لن تسأم عقولنا من التفكير في (حال مجتمعاتنا وأممنا) ، ولن يتوقف نزيف أقلامنا حتى نرى مخاض (الصحوة العربية) ... وهذا هوالتحدي الذي تثقل به كواهل الطموحين من أبناء الأمم ، والغيورين على (انتماءاتهم) ، والفخورون بها ( رغم كل شيء) ، والمدافعين عن إرثهم على اعتبار أنه (أساس حضارتهم) ... ومادام الأمر متعلق بالعروبة ، فلا بد من ذكر أولوية الأولويات ، و(مبدأ) كل عربي (حتى ولو كان هجينا) يبذل النفس والنفيس للدفاع عنه وهو : (الشرف) ؟!..
فالشرف (في تاريخنا العربي) ، وفي قاموس (مبادئنا المشتركة) هو: الوقوف بثقة أمام الآخر ، ودون خوف من أن (يعايرني) بأي جانب (من جوانب حياتي) حتى ولو كانت حياة بسيطة ، وكانت مواردي (المادية شحيحة) !... لأن (الجانب الأخلاقي) هوالأكثر ضياءًا من بين بقية الجوانب ، فيغطي عليها جميعا لتصبح رؤيتها شبه إستحالة ..
هذا هو (الشرف) الذي (تلوكه ألسنتنا) تماما كما تلوك أمثالا كثيرة ، وحكما كثيرة ، وحتى (أحاديث شريفة) من مثال : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض ، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )) .. لكن (واقع الحال) يقول إن تأثير كل ذلك لايتعدى حناجرنا ، وإلا فبماذا نفسر (إغتصابات) اليهود المتكررة لفلسطين [القداسة] (وعلى مرآنا) ؟ .. وبماذا نفسر (ذلنا وتذللنا) لمن (نجود عليهم) بخيرات أراضينا حتى ولو بقيت منا فئات على (لحوم بطونها) ؟ ... والأهم من كل ذلك لماذا بقينا (متخلفين) و(تابعين) رغم خيراتنا ، وثرواتنا ، إذا كنا فعلا (شرفاء) ؟!..
الحقيقة المرة أن (الشرف العربي) في دنيا اليوم لايساوي أكثر مما تساويه كلمات [مدحنا] ( لماضينا المجيد) و[هجائنا](لحاضرنا الممزق) و[رثائنا] (لحالنا المثير للشفقة) ؟!.
ـــــــــــــ
التعليقات (0)