيوية‮. ‬ومقومات الحياة البشرية المعنوية والمادية‮. ‬فالفكر الإسلامي‮ ‬ككل،‮ ‬والاقتصاد الاسلامي‮ ‬المحكم رغم اتهامه بالقصور،‮ ‬بديلاً‮ ‬رائعاً‮ ‬لو قيض له من‮ ‬يبسطه ويناضل لرفع شأنه‮. ‬المستقبل لمن‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يربط الحياة بالواقع بلا أوهام ولمن‮ ‬يمتلك القدرة على الدفع بالتاريخ للأمام،‮ ‬وإغناء البشرية ماديا وروحيا،‮ ‬وتوسيع العدالة بين الناس،‮ ‬فهل هناك من منهج‮ ‬يعتبر أي‮ ‬عمل سواء أكان في‮ ‬المجال الاقتصادي‮ ‬أو السياسي‮ ‬أو الثقافي‮ ‬يسبب ضرراً‮ ‬لفاعله أو‮ ‬يولد ضرراً‮ ‬لغيره‮ ‬يعتبر عملاً‮ ‬محرماً‮ ‬سوى ديننا‮. ‬فاعتبروا‮ ‬يا أولي‮ ‬الألباب‮.‬




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !