في مشهد أذلال جديد للغرب . صرح سيف الأسلام القذافي من على متن الطائرة اللتي يصحب فيها المقراحي من اسكتلاند الى الأراضي الليبية بأن المقراحي أطلق سراحه ضمن صفقة تضمنتها الأتفاقات التجارية المبرمة بين بريطانيا وليبيا مؤخرا . وهو مشهد مكمل لمشهد لقاء والده العقيد للمسؤولين الأطياليين وعلى صدره صورة المجاهد الكبير عمر المختار , بعد أن أجبرت أيطاليا على الأعتذار لليبيا رسميا عن أحتلالها لها , وعلى دفع خمسة مليارات كتعويض عن هذا الأحتلال , طمعا بمئات المليارات اللتي ستوفرها العقود التجارية اللتي وقعها القذافي مع أيطاليا في رحلة الأذلال هذه . وبالرغم من أن البريطانيين قد نفوا موضوع الصفقة هذا , ألا أن ( العشرة القديمة الحديثة ) مع الأوربيين والغرب ككل علمتنا أن سيف الأسلام قد يكون هو الأصدق . وهذا ما نفهمه من الغضب والتقزز اللذين عبرت عنهما الأدارة الأمريكية .
وهذا ما نفهمه من دفاع رئيس الوزراء الأيطالي اليميني عن طريقة الأذلال اللتي أتبعها القذافي معه ومع رئيس الجمهورية ومع البرلمان الأيطالي بتعمده التأخير لساعات عن مواعيد لقائهم . حيث قال برلسكوني . " أنه تم التعامل مع معمر القذافي على أنه رئيس مختلف، لكن إن اكتشفتم كيفية التعامل مع زبون مختلف، فستكسبونه مدى الحياة" .
لم أكن لأشك ولو للحظة بأن الغرب . الحليف الأول للكيان الصهيوني , لايمكن أن يُمكن الشعوب العربية من أمتلاك السلاح الأخطر على مصالحه ومصالح اسرائيل . وأعني به سلاح الديموقراطية . وأن سمح بذلك , فلن يسمح ألا بديموقراطية مشابهة للديموقراطيات اللتي كانت موجودة أيام الأستعمار البريطاني للدول العربية في النصف الأول من القرن الماضي .
فعندما غير بوش أهداف حملة أدارته اليمينية على العراق من القضاء على أسلحته للدمار الشامل , الى أرساء الديموقراطية في المنطقة , بعد فشل الخبراء بالعثور على هذه الأسلحة . لم يصدق الكثيرون وأنا منهم كلامه في المرتين . فمن يرقص العارضيات في الرياض ويقبل الزعماء العرب في البيت الأبيض ويصف الدكتاتوريات العربية بالصديقة للشعب الأمريكي , لايمكن أن يكون صادقا في هرائه عن نشر الديموقراطية .
ما يفرق بوش عن أوباما هو الصدق لا اكثر ولا أقل . فبينما صدع بوش رؤوسنا بكذبة نشر الديموقرطية وصدقه الكثير من السذج . جاء أوباما الى القاهرة ليصارح العرب والمسلمين والسذج منهم بشكل خاص بأن بوش كان يضحك عليهم ويددغ مشاعرهم طمعا بالنفط ولا شيء غيره . فقال لهم من جامعة القاهرة وبالحرف الواحد . "لا يجب أبداً على أي كان فرض نظام حكم معين على شعب آخر " .
لكني لا أعلم لماذا تراجع السيد أوباما عن صدقه وأعلن تقززه من عملية أطلاق سراح المقراحي وطريقة أستقباله في ليبيا وهو اللذي قال ما قال في خطابه القاهري .
أنا والشعوب العربية يا سيد أوباما من يجب أن يتقزز من أزدواجيتكم هذه . أنا اللذي يجب أن يتقزز من طريقة ( شيمه وخذ عباتة ) اللتي تتبعونها مع شيوخ العشائر اللذين يحكموننا ... أنا لا أنت ياسيد أوباما .
التعليقات (0)